إيلاف: أظهرت دراسة جديدة أن ما يقرب من نصف عينات مياه الصنابير الأميركية تحتوي على "كيماويات أبدية"، وهي مواد تستخدم في المئات من الأدوات المنزلية من مواد التنظيف إلى علب البيتزا، وقد يؤدي التعرض لها على نطاق واسع إلى مخاطر صحية كبيرة.

واختبرت الدراسة، التي أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، عينات من مياه الشرب من أكثر من 700 منزل وشركة ومحطة لمعالجة مياه الشرب في أنحاء البلاد للكشف عن هذا النوع من الكيماويات.

وقال الباحثون إنهم اكتشفوا مادة كيماوية واحدة على الأقل في 45 بالمئة من العينات بمستويات تتجاوز المعايير واللوائح الأميركية المقترحة.

وهذه الكيماويات من المواد المقاومة للماء، أي أنها لا تتحلل في البيئة وتظل في جسم الإنسان لسنوات، حيث كان قد جرى تطويرها في أربعينيات القرن الماضي مع تصنيع طلاء التيفلون غير اللاصق الذي يستخدم في أواني الطهي وكل شيء في الوقت الحالي اعتبارا من الملابس وليس انتهاء بالمنتجات البلاستيكية.

ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يمكن أن يؤدي التعرض لهذه المواد بمستويات عالية إلى عرقلة عمل الهرمونات، واضطراب وظائف الكبد، وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكلى أو الخصية، وتقليل وزن الأطفال عند الولادة، وتعريض صحة النساء الحوامل للخطر.

ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية أكثر عرضة لخطر تلك المواد الكيماوية في مياه الشرب مقارنة بالذين يعيشون في المناطق الريفية.

واقترحت وكالة حماية البيئة، الجهة المنظمة لأماكن إمداد المياه العامة وليس الآبار الخاصة، في مارس الماضي، أول معيار وطني على الإطلاق لقياس ستة أنواع من هذه المواد في مياه الشرب.

وتتطلب مراقبة أنظمة المياه العامة والكشف عن الأمر عندما تتجاوز مستويات هذه المواد الحدود، وفي هذا الصدد جرى تخصيص ما يقرب من عشرة مليارات دولار لمساعدة المجتمعات على تقليل هذه المواد والملوثات الكيماوية الأخرى في إطار قانون إدارة جو بايدن، للبنية التحتية الذي وضعه الحزبان الديمقراطي والجمهوري.