تنتشر آفة التدخين بشكل مخيف في لبنان بين المراهقين والشباب في ظل غياب استراتيجية وطنية وقوانين رادعة للحد منها.

بيروت: يتسبب التدخين بوفاة اكثر من 3500 شخص سنويا في لبنان نظرا لاحتوائه على اربعة الاف مادة سامة. وقد أثبتت آخر الدراسات ان هناك 40 مادة سامة هي المسؤولة المباشرة عن ظهور امراض السرطان وتصلب الشرايين وتجمد الدم (الجلطة) فيها.

وفي هذا السياق ذكر مدير البرنامج الوطني للحد من التدخين في لبنان الدكتور جورج سعادة في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان نسبة المدخنين من المراهقين الذكور والتي تتراوح اعمارهم بين 13 و15 سنة تبلغ 16 بالمئة بينما تبلغ هذه النسبة عند الفتيات 9 بالمئة. ولفت الدكتور سعادة الى ان المدخنين من الفئة العمرية ما فوق ال18 عاما تبلغ 45 بالمئة عند الذكور و35 بالمئة عند الاناث.

واشار الى ان عدد الوفيات من جراء التدخين يتراوح ما بين 3500 وأربعة الاف شخص سنويا موضحا ان حوالي 400 شخص يموتون في لبنان من جراء التدخين غير المباشر او غير الارادي لافتا الى ان آخر الدراسات والاحصاءات بينت ان حوالي 350 الف شخص وحوالي 150 الف طفل سيموتون خلال السنوات المئة المقبلة في لبنان من جراء الامراض التي يسببها التدخين.

ويفتقر لبنان الى القوانين التي تمنع المراهقين من الذكور والاناث من شراء الدخان بكافة انواعه من المحال التجارية. واعتبر سعادة ان الحل يتمثل في اقرار مجلس النواب اللبناني quot;مشروع قانون منع التدخين في الاماكن العامة المغلقة ومنع الدعاية والرعايةquot;.

وأكد ان السيجارة تحتوي على أربعة آلاف مادة سامة منها 40 مادة اثبتت انها تسبب امراضا سرطانية 90 بالمئة منها تتصل بسرطان الرئة بالاضافة الى امراض تصلب الشرايين والجلطات كاشفا عن ان quot;التدخين يسبب حوالي 50 بالمئة من اجمالي انواع السرطانات في جسم الانسانquot;.

من جهتها اكدت مسؤولة البرامج في منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة اليسار راضي في تصريح مماثل ل(كونا) ان quot;التدخين اصبح آفة تهدد المجتمعات وبات وباء له تداعيات خطيرة جدا مباشرة وغير مباشرة على صحة الانسانquot;. وذكرت الدكتورة راضي ان التدخين يؤدي الى تلف الشرايين الصغيرة التي تغذي الاعضاء الحيوية عند الانسان كالعين والقلب والرئة والمثانة.

وحذرت راضي النساء الحوامل من التدخين مؤكدة ان ذلك quot;يؤثر على نمو الجنين بشكل عامquot; مشيرة الى ان نسبة المدخنين في لبنان تعتبر الاعلى في منطقة الشرق الاوسط نظرا لنمط الحياة وعدم كفاية برامج التوعية والتثقيف.

ويبقى الامل في ان تتخذ السلطات المعنية القرارات الجريئة لوقف التدخين وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني والجمعيات الاهلية.