آخر ملاذ نظيف في نصف الكرة الشمالي مهدد بكارثة بيئية إذا حدث تسرب نفطي جراء التنقيب.

من المتوقع ان تعلن غرينلاند خلال الايام القليلة المقبلة اسماء الشركات الفائزة في جولة التراخيص الجديدة للتنقيب عن النفط والغاز في مياهها القطبية. ويجمع المراقبون على ان الاعلان سيطلق موجة من السجال بين الخبراء والاحتجاجات من منظمات الدفاع عن البيئة.

وشاركت في التنافس على عقود لاستثمار حقول النفط والغاز في غرينلاند شركات كبرى بينها اكسون موبل وشل وستات اويل النرويجية التي كلها تنتظر بترقب نتيجة المنافسة. كما تنتظرها بالقدر نفسه من الاهتمام والترقب كبرى منظمات الدفاع عن البيئة في العالم التي تعهدت بقطع الطريق على اي محاولة للتنقيب في القطب الشمالي.

ونقلت صحيفة الغارديان عن بن آيليف الناشط في منظمة غرينبيس قوله ان القطب الشمالي آخر ملاذ نظيف بيئيا في نصف الكرة الشمالي ولا يجوز ان تأتي شركات النفط للتنقيب والحفر مهددة باحداث كارثة من شأنها ان تقزِّم التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك.

وتحاول احدى سفن غرينبيس حاليا تعطيل عمليات التنقيب في مضيق ديفيز قبالة غرينلاند التي تعتبر اكبر جزيرة في العالم. واعلن آيليف ان المنظمة ستحوُّل حملتها ضد التنقيب في هذا المنطقة الى quot;معركة حقيقيةquot;.

وكان مستقبل عمليات التنقيب في القطب الشمالي عاد الى الواجهة مؤخرا بعد الكشف بأن شركة بريتش بتروليوم قررت عدم المشاركة في التنافس على عقود نفطية هناك إثر كارثة بئرها النفطي قبالة الساحل الاميركي ولكن شركات النفط الكبرى الأخرى لم تتردد في المشاركة.

ويؤكد مراقبون ان رغبة شركات النفط في التنقيب عن النفط في القطب الشمالي مدفوعة بآفاقه الواعدة. وهم يشيرون الى ان مركز المسح الجيولوجي الاميركي يقدر ان هناك اكثر من 90 مليار برميل من النفط في مياه القطب الشمالي أو ما يعادل 13 في المئة من احتياطي العالم غير المكتشَف وحدد المركز المياه المحيطة بجزيرة غرينلاد وبحر بوفورت وبحر تشوكتشي بوصفها الأغنى بالنفط.

ولفتت منظمة غرينبيس الى انه إذا حدث تسرب نفطي في هذه المنطقة فان حفر بئر تصريف آخر سيكون اصعب بكثير مما كان في خليج المكسيك بعد كارثة الانفجار الذي وقع على منصة بريتيش بتروليوم في وقت سابق من العام. وقال آيليف ان مياه القطب الشمالي مياه خطرة للغاية ويتعين وضع سفن على اهبة الاستعداد لدفع كتل الثلج بعيدا عن مواقع الحفر أو استخدام مدافع مائية لحرف مسارها. كما ان موسم الصيف لا يتيح إلا فترة قصيرة لعمليات الحفر قبل ان يعود الجليد الى المنطقة. وتُطلق تحذيرات من ان تدفق النفط في هذه المنطقة يمكن ان يستمر سنوات.