هنأ مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي، الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، الإماراتيين بمناسبة اليوم الوطني 42. وتحدث في كلمة له عن التنمية في بلده والإزدهار والوحدة وإكسبو 2020.


أبوظبي: وجه مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، كلمة عبر مجلة quot;درع الوطنquot; بمناسبة اليوم الوطني الثاني والأربعين، أكد فيها أن أبناء دولة الإمارات أثبتوا ويثبتون دوماً شدة التصاقهم بوطنهم والقيادة الحكيمة لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بجانب حرصهم على تواصل مسيرة التنمية والبناء التي أسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي ما يلي نص كلمته:

quot;في مثل هذا اليوم قبل 42 عاماً جاء ميلاد دولتنا الحبيبة تتويجاً لتاريخ مديد واجه فيه شعب الإمارات مختلف التحديات متجاوزاً الصعاب ومراكماً الخبرات ومرسخاً منظومة القيم التي تجسدت في حكمة وشجاعة ورؤية الآباء المؤسسين، الذين قادوا منذ البداية حلم الإماراتيين جميعاً بدولة تحتضنهم وتحميهم وتحقق لهم آمالهم وتطلعاتهم وتصون إرثهم ومقدراتهم وتكون لهم البيت والملاذ.

وها نحن اليوم كما في كل ذكرى نحييها لتأسيس دولتنا نقف فخورين معتزين بما تم إنجازه على مر العقود القليلة الماضية ويقف معنا العالم بأسره تقديراً واحتراماً لهذه المسيرة الزاخرة ليس بالإنجازات فحسب بل أيضاً بالمحبة والعطاء.

أبناء الإمارات

لقد أثبت أبناء الإمارات ويثبتون دوماً شدة التصاقهم بوطنهم وبالقيادة الحكيمة لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومقدار حرصهم على أن تتواصل مسيرة التنمية والبناء التي أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن ترتقي وتتطور هذه المسيرة، وعلى أن يكونوا جميعاً شركاء فيها حارسين لها وأمناء عليها، ومن هنا يأتي تماسك الإمارات وصلابتها وقدرتها الفريدة على تجاوز التحديات مهما صعبت وإدهاش العالم دوماً بهذا النموذج الخلاق نموذج الدولة الوطنية القوية القائمة على القيم الإنسانية السامية وعلى أسس المواطنة والعدالة والمساواة بين جميع أبنائها.

التنمية في الإمارات

إن نظرة سريعة على مسيرة التنمية في الإمارات خلال العام المنصرم تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أننا نمضي في الطريق الصحيح، وهو ما يترجم تقدماً ثابتاً واثقاً للإمارات على مختلف مؤشرات التنمية الدولية، ولاسيما على مؤشر سعادة الشعوب ورفاهها وهذا إن دل على شيء فعلى نجاعة الممارسات والسياسات التي تتبعها قيادتنا الحكيمة، وعلى وعي ويقظة أبناء قواتنا المسلحة وأجهزتنا الشرطية والأمنية التي تقف سداً منيعاً يحمي الإنجازات ويزيد الثقة الدولية ببلادنا التي باتت مقصدًا أساسياً لشعوب الأرض قاطبة سواء للعمل والاستثمار أو الزيارة والسياحة.

لقد قامت دولتنا في اتحادها العظيم على ذلك الفهم العميق لقيم شعب الإمارات الراسخة تلك القيم التي تقوم على احترام الإنسان والاعتزاز بالتراث الإماراتي الضارب في التاريخ والاستفادة من التجارب الحية التي قادت مسيرة هذا الشعب على مر العصور وهي التجارب التي جعلته أكثر انفتاحاً على الممارسات الحديثة والمتقدمة وأكثر تناغماً معها الأمر الذي جعل عملية البناء نحو المستقبل أشد يسرا حيث لا مكان للأفكار الهدامة أو للظلامية العمياء أو للتطرف الحاقد بل المجال كله للتسامح والمحبة وإعلاء قيم العقل والعقلانية التي لا تتعارض ولا تتناقض مع قيم ديننا الحنيف وهو ما كان يؤكد عليه باستمرار مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

مسيرة الازدهار

لا يسعنا إذ نستحضر مسيرة الازدهار التي تعيشها دولة الإمارات، ألاأننتوقف عند التطور الكبير الذي تشهده العاصمة أبوظبي سواء من الناحية المعمارية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو التعليمية حيث تحولت العاصمة إلى وجهة للمبدعين والمبتكرين وذوي الخبرة والاختصاص في شتى المجالات ممن يترجمون رؤية العاصمة بأن تكون حاضنة لكل الإماراتيين بطموحاتهم وأفكارهم النيرة وحماسهم الخلاق لبناء المستقبل.

ذلك أن ما نعيشه في حاضرنا من تطور وتقدم وازدهار ما كان ليتحقق لولا الرؤية الاستشرافية البعيدة المدى للقيادة الحكيمة لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

إكسبو 2020

إننا وفي الوقت الذي نحتفي فيه بنجاحات دولتنا ومؤسساتنا وأبنائنا، لابد من أن ننوه بفوز دبي باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 والذي يعد شهادة عالمية للبلاد وتأكيداً أن مسيرة التنمية التي شهدتها وتشهدها الإمارات تسير بخطى راسخة معتمدة على أفضل الإستراتيجيات وهو ما جعلها في الصدارة، ليس في مجال السياحة فحسب بل أيضاً في مجالات الثقافة والعلوم والاقتصاد والعمران وحسن الضيافة وغيرها.

كما يعكس هذا الفوز التنوع الثقافي الكبير الذي تتمتع به البلاد وقيم التسامح والاعتدال واحترام حقوق الإنسان، ونؤكد في الوقت نفسه مواصلة العمل لخدمة اتحادنا وتوطيد أسسه أكثر فأكثر، والسعي المستمر والدؤوب لمتابعة عملية التنمية والبناء، وذلك لا يكون إلا بالتخطيط والمراجعة الدائمة للخطط والإستراتيجيات وتحمل الأعباء والمسؤوليات، كما لا يكون إلا بالعمل الجماعي وبالتعاون الصادق بين مختلف الهيئات والمؤسسات، كما بين القطاعين العام والخاص، فالواحد منهما يكمل الآخر و يساهم في الارتقاء بممارساته وآليات عمله وخدمته للدولة والمجتمع على أفضل وجه.

تهاني وتبريكات

وبهذه المناسبة نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى أخيه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى إخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلي ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإلى شعب دولة الإمارات، داعياً العلي القدير أن يديم أمن دولتنا واستقرارها وأن يزيدها ازدهاراً وعزاً وأن يحفظ قيادتنا الحكيمة ويسدد خطاهم لما فيه خير هذا الوطن وأبنائه الكرام.

فكل عام والإمارات وقيادتها وشعبها بخير وكل وعام واتحاد الإمارات ينعم بالرفعة والعز والسمو والأمن والاستقرار والازدهارquot;.