كامل الشيرازي من الجزائر: أكد مختصون في حديث الىquot;إيلافquot;بشأن تأثيرات ممارسة الصيام على المصابين بداء البدانة أنّ الامتناع عن الأكل والشرب يمثل وقاية لأولئك المرضى من أي مضاعفات في وسط اجتماعي تنتشر فيه السمنة تبعا لقلة الحركة وإقبال السكان المحليين على استهلاك الأغذية بشكل غير سليم.
يشدد الأستاذ quot;محمد دوليباquot; على أن الصيام يعطي قوة للجسد، إذ يمكّن الصائمين من التخلص من الدهون المخزنة في أجسادهم، ما يُبعد عن داء البدانة المتسبب في جل الأمراض المزمنة، وذاك مرهون بالتحلي بالصبر وإرادة النجاح ليعيش الشخص المعني مرتاحا.
ويشكل الصيام بحسب دوليبا، وقاية حقيقية من الكثير من الأمراض المزمنة، ناصحا بعدم التفريط في تناول السحور للحفاظ على الصحة الجيدة، عبر أخذ وجبة كاملة وعدم الاكتفاء بشرب القهوة والحليب فحسب، بالتزامن مع الممارسة الدورية وبشكل مُمنهج للتمارين البدنية والسباحة وكذلك التدليك وتذويب الدسم عن طريق الأحماض الأمينية والفيتامينات، علما أنّ هذا التذويب الموسوم بـquot;الوسطيquot; حقق نتائج جيدة جدا بحيث لا يمكن للأشخاص استرجاع الوزن الذي فقدوه.
من جانبها، تشير الدكتورة حفيظة تركمان إلى أنّه يتعين على الشخص الذي يرغب في فقدان الوزن أن يتقبل الحرمان من التغذية ليس في رمضان فحسب بل على المدى الطويل، وتشير محدثتنا إلى أنّ حميات فقدان الوزن تمثل الحل الملائم لمكافحة السمنة، ولا سيما أنّه من الأجدى الاحتكام إلى حل بيولوجي طبيعي، بدل الخضوع إلى الجراحة.
وتضيف تركمان:quot;يجب على الشخص الذي يرغب في فقدان الوزن، أن يعرف بأنّ الأغذية التي عليه تناولها، ينبغي أن تتراوح بين 1400 و1600 وحدة حرارية، في حين تبقى مراقبة طريقة التغذية مهمة جدا، خصوصا في ظلّ تميز الجزائريين بإفراطهم في تناول الأغذية الدسمة، إنها ببساطة إعادة تربية غذائيةquot;.
بدوره، يذهب الدكتور نسيم عيادي إلى كون رمضان يمثل فرصة ذهبية لممارسي الحمية، محذرا من خطر تجاهل تداعيات البدانة التي قد تشكل مشكلا حقيقيا للصحة العامة في البلاد خلال السنوات المقبلة إذا لم يتم التكفل بالمصابين جيدا، وينبه عيادي إلى كون الأمراض الشريانية وحوادث الأوعية الدماغية والتهاب الأوردة وداء السكري هي الأكثر ارتباطا بزيادة الوزن.
ويدعو الأطباء الثلاثة مرضى القرحة المعدية إلى عدم الصوم، لأنّ الأخير قد يسبب لهم نزيفا هضميا أو التهاب الصفاق جراء ثقب القرحة، فيما يؤكدون أنه يمكن للمرأة الحامل أو المُرضعة أن تصوم، باستثناء من تعاني من مرض السكري الذي يستلزم أخذ كميات من الأنسولين طول اليوم، فلا يمكن لها الصيام في هذه الحالة.
أما بالنسبة إلى حالات ارتفاع ضغط الدم الشرياني لدى الصائم، يشرح عيادي أنّ الصيام مسموح به إذا كان المريض في حالة مستقرة ومُعالجا بدواء واحد وجرعة واحدة في اليوم دون معاناته من مرض آخر، بيد أنّه لا بد من التوقف عن الصيام في حالة ارتفاع عال لضغط الدم الشرياني أو حدوث أي مضاعفات، خصوصا وأنّ الصيام هذه السنة يستمر ست عشرة ساعة كاملة.
والأمر نفسه ينسحب على مرضى السكري، حيث ينصح دوليبا بقطع الصيام، إذا كانت نسبة السكر في الدم أقل من 0.70 غرام/لتر، أو إذا كانت أكثر من 3 غرام/لتر وأسيتون في البول.
- آخر تحديث :
التعليقات