لم تكن فايسبوك قبل أعوام تتوقع أن تكون الإعلانات على الهواتف المحمولة مصدر إيراداتها الرئيس، لكن هذا اليوم بات واقعًا، بعدما تمكنت الشركة من تحقيق غالبية أرباحها عبر الإعلانات الخاصة بالتطبيق على الأجهزة المحمولة، حتى أن زوكربيرغ حذر مهندسيه من أنهم لو قدموا إليه منتوجًا لأجهزة مكتبية سيكون مصيرهم الطرد.
&
إعداد عبد الاله مجيد: نشرت فايسبوك أرقام أدائها خلال الربع الأخير من 2015، بما في ذلك نمو إيراداتها 52 في المئة، ومضاعفة أرباحها أكثر من مرتين، ويبلغ عدد مستخدمي الموقع الآن نحو مليار شخص في اليوم. لكن اللافت أن 80 في المئة من إيرادات الشركة من الإعلان تحققت عبر الأجهزة المحمولة.
&
كانت ايرادات فايسبوك من استثمار افضليات الأجهزة المحمولة تشكل 25 في المئة من اجمالي ايراداتها في نهاية 2012 ثم ارتفعت الى 50 في المئة بحلول نهاية 2013.&
&
انتصار على التوقعات
وفي العام الماضي، بعد اقل من اربعة اعوام على اعتراف فايسبوك بانها لا تحقق اي ايرادات على الأجهزة المحمولة، وانها ليست متأكدة من انها ستحقق مثل هذه الايرادات في المستقبل، بلغت ايرادات فايسبوك من الاعلان على الاجهزة المحمولة أكثر من 4 مليارات دولار أو 80 في المئة من اجمالي ايراداتها.&
&
إقرأ في إيلاف أيضا |
فايسبوك: مستمرون في التجدد والتقدم خلال 2016 |
في هذه الأثناء ما زالت غالبية الشركات الاعلامية التقليدية تلاقي صعوبة في استثمار افضليات الأجهزة المحمولة، رغم انها شركات تشبه فايسبوك من نواحٍ عديدة، لأنها هي ايضا تحقق ايرادات مالية من قرائها أو مستخدميها عن طريق الاعلان. &
&
لهذا السبب اختارت هذه الشركات الدخول في شراكة مع فايسبوك على خدمة المقالات الفورية Indstant Articles التي أطلقها موقع التواصل الاجتماعي منذ فترة، لأنها تعرف ان فايسبوك أفضل منها بكثير في تقديم المقالات والاعلانات على الاجهزة المحمولة.
&
اللافت ان ما ساعد فايسبوك على القيام بذلك هو ليس نمو عدد مستخدمي فايسبوك، وازدياد القدرات المالية للشركة، بل تركيزها المتواصل وباصرار على استثمار امكانات الاجهزة المحمولة. &
الغلبة للأجهزة النقالة
وهذا ما أكده مارك زوكربيرغ رئيس فايسبوك ومؤسسها، حين قال "ما حدث هو اننا ادركنا ان الأجهزة المحمولة تنمو نموًا أسرع من الأجهزة المكتبية وان المستهلكين يغيرون استخدامهم لها". ونقلت مجلة فورتشون عن زوكربيرغ قوله لمهندسيه "إذا جئتوني وحاولتم ان تقدموا إليّ منتوجًا لأجهزة مكتبية سأطردكم. عليكم ان تأتوا وتقدموا إليّ منتوج اجهزة محمولة".&
&
وإذا كانت حجة شركات الصحف والتلفزيون وغيرها من وسائل الاعلام التقليدية ان لديها تركة من العمل على اساس الطباعة أو البث لا تستطيع التخلي عنها بسهولة، فان فايسبوك ايضا كانت لديها تركة تقليدية تتمثل في آلة عملاقة تدر أرباحا طائلة على أساس الأجهزة المكتبية، ولكن الشركة مع ذلك غامرت بتحويل ذلك المنتوج، ليكون ناجحا على أساس الأجهزة المحمولة ايضا.&
&
الأكثر من ذلك ان شركة فايسبوك فعلت ذلك اولا بالتركيز على المستخدم وما يريده أو يحتاجه ـ اشياء مثل سرعة التحميل واعلانات لا تتطفل عليه، الخ ـ وليس على تحقيق ايرادات مالية من البداية.&
&
في المقابل فان ما فعلته شركات الاعلام التقليدية هو اضافة اعلانات تُحمَّل ببطء واعلانات تظهر اثناء استخدام المتصفح ومتابعة التطبقيات الصغرى الى ان يصبح من المتعذر عمليا رؤية المحتوى الأساسي عند المستخدم أو التفاعل معه.&
&
لا يعني هذا ان الشركات الاعلامية التقليدية كانت ستحقق معدلات نمو تضاهي نمو فايسبوك أو تجني 4 مليارات دولار من الاعلان على الأجهزة المحمولة لو انها فعلت ما فعلته فايسبوك في وقت مبكر. لكنها ستكون في موقع متقدم على موقعها الآن، وما كانت ستعتمد على فايسبوك لتوزيع محتواها كما تعتمد الآن.
&
التعليقات