تجتاح عددا من دول اوربا فيضانات تسببت بمقتل وتشريد عدد من السكان.

وارسو: يسعى عمال الانقاذ الى ازالة الركام الذي خلفته الفيضانات العارمة ومن بينها سيارات محطمة واجلاء الضحايا بعد أن أدت الامطار الغزيرة والعواصف العاتية التي ضربت وسط أوروبا الى مقتل 15 شخصا على الاقل خلال اليومين الماضيين.

وقال مسؤولون بولنديون يوم الاحد ان الامطار التي هطلت بغزارة يوم السبت تسببت في فيضان عدة أنهار وانهيار أحد السدود كما غمرت بلدة بوجاتينيا وبلدات اخرى في جنوب غرب بولندا وقتلت ثلاثة اشخاص على الاقل.

وغرقت امرأة في بوجاتينيا يوم السبت. وقال باول فراتزاك المتحدث باسم قوة الاطفاء لرويترز عبر الهاتف ان جثتي امرأة ثانية ورجل انقاذ (55 عاما) جرفتهما المياه عندما انهار سد يوم السبت عثر عليهما يوم الاحد.

وذكرت انباء ان الفيضانات أدت الى سقوط قتلى واحداث اضرار في الدول المجاورة. وقالت وكالة (بي.ايه.بي) البولندية للانباء ان عدد الضحايا جراء الفيضانات في جمهورية التشيك ارتفع الى خمسة أشخاص وما زال ثلاثة أشخاص مفقودين ويخشى أن يكونوا لقوا حتفهم غرقا.

ولقي ثلاثة اشخاص حتفهم يوم السبت في بلدة نيكورشين الالمانية القريبة من الحدود التشيكية.

وفي ليتوانيا المجاورة أدى سقوط أشجار ومنشات الى مقتل اربعة واصابة عدة اشخاص بجروح مع انقطاع الكهرباء عن الالاف بعد العواصف التي اجتاحت البلاد يوم الاحد.

وذكرت صحيفة ليتوفوس ريتاس اليومية على موقعها على الانترنت ان امرأة (22 عاما) لقيت حتفها عندما سقطت شجرة على خيمتها اثناء الاقامة في مخيم بجنوب ليتوانيا.

ويستخدم رجال الانقاذ من الجيش والشرطة وفرق الاطفاء عربات برمائية وطائرات هليكوبتر وجرافات ثقيلة في اجلاء المتضررين من الفيضانات وتطهير المناطق المنكوبة من الركام الذي شمل سيارات معطوبة تسد الطرق الضيقة.

ونقلت قناة (تي.في.ان.24) التلفزيونية عن دونالد تاسك رئيس الوزراء البولندي تعهده بتقديم مساعدات مالية لضحايا الفيضانات مساوية لما حصل عليه ضحايا الفيضانات التي وقعت في مايو أيار ويونيو حزيران.

وقال مسؤولو الطقس لقناة (تي.في.ان.24) ان الامطار الغزيرة تسببت في فيضان مياه نهر ميدزيانكا على ضفتيه.
وغمرت المياه معظم انحاء بلدة بوجاتينيا قبل ان تتدفق على نهر نيسا الحدودي بين بولندا وألمانيا الذي فاض بسبب انهيار أحد السدود.

ولا يتوقع خبراء الارصاد الجوية في بولندا هطول المزيد من الامطار الغزيرة.

جاءت الفيضانات التي حدثت يومي السبت والاحد في اعقاب فيضانات عارمة في فصلي الربيع والصيف في انحاء بولندا تسببت في اضرار جسيمة بالممتلكات ومقتل نحو 24 شخصا.

وفي ألمانيا أجلت السلطات خلال اليومين الماضيين ما يقرب من 1400 شخص حول بلدة جويرلتز على الحدود مع بولندا حيث توقعت أن يزيد منسوب المياه عن مستوى سبعة أمتار الذي وصل اليه فعلا.

وأظهر تصوير تلفزيوني المياه تتدفق بطول طريق رئيسي في جويرلتز. وخفت حدة الفيضانات في مناطق أخرى في شرق ألمانيا.

واستدعت السلطات التشيكية المزيد من عمال الانقاذ والجنود للمساعدة في اجلاء بعض من أشد البلدات تضررا في شمال البلاد واستخدمت طائرات الهليكوبتر في الوصول الى قرى قطعت الانهار التي فاضت على ضفافها الطريق اليها.

وما زال الالاف من السكان في شمال جمهورية التشيك يعيشون بلا كهرباء ولا غاز يوم الاحد.

ومن المتوقع أن يزور الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس المنطقة في وقت لاحق يوم الاحد ومن المقرر أن تجتمع الحكومة يوم الاثنين لمناقشة تخصيص تمويل عاجل للمساعدة في جهود تطهير المناطق المنكوبة من اثار الفيضانات.

ورغم تراجع شدة الامطار بحلول ظهر يوم الاحد ورغم أن مناسيب مياه الانهار بدأت في الانخفاض الا أن العديد من طرق القرى في جمهورية التشيك ما زالت مقطوعة فحركة القطارات توقفت وأدت الاوحال الى صعوبة وصول شاحنات الاغاثة وعمال الانقاذ الى أكثر المناطق تضررا لتقديم المساعدة للمنكوبين.
كما أدت العواصف في عدة أقاليم في شرق سلوفاكيا الى قطع التيار الكهربائي يوم السبت لكن لم ترد أي تقارير عن وقوع خسائر كبيرة أو ضحايا.