يطل عدد شهر آذار (مارس) من How To Spend It Arabic غنياً بالفن والأناقة والجمال والرفاهية، وعلى غلافه قصة فنانة حاربت السرطان وقهرته، وعادت إلى مسقط رأسها لتستمتع بحياة كتبت لها من جديد

إيلاف من بيروت: يطل عدد آذار (مارس) من مجلة الرفاهية العربية How To Spend It Arabic وتتصدر غلافه قصة الفنانة تريسي إمين، التي حاربت السرطان ردحاً من الزمان، وخضعت لعمليات جراحية عديدة وصعبة، حتى تغلبت على مرضها الخبيث، فعادت إلى مسقط رأسها لتبدأ حياة كتبت لها من جديد، محاولة أن تستفيد من كل ثانية من فرصتها الثانية هذه. متعافية في مارغايت الساحلية، تسكن إمين منزلاً قرب البحر، وتركز اهتمامها على بناء مجتمع صغير للفنانين الناشئين. ولطالما عرفت إمين بأنها واحدةً من أسرع الفنانين غضبًا، لكن بعد تجربتها المريرة مع المرض، تقول لمحاورتها، لويس وايز: "لا توظّفوا طاقاتكم في الغضب!".


غلاف العدد الجديد

حيز عربي
في العدد موضوعات عربية شتى، تحتل حيزاً ثقافياً وفنياً وتوعوياً واسعاً. في باب التحقيقات تستكشف أنيمتة كلينكبي أسرار الحب القديم بين تصميم الأزياء والمغرب. تقول: "في الزي المغربي مساحة ابتكار لا يحدّها إلّا خيال المصمم. وها هو قد أصبح مزيجاً من تقليد في النمط وحداثة في الفكرة. وما يثير الاهتمام أكثر هو أن التقليدي الآن موضة عصرية بعدما أضيفت إليه بهرجة الألوان ورونق الأنماط المستقاة من ثقافات أخرى. وهو في أي حال يُبرز الإبداع والأناقة والفخر بالثقافة المغربية التي تلهم اتجاهات ملحوظة في عروض الأزياء، محلياً وأوروبياً".


المصمم المغربي أمين بن درويش

التقت كلينكبي في رحلتها المغربية المصممان سعيد معروف وأمين بن درويش، فوجدتهما يختلفان في الرؤية الإبداعية، وفي طريقة لمسهما القماش، وفي تميّز كل منهما في تصاميمه وصنعته، ويلتقيان في أن المغرب "هوية نحياها لا جنسية نحملها. إنه الروح في أجساد كثيرة، والملهم في أفكار عديدة". فثمة مغرب في كل تصميم، "ويسعى مصممون كثيرون إلى استلهام المغرب، فهذا بلد متنوّع وغنيّ بكل شيء"، كما يقول معروف، مضيفاً: "ويتمتع المغرب بتاريخ قوي، حُفظت أغلبية تقاليده". فلطالما استعار المصممون الأوروبيون أفكاراً من المغرب، وإيف سان لوران نموذج لا يمكن نسيانه. ويؤكد بن درويش: "هنا يبحث العديد من المبدعين عن مصادر إلهامهم، ففي المغرب ثقافة غنية وراقية.. وجذابة".


من تصاميم جورج حبيقة

وفي الباب نفسه تحقيق شامل عن نسخة العام 2022 من معرض Art Dubai، ويفتتح أبوابه بين 11 و13 من الشهر الجاري، وهو يخرج قليلاً عن "مألوف" الفن للفن. تقول كاتبة التحقيق كاثرين غوردن: "في هذا العام، يطلق Art Dubai حركة فنية تتخيل مستقبلاً أفضل للبشرية، تفضل ألا تصور الغد كارثياً، إنما تقارب المسألة مقاربة أخرى، تستنبطها من الواقع المعيش، متّجهةً توجهاً أشد تفاؤلاً، استناداً إلى وعي إنساني لأهمية إعادة التدوير والاستدامة والحد من التغير المناخي".


مشهد فني في آرت دبي بعنوان Rhizome من تصميم ليديا أورحمان من معرضها Barzakh

وبذلك، إنه خيال فني هادف، كما وصفته مديرته بنيديتا غيون في لقائها مع غوردن، التي جالت في أرجاء المعرض قبيل افتتاحه، وشاهدت فنان الأنوار الرقمية الفيليبيني الأميركي جيمس كلار مؤلفاً غلافاً جوياً مركباً بتقنية "cloud seeding". تقول: "إنه شكل من أشكال تغيير المناخ بالتعبير التقني، وبمحاكاة رقمية لمختلف الأحوال الجوية. فقد وضعني كلار، من دون أن أدري، في مواجهة مباشرة مع البيئة بتقنيات حديثة بالغة التعقيد، مستلهماً آليات الاستمطار لتحسين مصطنع لقدرة السحاب على الإمطار، وببرمجية تغمر الإنسان بمطر وضباب مصطنعين". وبعده، تلتقي غوردن الفنان الكيني سايروس كابيرو الذي يقارب الاستدامة من منظور تعليمي أكثر حركيةً على المستوى الإنساني، في ورشة عمل فنية مخصص للأطفال بين خمسة أعوام و17 عاماً. تخبرها غيون إنه يدعو الأطفال "إلى جمع المواد القابلة لإعادة التدوير لتحويلها إلى عمل فني يكون ملكه". فهذا ما فعله هو، حين كان منزله مقابلاً لأكبر مكب للنفايات في نيروبي. يعترف بأنه يعمل بالقمامة، وينحت نظارات غريبة، يريد منها أن تريه عالمًا مختلفًا.


