لأن الانترنت صار من ضروريات الحياة، يجرب فايسبوك إيصال الاشارة إلى المناطق النائية بطائرات شمسية كبيرة، تطير بلا طيار، وترسل إشارة الانترنت إلى الأرض بأشعة لايزر فائق السرعة.


&

أعلن "فايسبوك" بدء تجاربه الأخيرة على طائرة بلا طيار، عرض جناحيها كعرض جناحي طائرة بوينغ 737، وتطير بالطاقة الشمسية، مهمتها تأمين الاتصال بالانترنت لمناطق نائية في الأرض لا تصل إليها الخدمة.


وفي تقرير نشرته صحيفة "ديلي مايل" البريطانية، قال المهندسون المشرفون على هذا المشروع إنهم بنوا طائرة بلا طيار، عرض جناحيها 140 قدمًا، وتزن أقل من ألف باوند، وتستخدم أشعة لايزر لترسل إشارة الانترنت إلى محطات معينة في الأرض، وإن توسيع نطاق الانترنت سيستحدث نحو 140 مليون فرصة عمل جديدة، وينقذ نحو 160 مليون إنسان من الفقر، ويخفض نسبة وفيات الأطفال.

بيانات باللايزر
وقال مارك زوكيربرغ، مؤسس وصاحب فايسبوك، إنه يشعر بإثارة كبيرة وهو يعلن الانتهاء من بناء "أكيلا"، أول طائرة خاصة بالشركة، وتحقيق الانجاز الكبير بالقدرة في التواصل عبر أشعة لايزر، "بعدما نجحت تجارب اللايزر الجديد الذي يرسل البيانات بسرعة 10 غيغابيتس في الثانية، أي عشرة اضعاف سرعة الجهاز القديم، والذي يمكن الاتصال به من بعد 10 أميال".
تطير هذه الطائرات بلا طيار على ارتفاع 65 ألف قدم، حيث الهواء في أدنى سرعته، وحيث لا تؤثر أبدًا&في &خطوط طيران الطائرات التجارية، لأنها تطير فوقها، وهذا يعني أنها لا تؤثر في سلامة الملاحة الجوية، حيث تبقى في الجو أشهرًا عدة، من خلال تزودها بالطاقة الشمسية. ويقول موقع internet.org إن هذه الطائرات قادرة على بث إشارات قوية، تغطي مواقع على الأرض بحجم مدن كبيرة غير مكتظة بالسكان. والمعروف أن شركة فايسبوك استحوذت في آذار (مارس) الماضي على شركة أسينتا البريطانية المصنعة للطائرات بلا طيار، مقابل 20.2 مليون دولار، ويديرها كبير المهندسين أندرو كوكس، الذي سجل أرقامًا قياسية في قيادة طائرات تشغلها الطاقة الشمسية.
أضاف زوكيربرغ: "نحن نعمل الآن على تطوير وسائل لاستخدام الطائرات بلا طيار والأقمار الصناعية لوصل مليارات البشر بالانترنت حيث لا تصلهم الخدمة، من خلال لايزر يرسل البيانات من الجو".

في متناول الجميع
وكانت شركة فايسبوك أعلنت سابقًا أن هذه الطائرات بلا طيار لن تكون عالية الكلفة، من دون أن تعلن الكلفة صراحةً، وأنها ستكون بالغة الفعالية في المناطق النائية التي لا بنية تحتية فيها لتلقي الاشارة الهاتفية، وبالتالي إشارة الانترنت.
وقد التم فايسبوك مع نوكيا وكوالكوم وسامسونغ، وشركات تقنية أخرى من المستوى العالي نفسه، من أجل تطوير هذه الطائرات، من ضمن مبادرتها internet.org، لوضع الشبكة العنكبوتية وخدماتها في متناول الجميع. فاليوم، 2,7 مليار إنسان فقط يتمتعون بخدمات الانترنت أي ثلث سكان الأرض، والمطلوب رفع هذا العدد قدر الامكان.
يقول القائمون على المبادرة إن وصل العالم بعضه ببعض واحد من أكبر التحديات في عصرنا هذا، وهم يخططون لقهر هذا التحدي بأي وسلية ممكنة، وبينها الطائرات بلا طيار، كي يضعوا في متناول الجميع كل الأدوات اللازمة ليطوروا حياتهم، من خلال البحث عن فرص العمل، والحصول على النصائح والارشادات الصحية المناسبة في وقتها، والاستفادة من النظام المالي العالمي، وليتمكنوا من المساهمة في الاقتصاد المعرفي.&