إيلاف من دبي: صدر عدد فبراير من مجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic، وعلى صدر غلافها صورة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، قوة قطر الناعمة، والمدبّرة القديرة لخطة ثقافية طموحة، رئيسة متاحف قطر، المؤسسة التي مثلت، في التفكير الاستراتيجي القطري، الساعد الأساس في حفظ التراث الثقافي في الدوحة وتعزيزه.

تحت عنوان "صعود الدوحة"، تدخل المجلة إلى عالم الشيخة المياسة، التي استضافت الدورة الحضورية الثانية من المهرجان الثقافي #قطر_تبدع، وأقامت حفل توزيع جوائز مؤسسة Fashion Trust Arabia التي ترأسها، وافتتحت معرض "كريستيان ديور: مصمم الأحلام". كما زارت المجلة مشروع CP Club، الذي يضم 14 منزلاً ريفياً مترابطةً، شارك في تصميمه المصممتان القطريتان وضحى الهاجري وعائشة السويدي. وزارت أيضًا محترف "الليوان"، وهو موقعٌ مخصص للاستكشاف، وفيه يمكن المرء أن ينطلق في مجال التصميم ويكتشف الاتجاه الذي يريد سلوكه.

الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني نجمة غلاف المجلة

وليس صدفة أن تتصدر الدوحة غلاف هذا العدد، كما تقول رئيسة التحرير سمر عبد الملك، إذ تحولت "إلى حاضنة رئيسية للثقافة والإبداع والعمران بشتى أشكاله، وتتغذى هذه الحاضنة من روافد متعددة، ذات أبعاد مختلفة؛ إذ فيما تبدأ الدوحة عداً عكسياً لاستضافة منافسات كأس العالم بعد أقلّ من عام من الآن، تسعى بالتوازي مع ذلك إلى فرض نفسها لاعباً رئيسياً في عالم الثقافة". تضيف عبد الملك: "ومن موقعها على رأس مؤسسة ذات ميزانية ضخمة، تسعى المياسة إلى استحداث مساحة، بالمعنيَين الحرفي والمجازي، لجيلٍ من المبدعين المحليين كي يعملوا ويتعلموا وينجحوا. وهي تتطلع خلال العقد الجاري إلى التركيز على الاقتصاد الإبداعي في مسعى يهدف إلى جعل قطر أكثر حداثة وانفتاحاً على ثقافات العالم. ولأنَّ الفن، والثقافة عموماً، فعل تراكمي، تبدو قطر اليوم تستكمل مرحلة بناء صروحها الفنية والإبداعية والثقافية والتراثية".

المتحف الوطني في قطر أحد أركان نهضة الدوحة في عالم الثقافة العالمية

والدوحة ليست وحيدة في هذا المسعى، فالعلا السعودية مزدهرة وتعد بمزيد من الازدهار. لذا تعد عبد الملك في كلمتها الافتتاحية بأكثر من وقفة خاصَّة ومطولة مع العلا مستقبلاً، "بوصفها طرف خيط نتعرف عبره إلى جزء أوسع من النسيج الثقافي والمعرفي والتراثي السعودي، الذي يتكشف يوماً بعد يوم عن محطات مبهرة".

الأناقة العربية
في هذا العدد أيضًا سيدتان عربيتان. فالمصممة اللبنانية ريما شرفان تقتفي الدقة أسلوبًا والإبداع نمطًا والتوازن المتأني دائمًا، لتصمم فساتينها للمرأة العصرية الشغوفة بأنماط مثيرة وبألقٍ يقل فيه القماش. وهي تقول لكاثرين غوردن، مراسلة How To Spend It Arabic، إن القماش ورقةٌ رابحة دائماً، تبدأ حياته حين يتحول إلى منتج نهائي. تضيف: "كانت لي لمستي الخاصة دائماً. وحتى اللواتي يزرن صالة العرض يُدركن فوراً أيّ أثواب تحمل توقيعي. فهي تتميز من غيرها بـ ’طابعها الأنثوي، تتوّجه لمسة مستلهمة من أسلوب الديفا‘".