مشهد ضمن مشروع Inland البيئي للفنان فرناندو غارسيا - دوري في معرض Art Dubai

الذواقة جورج حبيقة
في باب الذواقة، تستضيف المجلة في هذا الشهر اللبناني جورج حبيقة، وهو "مصمم أزياء ينتمي إلى جيل ذهبي ساهم في ترسيخ ريادة قطاع تصميم الأزياء اللبناني إقليمياً"، كما تصفه رئيسة التحرير سمر عبد الملك في تصديرها لهذا العدد. ولحبيقة قصة مستمرة مع الأميرة الراحلة غريس كيلي، فهي أيقونته في عالم الأناقة، والمرأة المؤثرة في طريقته في التصميم، وفي نظرته إلى الموضة. يقول: "غريس كيلي هي السيدة المثالية. كم أتمنى لو كنت أنا من صمم فستان زفافها. أتخيله بدانتيل وأزرار أقل، وبأورغانزا أكثر، وأنتقي له اللون السكري الفاتح جداً". كما يسهب حبيقة في الحديث عن هواه في التطريز، وعن حضور قماش الأورغانزا وزهرة الأوركيديا في مجموعاته، وعن "صورة قديمة لأمي بالأبيض والأسود، نسختها مرات عدة، ووضعتها على مكتبي في مكان عملي وفي منزلي، وأحمل الصورة نفسها بقياس صغير في محفظتي"، وعن سبّحة صغيرة أهدته إياها والدته لا تفارقه أبداً.


أنواع من الشاي يفضلها حبيقة

مزاجات الرفاهية

في باب "مزاجات"، عناوين منوعة تقارب مختلف مناحي الرفاهية المعاصرة. ففي البحث عن مجوهرات ملائمة لمختلف ساعات النهار، تقرأ ماريا فيتزباتريك في تاريخ نشوء عصر الأكسسوارات اليومية. تخبرها المصممة غايا ريبوسي التي تمارس اليوغا بتفانٍ في أوقات فراغها إن السيدات يرغبن في أشياء يُغرَمن بها ويتماهين معها، "إنما أيضاً أشياء عملية تلائم أنماط حياتهن. فتاريخياً، عكست كل حليةٍ تُستخدَم للتزيّن بها، ابتداءً بالريش القبلي وانتهاءً بالمجوهرات الراقية المنمّقة، شيئاً من نمط حياة لابستها ومكانتها. والآن، لا تحتاج المرأة إلى التزيّن بحلي ضخمة كي تُظهر قوّتها". تضيف: "اليوم، الحياة ناشطة بمختلف جوانبها، تماماً كما المرأة".


تتعدد تصاميم معروف وتبقى الروح المغربية طاغية على تفاصيل الفساتين

وتحت عنوان "مناطق الراحة"، تريد جاكي دالي أن يكون "منزلكم شرنقتكم الخاصة"، تقول: "اللون والملمس والطبقات مسائل مهمة في إنشاء المرء معتزله الخاص. انظروا إلى أحدث المجموعات التي تزاوج بين الشكل المتعرج والإضاءة الخيالية مع جرعة ثقيلة من القابلية للمس". أما فكتوريا وودكوك فتكتب عن "تحول أخضر"، مقيمة أول سرير خضري فاخر من Savoir، الذي يستخدم فيه الصوف وشعر الحصان، "وهما مكونان ملائمان جداً لجهة القابلية للتهوية، لكنهما من أصول حيوانية. كثيراً ما تكون البدائل الخضرية للصوف، مثلاً، اصطناعية إلى حد كبير، مصنوعة باستخدام البتروكيماويات، وهي بالتالي سيئة لبيئتنا"، بحسب أليستر هيوز، المدير الإداري لشركة Savoir Beds.

التميز مطلوب دائماً، فمن لا يريده؟ "في البحث عن رؤية" موضوع شيق، تبحث فيه صوفي دو روزيه عن إجابة على تساؤلات كثيرة. ففعل التميز جزء من رحلة لتحقيق الذات هدفها تحقيق المرء أهدافه المهنية، صار سائداً أكثر في الأعوام الأخيرة. بحسب دو روزيه، "تزعم برنادين إيفاريستو أنها استخدمت التأكيدات الإيجابية والتصور الإبداعي للفوز بجائزة بوكر، بالرغم من كونها آنذاك غير مرئية تقريباً في العالم الأدبي".

