إيلاف من بيروت: بين أيديكم الآن، ورقياً وإلكترونياً، عدد حزيران (يونيو) 2022 من مجلتكم للرفاهية العصرية How To Spend It Arabic، وفيه موضوعات شيقة في مختلف الاتجاهات.

غلاف العدد الجديد من مجلة How To Spend It Arabic

من أبرز موضوعات العدد حوار في الإبداع مع أرتسي إفراخ، المصمم المغربي – الإسرائيلي المعروف بغرابته. إفراخ يخبر أنيمتة كلينكبي أنه متحمس للجمال والثقافة والإبداع، لكنه في الأغلب يعيش من أجل حرية التعبير. يقول لها: "أنا صوت، وحالتي الذهنية الإبداعية هي لغتي. أنا لا أضع نفسي في خانة تخص تعريفاً بعينه، فهذه ليست فكرتي عن الحرية. أريد من الناس أن يروا، وأن يشعروا، ثم أن يقرروا كيف يفسرون فكرتي".

تتحدث عنه رئيسة تحرير المجلة سمر عبد الملك، في افتتاحية العدد، فتقول إن لإفراخ هدف في حياته المبتكرة، وهو إبراز كل جهد يبذله الناس وكل وقت يخصصونه لصنع المنسوجات، من خلال إبداع تصاميم تقدّر الإنسان وماهيته البشرية، فالخيال البشري والمهارات الإنسانية لا يمكن - ولا ينبغي - أن تحل آلة محلها، وكل فرد منا فريد في ذاته، وحين ينجح في ابتكار ثوب فريد في نوعه، لا يتبع معيار النوع الجنسي، إنما يتبع معيار الفردانية، أي الحرية".

أحد تصاميم أرتسي إفراخ الغريبة

لا يفاجئنا إفراخ بأن كلمة "حب" مهمة بالنسبة إليه، فهو لا يؤمن بالحب ويعيش وفقه فحسب، إنما هي عنوان وجودي في قاموس حياته، وهي الكلمة الموشومة على عنقه. أما الإبداع فسفر، إذ يقول: "أسافر بطريقتين. واحدة بعقلي وأخرى بجسدي. الذكريات والخيال أعظم مصادر إلهامي"، إلى جانب المغرب طبعاً. فبالنسبة إليه، مراكش هي الجنة على هذه الأرض.

وتحل لورا مانينغ ضيفة في هذا العدد، وهي الشغوفة بوجود علامة تجارية مستدامة تدمج المسائل البيئية والاجتماعية، وحلمها إثبات حضورها في عالم الشاي. هكذا وجدتها كلينكبي أيضاً، فحاورتها عن مؤسّستها BRW Society التي تبيع أكثر من 50 نوعاً من مُزُج الشاي، مستوردةً المواد الخام من مختلف أنحاء العالم، فالفاكهة والأعشاب مستوردة من أوروبا، والتوابل تأتي من الصين، والشاي الأخضر من اليابان.

أما، لماذا الشاي؟ فتقول: ''أنا مفتونة به، إنه شراب خاص، لا مثيل له. هناك أكثر من 20 ألف نوع مختلف من الشاي، وكل نوع يقدم شيئاً مختلفاً لكل شخص في كل مناسبة، وهذا ما يعجز عنه أي شراب آخر". وبكلمة معبرة، تجد مانينغ أن كوب الشاي يمكن أن يثري حياة المرء وأن يجعله أشدّ سعادة وصحة وأكثر إنتاجاً.

