لم يأل مجلسنا الإسلامي العربي من جهد في سبيل التأکيد على دعم و نشر روح التسامح و الحوار و الابتعاد جهد الامکان عن التعصب و الانغلاق و التصادم أو المواجهة مع الآخرين، وان المجلس الاسلامي العربي قد حرص کل الحرص على إلتزام خطا وسطيا إعتداليا يسعى للجمع بين الآراء المختلفة و إکتشاف النقاط التي من خلالها ينطلق لبناء قواسم مشترکة عظمى بين مختلف القوى و التيارات السياسية بشکل عام و بين الاخوة السنة و الشيعة بشکل خاص، وقد رفضنا بقوة کل الدعوات الانغلاقية و المشبوهة التي تصب في النهاية في مصلحة أعداء و خصوم امتنا العربية و الاسلامية و سعينا دوما لطرح البدائل الافضل و الاحسن تقويما او قصدا و منهجا.

وان إصطدامنا و إختلافنا الکامل و المبدئي مع نظام ولاية الفقيه قد إنطلق اساسا من تلك الثوابت السابقة التي ألمحنا إليها وإننا حاولنا بکل إمکانياتنا من أجل توعية و تثقيف و إرشاد الشارع العربي بهذا الاتجاه ولانخف سرا بأننا قد حققنا ثمة نجاح يمکن الاشارة إليه و الوقوف عنده، ومن أجل ذلك فإننا نتمسك بقوة بنهجنا هذا و المزيد من تعميقه و منحه أبعادا أفضل و اکثر تطورا بما يخدم مصالح الامة و يوفر أفضل أرضيـة لصيانة و حفظ أمنها القومي، لکننا وعندما سمعنا عن تصريحات النائب العراقي بهاء الاعرجي والتي تعرض فيها بشکل غير مقبول و معقول للصحابي الجليل أبو بکر الصديق فقد فوجئنا بل و صعقنا لما وجدنا فيها من تطاول و تحامل غير لائق بحق هذا الصحابي الذي قدم الکثير للدين الاسلامي و کان له مواقف مشهورة و مشهودة يذکرها التأريخ العربي الاسلامي بأحرف من نور وليس بالاماکن أبدا التغاضي او التغافل عنها، واننا في الوقت الذي نشجب و ندين فيه و بشدة هذا التصريح المشبوه و المثير للمشاکل و الاختلافات بين أبناء الامة الواحدة، فإننا نعلن بصفتنا المرجع السياسي للشيعة العرب، رفضنا القاطع لهذا التصريح و ندعو السيد بهاء الاعرجي الى التوبة و تقديم إعتذار علني للأمة عن الخطأ الکبير الذي إقترفه بحق هذه الشخصية الاسلامية الجليلة و الکبيرة کما نحث القائمة الصدرية أيضا على تقديم توضيح تظهر فيها برائتها و عدم علمها بمثل هذا التصريح المستهجن وفي نفس الوقت تعلن فيها رفضها للتصريح وتقوم بما يلزم من أجل عدم تکرار مثل هذا الخطأ الکبير من جانب السيد الاعرجي او أية شخصية أخرى منتسبة للقائمة قد تفکر يوما بنفس هذا الاتجاه لاسامح الله.

اننا بصفتنا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، ندعو کافة أبناء أمتنا الاسلامية بشکل عام الى عدم الانجراف خلف هکذا تصريحات غير مسؤولة و السعي لنبذها و إفراغها من أهدافها و مقاصدها المشبوهة کي يعلم کل اولئك الذين يرغبون في التصيد بالماء العکر ان الوعي السياسي لأبناء أمتنا هو أعلى کعبا و ارفع مقاما من هکذا تصريحات مرفوضة وان الله من وراء القصد.