تسوقًا، تطرق أيلين بايهان باب "سحر النوم الهانئ"، عارضةً 23 طريقة لإضافة لمسة من الرقي إلى طقوس النوم.

الرياضة والصحة
بين التحقيقات الشيقة في هذا العدد "السريع والفضولي"، وفيه تتناول غرايس كوك تنامي نوادي الجري الصغيرة التي تنبئ بتجاوز رياضة الأفراد الأنماط التقليدية للمواعدة والتواصل المجتمعي، فيما يعرض فيرغوس سكولز أحدث الأحذية الرياضية المميزة بأدائها العالي. وفي المنحى الرياضي نفسه، وعلى المستوى الراقي نفسه، يمكن الاطلاع على "إطلالات مرنة"، وهي قصة أزياء يروي فيها بنجامين كنارِس رحلة الاستكشافية في الخزائن الرياضية، مسلطاً الضوء على ألمع ملابس الرياضات على أنواعها، وأكثرها رواجاً. كما يمكن الاطلاع على أجندة رياضة لعام 2022، عامرة بتحديات قصوى، يعرض سكولز في تحقيقه "فلنتسلّق كل جبل يصادفنا" تفاصيلها: المسافة، الموعد، ورسوم الاشتراك، وغيرها من التفاصيل.


أعضاء فريق Midnight Runners يركضون في شوارع لوس أنجليس

أما "ينبوع الصحة"، فهو مطلب الجميع. حين يغوص كريس والاس في المياه الأرضية الحرارية بشمال نيومكسيكو، يستكشف ينابيع جبلية ويترنح في أخاديد خطرة بحثاً عن مياه شافية تشتهر بها المنطقة. ويضم العدد أيضاً جملةً من الموضوعات ضمن "الأبواب الثابتة"، حيث تصحبنا ماريا شولنبارغر في جولة على أفضل المنتجعات الجديدة في عام 2022، من كوتسوالدز إلى كوتور، ويحدثنا جايمي ووترز عن أحدث التقنيات التي تساعد المرء على أن يبدأ يومه براحة وتفاؤل. وفي باب "علامة فارقة"، تستطلع موشا لاندستروم هالبرت عطارة ودار عرض Fischersund في أحد أزقة ريكيافيك. تقول: "كان هذا المنزل أستوديو تسجيل يملكه يونسي بيرغيسون، الموسيقار الأيسلندي والعضو البارز في فريق Sigur Rós، وحوّله أخيراً مع أخواته الثلاث الأصغر سناً، إينيا وليليا وروسا، إلى متجر حسّي للعطور ومساحة للعرض".


عارضة ترتدي تصميماً مختلفاً لبن درويش يربط التقليدي بالعصري

لبن بلا حليب وحلو بلا سكر
وتختبر أليس لاسالز الجيل التالي من الحليب النباتي، وتنقل المجلة أن "حليب اللوز يبدو مضراً بالبيئة حين نفكر بمقدار المياه اللازم لإنتاجه صناعياً، بينما يُدسّ الغلوكوز في حليب الشوفان بشكل متكرر عند إنتاجه تجارياً". وتقول لاسالز كاتبة التقرير: "تُقدَّر قيمة السوق العالمية للألبان البديلة بنحو 22.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 40.6 مليار دولار بحلول عام 2026 (نحو ثلث البريطانيين يشربون الآن نوعاً من الحليب النباتي)". أما أجيش باتالي، فيبحث عن محليات بلا سكر، يمكننا استخدامها من دون أي شعور بالذنب.


هل تشربون حليباً مستخرجاً من البطاطا؟

في المقابل، تقدم سوزان كوفمان، مرشدة العناية الطبيعية بالبشرة، فتقدم خلاصة معرفتها في الجبال النمساوية، كي تستمتعوا بأواقتكم في برِجِنزِروالد. تكتب: "نعيش بجانب الماء الرقراق المنساب في نهر برِجِنزِر آيك الذي يعبر برِجِنزِروالد. إنها باقة من 23 قرية، تراقبها من عل جبال الألب النمساوية. تقع قريتنا، واسمها بيزاو، على ارتفاع 650 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويسكنها نحو ألفي نسمة. منظر هذه المنطقة الطبيعي هو ما دفعني إلى تطوير نادينا الصحي ومعتزل العافية الخاص بنا، بوصفي الراعية من الجيل الخامس لفندق عائلتي، فندق Post Bezau، فضلاً عن المنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة المصنوعة في النمسا والتي تُباَع الآن في مختلف أنحاء العالم. نصنعها من النباتات والأعشاب التي تنمو في مناطق الألب المحيطة".