أينما وجدتم لورا مانينغ ففي يدها كوب شاي من مؤسّستها BRW Society

موضوع الغلاف "غوصٌ في قلب الأزرق"، وفيه تحاور لورين إندفيك كلاً من ألكسندر أرنو وأنتوني لودرو، اللذين يُخضعان Tiffany لعملية إحياء طموحة. كان الإصلاح الشامل لعملية التسويق سريعاً، إلا أن تجديد المنتجات والمخازن يستغرق وقتاً أطول. فَمِهَل الحلي أطول كثيراً من مثيلاتها في قطاع الأزياء، حيث قد تكون مجموعة واحدة كافية للإشارة إلى اتجاه جديد ويستغرق تطوير منتج جديد من المفهوم إلى التصميم ما لا يقل عن سنتين. لكن ثمة تلميحات إلى التغيير. يقول لودرو إن Tiffany تحول انتباهها نحو الذهب، ضمن الجهود الرامية إلى "رفع" مستوى العرض. وهي تبني أيضاً مجموعتها من منتجات يمكن التعرف عليها فوراً بين منتجات مختلفة.

تخضع Tiffany لعملية إحياء شاملة

في باب الذواقة، لورين ريدلوف هي أول بطلة خارقة صمّاء في استديوهات Marvel، تزدهي بشعرها الذي تتركه منسدلاً، وهو العلامة الفارقة في أسلوبها الشخصي، وتتباهى بما تملكه من تماثيل صغيرة لشخصية Makkari، البطلة الخارقة التي أدّت دورها في فيلم Eternals. تقرأ عن أسرار المطبخ، وعن حقوق الإنسان، وتحتفظ بثلاجتها دائماً أعشاباً طازجة، لأنها "تُضفي لمسةً مختلفة على الأطباق، ويحلو لي إضافة النعناع والكزبرة والحبق لتحضير أطباق الحساء والسلطة والصلصات والعصائر بالأعشاب". لا تستغني ريدلوف عن دفتر يوماتها الأرجواني، ولا تتوقف عن الركض الذي يمنحها شعوراً بالاسترخاء. حول معصمها دائماً سوار حظ "ورثته عن والدتي، وهي ورثته بدورها عن جدتي، مزيّن بحلى ذهبية مختلفة كثيرة". أما أفضل نصيحة تلقّتها فكانت من المخرج كيني ليون الذي قال لها: "انطلقي دائماً من مكان ملؤه الحب".

الممثلة الأميركية لورين ريدلوف

في هذا العدد إصدار ضمني خاص بملابس حفلات الزفاف. ثمة موضوعان في هذا الباب الخاص: الأول، "ممرات الوفرة"، وفيه تلتقي كايت فينيغان مصممين يجدون طرقاً جديدة لتقول العروس لعريسها "أقبل به زوجاً"، وملابس زفاف تخرج عن مألوف التقاليد. فالنساء المقبلات على الزواج الآن أشد حرصاً اليوم على تجربة دمجٍ أسلوب مريح في ملابس العرائس التقليدية، لأنهن لا يشعرن بالضغط الذي يفرضه التخطيط لحفلات الزفاف الكبيرة منذ فرض القيود بسبب الجائحة. ويهدف تعديل ملابس الزفاف إلى توفير التنوع، فلا تبدو هذه القطع كأنها تصلح ليوم واحد كملابس الزفاف التقليدية، بل يمكن ارتداؤها بسهولة في مناسبات أخرى. الثاني، "ماذا نرتدي في الأعراس؟"، وهو دليل مسهب لما يمكن المرء أن يرتدي في حفل زفاف، أكان من أهل العروسين، أم كان مدعواً.

وفي سياق الأزياء نفسه، "مَن يرغب في ارتداء أزياء الفورمولا واحد؟". في جواب عن هذا السؤال الكبير، والسريع، يُلقي أليكس سفيتكوفيتش نظرة على سيارات في حلبة منتهاها في خزانات الملابس.

يبدو أن الخطوات التي يخطوها صناع السيارات نحو الانخراط في قطاع سلع الرفاهية مرتبطة بسعيهم إلى تسليط الضوء على حكاية العلامة التجارية أكثر منه بالرغبة في شق الطريق نحو فئات استهلاكية مختلفة. يستخدم صنّاع السيارات، بتفاعلهم مع مجموعة أوسع من المستهلكين أغلبيتهم من الأصغر سناً، حقائب السفر والأزياء لزرع بذور جيل مستقبلي من عشّاق السيارات. ونظراً إلى أن 1.55 مليار شخص شاهدوا موسم فورمولا واحد لعام 2021، فهذه سوق كبيرة، ومربحة.

