إعتدال سلامه من برلين: شددت دراسة وضعها معهد علوم النوم والقلق في هايدلبيرغ على وجوب نيل اليافعين قسما وفيرا من النوم، وأكدت بان من يريد ان يدخل الفرح في قلب ولده عليه ان يخلد الى النوم في وقت مبكر، فاليافعون الذين ينامون باكرا لا يعانون الا نادرا من الاحباط والانتكاسات النفسية والانهيار العصبي وحتى التفيكر بالانتحار او القيام بأعمال عنف او أعمال شريرة او الانقياد للتصرفات غير الطبيعية .

وحسب شرح الدراسة بعد تجارب على بضع مئات من الشباب ما بين ال13 و18 اتضح ان النوم لفترة طويلة وامكانية النوم بما فيه الكفاية شكل حماية لهم من الاصابة بانهيار عصبي والتفكير بالانتحار. وبناء على تجارب ميدانية اخضع 300 شابة وشاب في سن المراهقة على مدى عام كامل لمراقبة شديدة لاوقات نومهم فاتضح ان الاوقات التي يعينها الاباء والامهات من اجل تحديد موعد نومهم تلعب دورا كبيرا من وضعهم النفسي والجسدي .
فالمراهقون الذين يفضلون النوم بعد منتصف الليل او فيما بعد يعاني اكثر من 24 في المائة منهم من مشاكل عصبية واحتمال اصابتهم بانهيار عصبي . وعدم استدراك الامر يؤثر على علاقاتهم من الاخرين وعلى مجرى دراستهم.

وأشارت الدراسة الى ان 20 في المائة منهم تراودهم فكرة الانتحار اكثر من المراهقين الذين يخلدون الى النوم في العاشرة مساء او في وقت مبكر. وبالنسبة للمراهقين والمراهقات الذين لا ينامون سوى اقل من خمس ساعات تراودهم فكرة الانتحار بنسبة أعلى بـ 48 الى 70 في المائة من الذين ينامون اكثر من ثمان ساعات.

وبناء على الدراسة التي هي خلاصة 15660 معلومة جمعت بمساعدة مدرسين ومدرسات لحصر تصرفات التلاميذ ، اتضح ان 7 في المائة من الاولاد يعانون من الانهيار العصبي و13 في المائة اعترفوا بانهم فكروا خلال الاشهر الـ 12 الماضية بالانتحار، وفي الحالتين اتضح ان هذه الافكار والحالات لها علاقة بعدم حصولهم على ساعات نوم كافية.

لكن الاهم ان النسبة الاكبر التي اصيبت بأحد هاتين الحالتين هن الفتيات في سن ال13 وحتى ال18، والسبب ليس فقط قلة ساعات النوم بل ايضا شعورهن بانهن لا يحصلن على العطف الكافي من الوالدين او عدم الاكثار بهن. وأعادت الدراسة علاقة قلة النوم بالاصابة بالانهيار العصبي او احتمال التفكير بالانتحار الى مرحلة نمو المراهقين حيث يمر جسدهم باضطرابات هرمونية. وهو ما يؤثر سلبا على نشاط الدماغ، ويسبب صعوبة لدى المراهق او المراهقة في التعامل مع القضايا اليومية ويصبح مزاجهم متقلبا الى عصبي.

كما تسبب قلة النوم خللا في جهاز المناعة الذي هو خط الدفاع الاول والأخير ضد الامراض وعندما يعتل هذا الجهاز فان ذلك يعني الاصابة بالانهيار العصبي، حتى ان البعض يقول ان هناك أمراضا كانت غير معروفة السبب وتبين بعد ذلك ان قلة النوم وراءها، فجهاز المناعة مبرمج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاجها الانسان وعند حدوث تغيير في تلك الدورة اليومية فان هذا الجهاز يصاب بالتشويش والفوضى.