في اعتقادي أن التاريخ القبطي، سينقسم إلي مرحلة ما قبل حادثة نجع حمادي وما بعد نجع حمادي!! وسيكون لهذه الحادثة تأثير كبير في النضال القبطي وستشهد تغيرات كبيرة في التوجهات السياسية للأقباط، وقد بدأت هذه التغيرات في الظهور علي الساحة الفعلية بالفعل.

فلأول مرة نجد هذا الغضب القبطي يشاهد في كل شوارع وميادين العالم من شرقه لغربه، فلم تخلو عاصمة دولة في أوربا من مظاهرات الأقباط، وفي أمريكا واستراليا وكندا هذه الدول التي تتميز بأتساعها فقد عمت المظاهرات معظم المدن بها، وقد تأثرت جدا عندما اتصل بنا شخص من مدينة كالجاري التي تقع في شمال كندا وبها عدد قليل من الأسر القبطية وهو يقول لناquot; أنا عمري ثمانين سنة ومصاب بالسرطان وِشاركت في مظاهرة كالجاريquot; وقمت بتكسير كل نصائح الأطباء ولا يهمني أن أموت بعدها فضميري مستريح وسأموت وأنا سعيد لأنني شاركت في عمل عظيم!!!

ولأول مرة يقود رجال الدين المظاهرات بأنفسهم، ولأول مرة يقدم الأنبا يوأنس الشكر لمن خرجوا للمظاهرات، في تحول وتتطور مذهل في موقف الكنيسة من العمل السياسي لأقباط المهجر. ولأول مرة يتظاهر الأقباط في شوارع القاهرة وبعيدا عن أسوار الكنيسة للتعبير عن غضبهم، ويرددون هتافات قوية ربما اقوي من تلك التي ترددت في الغرب!! ولأول مرة يتظاهر الأقباط أمام النائب العام مطالبين بالإفراج عن ذويهم المعتقلين، وينجحون في الإفراج عن ستة من المعتقلين الخمسة عشر ولو استمروا سينجحون في الإفراج عن باقي المعتقلين.

وتتجه الحركة القبطية لتجميع الجهود في إيمان منهم بان العمل الفردي لا يتناسب مع المرحلة القادمة وهناك أفكار عدة علي الساحة، أجملها في وجهة نظري تلك الفكرة التي أحياها الدكتور جاك عطا لله والدكتور صبري جوهرة والدكتور منير بشاي والفنان شفيق بطرس والمهندس شريف منصور ومعهم مجموعة كبيرة من خيرة القيادات القبطية وأكثرهم أخلاصا للقضية، وهي

quot; فكرة الكونجرس القبطيquot;.... تلك الفكرة التي تدعو لتوحيد جهود الأقباط في هيئة عالمية يكون لها تأثير هلي الساحة السياسية العالمية. ويتم من خلالها التنسيق والتشاور المستمر بين قيادات الأقباط من خلال اجتماعات دورية منتظمة مستخدمين أحدث الطرق التكنولوجية التي تتيح للفرد المشاركة في الاجتماعات من منزله أو مكتبة، وأجمل ما في الفكرة إن الكونجرس القبطي لن يتدخل في عمل المنظمات القبطية ولكل منظمة حرية الحركة في إطار الأهداف العامة التي تخدم القضية القبطية، كما أن الكونجرس سيضم كل التيارات السياسية ويقبل في عضويته مختلف أطياف العمل السياسي القبطي، في إطار ديمقراطي مؤسسي يسمح باختلاف الأفكار والتوجهات السياسية بداخلة ويخضع فيه الجميع لرأي الأغلبية ويحترم فيه الرأي المعارض، كما أنه ولأول مرة سيتحرر من سيطرة فرد أو أفراد علي القرار وسيكون للجميع حق إبداء الرأي، كما إنه سيتخلص من عيب الزعامات الفردية التي أثرت بالسلب علي العمل القبطي في الماضي. وسيقوم الكونجرس بالتفاوض مع محامين دوليين لتدويل القضية القبطية. أتمني من كل قلبي لهذه الفكرة النجاح، وأدعو أصحاب الفكرة لعقد اجتماع عاجل يعلنون فيه ميلاد الكونجرس القبطي، ويعلنون لنا شروط العضوية فيه، مستغلين حالة الغليان السياسي في الشارع القبطي التي ستؤثر في دفع الأقباط للمشاركة فيه، ونحن من جانبنا نعد السادة المهتمين بالكونجرس القبطي إننا سنكون خلفهم لمساعدتهم بتقديم الدعم الإعلامي لهم يساعدنا حب الأقباط لنا وثقتهم فينا والله ولي التوفيق.