وللساعات مذهب في هذا العدد. ففي خمسينية Royal Oak من Audemars Piguet، تتحدث كلينكبي عن السنديانة القديمة في عالم الساعات، فهذه ساعة صُمِّمت في ليلة واحدة، اعتماداً على خوذة غطس غير موجودة، وبوحي من طلبٍ أساء المصمم فهمه. لم تكن النتيجة كارثية، إنها ولدت إيقونة دائمة في عالم الساعات الراقية. أما نِك فولكس فيسافر عبر الزمن على متن "ساعة الرحالة" من Hermès.

تبقى Vespa من أبرز العلامات التجارية في ميدان الدراجات النارية الصغيرة

ولهواة الجمع، عادت الدراجات النارية الصغيرة، التي كانت محبوبة في الأفلام قديماً، لتنال اهتماماً جدياً في المزادات، خصوصاً ما بقي من طرازاتها القديمة. في موضوع "دراجات صغيرة" عرض لأبرز العلامات التجارية المتنافسة في مجال الدراجات النارية الصغيرة، Vespa وLambretta، وهذه الأخيرة مفضلة لدى محبي الموضة في المملكة المتحدة.

في عام 2008، اشترى توني كوشراين، مالك النوادي الليلية، الدراجة النارية الصغيرة الرئيسية في Quadrophenia – وهي Lambretta قادها جيمي الذي أدى شخصيته فيل دانيالز، في مقابل 36,000£. يقول: "كانت في أحد النوادي التي أملكها، لكنها الآن مركونة في المنزل، ويسافر الناس أميالاً لرؤيتها". أخبرته دار Bonhams للمزادات إن دراجة Lambretta Li150 Series 3 التي يملكها جَيمي كانت ثالث رمز سينمائي معروف في مجال الدراجات النارية الصغيرة، بعد دراجتي Triumph اللتين قاد إحداهما مارلون براندو في فيلم The Wild One (1953) وقاد الثانية ستيف ماكوين في فيلم The Great Escape (1963).

تغالب ليلى جوهر نفسها في "علبة فائزة". فهي لطالما رفضت الأنشوفة، لكنها تؤلف اليوم وليمة بسيطة من أسماك معلبة وتزينها بتمثال فينوس نحتته في قالب الزبدة. تقول: "حين نشأت في مصر، لم يكن السمك المعلب أو الموضب في مرطبان في قاموسنا الغذائي. وبالرغم من أن بعض دول الجوار في شمال أفريقيا معروفة بالسردين والتونة، كان ما تناولته في نشأتي أقرب إلى طعام القطط. لسنوات عديدة، عاديتُ معظم الأسماك المعلبة".

تضيف: "بالتأكيد، كانت الأنشوفة – صاحبة الرائحة الأكثر نفاذاً – خارج قائمة طعامنا. تطلب تغيير الأمر زواجاً من إسباني (ثم الطلاق منه لاحقاً) كي أفهم حقاً ثقافة الأسماك المعلبة فأقع في حبها. الحقّ الحقّ أقول لكم، إن السمك المعلب عالم كامل. فيه الجيّد، وفيه السيئ، وفيه القبيح. لكن جيّده رائع بما يكفي لأستضيف وليمة كاملة هو محورها".