من تصاميم ريما شرفان

أما الذواقة ليلى جوهر فهي فنانة مصرية متخصصة في الغذاء ونجمة على مواقع التواصل الاجتماعي، أسرّت إلى فيكتوريا وودكوك أن التجربة الرائعة التي لا تنساها هي احتساء كأس من النبيذ الفاخر. تقول: "لا أعتقد أنني أستطيع الإقلاع عن هذه المتعة. أحب البورغندي الكلاسيكي، إنما تستهويني أيضاً أصناف كثيرة من النبيذ الطبيعي. منذ أيام، حصلت على زجاجة نبيذ "روسّو" أحمر طيّب المذاق من مصنع النبيذ "كانتينا أورتاشيو" قرب بحيرة بولسينا في إيطاليا. أستمتع أيضاً باحتساء أصناف النبيذ الصقليّة من إنتاج فرانك كورنليسّن، والتي تُصنَع من عنب يُقطَف من كروم وادي ماونت إتنا".

فسيح وآسر
في التحقيقات والمقالات، وتحت عنوان "لعبة الرئتين"، تطلعنا ريبيكا نيومان على العلاج بالأوكسجين عالي الضغط، الذي تنسب إليه فوائد متعددة، ابتداءً بالتئام الجروح وانتهاءً بتحسّن الوظائف الدماغية. أما آيمي فاريل فتصحبنا في رحلة مشوقة في منزل الفنانة صوفي ويلسون في لينكولنشاير. فهو فسيح جماله آسر، يبدو "كأنّك تعيشُ في موقعٍ للتصوير". إنه السحر بعينه.

أحد النماذج المصغرة من الفنان البريطاني بانكسي

في باب مِزاجات ، تلتقي كلير كولسون بصبي الدجاج آرثر باركنسون. تقول: "ازدهرت تربية الدجاج إذ أدت التهديدات التي تعرضت إليها سلاسل الإمداد إلى اهتمام متجدد بالاكتفاء الذاتي، وسمح البقاء في المنزل للناس بتربية حيوانات أليفة؛ في المملكة المتحدة، ثمة 1.4 مليون شخص يربون دجاجات الآن. وفي فترات الإغلاق في العام الماضي، كان لصندوق رفاه الدجاج البريطاني أطول قائمة انتظار في تاريخه لدجاجات أنقذها من حدّ السكين (خلال 16 عاماً أنقذت الجمعية الخيرية أكثر من 850 ألف دجاجة من الذبح)".

وفي جملة نصائح مصورة لكي تتزلّج وتكون محطّ الأنظار، أيلين بايهان تنتقي 24 قطعة تبقيك دافئاً وبإطلالة عصرية على المنحدرات الثلجية، فيما تخوض غريس كوك غمار عالم "الجينز" من خلال تصنيف لدليل الشاري إلى الجينز الملائم، سائلةً: هل يمكن أن يكون قماش الدنيم مستداماً؟". أما ماريا فيتزباتريك، فترحب بالقراء في "الكون الصغير"، باحثةً في العالم الكبير للمصغرات من منازل ومشاهد حياتية، حيث الحياة الواسعة تدخل في بيت الدمى.