متحف Guggenheim Bilbao

"كلما ازداد المبنى إنسانيةً، كان أفضل".. إنه زبدة القول على لسان المعماري فرانك جيري، الذي يتحدث لجاكي دالي عن العائلة الملكية، والشغف بالأسماك، والفن الخاص بمشروعه التطويري الأحدث في باترسي. يحتفل جيري بمحطتين رئيسيتين في هذا العام: أولاهما، الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمتحف Guggenheim Bilbao، الصرح العملاق المتلألئ على ضفاف نهر نيرفيون والذي يشهد على تحول الأرض البور الحضرية إلى مقصد ثقافي، والذي كان السبب في اجتراح مصطلح "أثر بلباو"؛ وثانيهما، المبنيان السكنيان الأولان لجيري في المملكة المتحدة، اللذان يقتربان من الاكتمال في باترسي. إنهما يشكلان أيضاً جزءاً من مشروع تجديد جريء بقيمة تسعة مليارات جنيه إسترليني، يحول موقعاً عقارياً سابقاً بمساحة 42 أكراً إلى منطقة مدينية جديدة ومقصد للتسوق بجوار نهر تايمز.

تسأل تيفاني دارك: "كيف تشحذ ذهنك؟".. وتجيب متحدثةً عن المنشِّطات الذهنية ودورها في تعزيز وظيفة المرء الإدراكية. بحسبها، خلافاً للقهوة، تغذّي المنشِّطات الجديدة، أو الأدوية الذكية، الدماغ من دون استنزاف احتياطياته من الطاقة. الدماغ هو العضو الأكثر جوعاً في الجسم، إذ يستهلك 20 بالمئة من طاقتنا، فمن الحيوي إذاً أن يحصل على تغذية جيدة. تعمل المنبِّهات كمَن يسرق من هذا ليدفع لذاك: تزيد مستوى مادة الدوبامين فيما تتسبب بالوقت نفسه باستنزاف الاحتياطيات الحيوية.

وبحثاً عن "أبطال محليين"، تذهب كارولين أسوم في رحلة إلى عقار توبي أنستروثر في بالكاسكي، وهو مقصدٌ للفنون والطعام في قلب النهضة الإسكتلندية. يتلخص طموح أنستروثر في شأن بالكاسكي في ابتكار مكانٍ حيث قد يستفيد الناس من وصايته في حين يحلّ مشكلات إنتاج الغذاء ومعالجته وتوافره محلياً. إنه يريد إنشاء تنوّع من الفرص داخل إقطاعيته التي تعتمد على مهارات مختلفة. يقول أنستروثر: "سواء أكان الأمر يتعلق بالمدينة أو الريف، فالفكرة هي نفسها". ولتحقيق هذه الغاية، يعمل مع سام بارسونز، مدير العقار في بالكاسكي منذ عام 2008، ليس لتطوير الممارسات الزراعية في العقار فحسب، مع مهمة أن تصبح عضوية بالكامل بحلول عام 2022، بل أيضاً لإنشاء بيئة بوسع الشركات الصغيرة – والمجتمع المحلي – النموّ فيها.

منظر عام لبيوت عتيقة في جزيرة صقلية

في "صقلية دائماً وأبداً"، تحاور هارييت كويك المصوّر الفوتوغرافي والفنان والكاتب مايكل روبرتس في عشقه لجزيرة صقلية الإيطالية. يقول لها: "أحبّ الفرح الذي يستمدّه الصقليون من نظرهم إلى شيء جميل على نحوٍ يُحدث تغييراً في حياة الإنسان. ثمة رابط عاطفي بالجمال، وربّ علاقة له بشعور الشخص بأنه يرقص على حافّة بركان. يؤمن الصّقليون بحتمية القدر، ويروقني ذلك".

تتناول ماريا شولنبارغر رحلات أدبية في البيلوبونيز، وملاذاً هادئاً في أوكسفورد، وبيتاً زراعياً كورسيكياً أنيقاً، فيما يستعرض جايمي ووترز مجموعة من الأدوات المثالية لهواة اللعب، من محاكٍ لسباق فورمولا واحد إلى جنة Super Mario. وتخبرنا أخيراً مصممة الأزياء سيلين أغارد كيف تستمتع بوقتها في العاصمة النرويجية.