سيلفيا فنتوريني فندي، المشرفة على قسم Fendi Casa، والمصمم كارل لاغرفيلد في أحد عروض Fendi في ميلانو، في 22 فبراير 2018

في موضوع شيق آخر ضمن مزاجات، تحت عنوان "إنها تقول فندي همساً"، تروي سيلفيا فنتوريني فندي لجاكي دالي تفاصيل مجموعتها الجديدة من الأدوات المنزلية. فقد أُنشئ قسم Fendi Casa في عام 1987، على يد مصممة الموضة آنا فندي، إحدى البنات الخمس للمؤسسَين أديل وإدواردو فندي. وتتولى الإشراف عليه الآن ابنة آنا، سيلفيا فنتوريني فندي، العازِمة على حمل هذا المشعل نحو المستقبل. فقد استقدمت فريق تصميم للعمل على المجموعة الجديدة، وستتولى الإشراف على جميع المواسم المقبلة. ويكتسي الكشف عن المجموعة في مقر دار فندي في Square Colosseum، أهمية أيضاً، فهو يرمز إلى الرسالة التي تحملها دار فندي، وتتمثل بإقامة روابط أوثق بين قسمَي الموضة والأدوات المنزلية.

وفي آخر وقفة ضمن مزاجات، "حان وقت التألق"، حيث تعرض روزانا دودز إطلالات متلألئة بالسكوين البراق.

عودة إلى الجذور الهولندية
ضمن الأبواب الثابتة، في باب "إبداع ثنائي"، يلتقي نِك فولكز كلًا من باتريك جِتريد وجيوفروي أدير، الرجلين اللذين يملكان واحدة من أعظم مجموعات الساعات في العالم، ويروي: "هناك أولاً واحدة من أفضل التشكيلات بين نماذج Patek Philippe Calatrava التي أُنتِجت منذ مطلع الثلاثينيات حتى القرن الحادي والعشرين. ولا بد من رؤية الساعات الخمس التي كانت تملكها عائلة غرايفز، والتي تسلّط الضوء على أذواق هاوي الجمع الكبير هنري غرايفز جونيور الذي تسلّم في عام 1933 ساعة الجيب الأكثر تعقيداً التي صُنِعت قبل عصر التصميم بالكمبيوتر. وبالرغم من أنّ من شبه المستحيل العثور على ساعة Patek Philippe Nautilus في السوق، تضمّنَ المعرض عدداً كبيراً منها، إلى جانب نماذج رائعة من ساعات قيّمة هي كنوزٌ فعلاً، مثل جميع إصدارات المجموعة Reference 2499، والمجموعة 1518، والمجموعة 130، وبعض الساعات ذات القرص المطلي بالمينا والتي يلقى اقتناؤها إقبالاً شديداً، ومنها ساعات Lighthouse وIsland من خمسينيات القرن الماضي".

في باب "ترافليستا"، يمكن قراءةوجهات سياحية مرصودة في عام 2022، انتخبتها ماريا شولنبارغر. وفي واحة التكنولوجيا، جايمي واتِرز ينقل نبض الحفلة إلى رحاب بيوتكم بعرض أفضل أنواع الأدوات الملائمة لإذاعة موسيقى طربة.

لوحة فان غوغ "زهور في مزهرية" من كلاسيكيات لوحات الزهور الصامتة

تجميعًا، تبقى لوحات الزهور الهولندية عابقة بالحياة، وثمينة ايضًا. فبحسب كلير كولسون، هناك قطع تُباع بأسعار معقولة، بالرغم من أن أعمال الفنان الواحد يمكن أن تشهد اختلافات واسعة في الأسعار. فقد بيعت لوحة تصور وروداً ولبلاباً وفراشات بريشة دانيال سيغرز في كريستيز هذا الصيف مقابل 40,000 جنيه استرليني. وفي عام 2019، بيعت لوحتان للطبيعة الصامتة تعرضان زهوراً من الورد والتوليب والسوسن والأنقوليا بريشة الفنان نفسه مقابل أكثر من نصف مليون جنيه، ما ضاعف مرة أخرى تكاليفهما المتوقعة.

وإذ تجول فرانشيسكا غافن بين القبعات الجميلة، يحاور أجيش باتالاي الرجل الذي يثير الكثير من الصخب بمطعمه "لانغوستيريا". وينتهي العدد هذا بشهادة من مصمم الرقص أكرم خان، وعلاقته برياضة الجيوجيتسو في باب "كيف أنفق مالي".