عندما يتحول الرمز إلى هامش

الحديث عن الرمز يفضي بنا إلى المشتركات بين مجموعة مختلفة من البشر على تنوع لغتهم والوانهم ومشاربهم،بمعنى ان الرمز يشرك مجموعة مختلفة من البشر ضمن منظومة دلالية عامة مع اختلاف الخصوصيات والتنوع الدلالي.

الرمز عندما يتم تعريفه فهو لا يختلف عن الايقونة،وهذا ان دل على شيء انما يشكل قراءة ثانية لتحول اللغة الى صورة،فكرة القدم على حد تعبير صديقي د.حيدر سعيد في بحثه عن رمزية كرة القدم...لغة تجمع مجموعة من البشر على اختلاف ثقافتهم،وقد تجمع مجموعة اخرى على اختلاف لغتهم،وهذا الامر يتشكل في كأس العالم لكرة القدم عندما يلعب منتخب عربي مع فريق غربي،المشتركات تفهم من خلال قانون اللعب،ومنطق الخسارة والربح،ودلالات الحزن والفرح تتشكل من خلال هذا الاداء.

الرمز من زاوية اخرى هو ايقونة تم الاتفاق عليها من قبل مجموعة من البشر للدلالة على شيء معين ويصعب عند ذاك الإشارة الى رمز لم يتم الاتفاق عليه،وقد يكون لهذا الرمز خصوصية في تقديم الدلالة عند بعض الشعوب،ولكن السؤال الاهم من كل ذلك:
هل بالامكان الابقاء على دلالة الرمز في ظل التقنين الاستعماري،والقبول بالرمز ودلالاته الى ابد الدهر؟

احتاج في هذه المقالة الى الحديث عن رمزية جديدة في كرة القدم،تشكلت قبل مدة عندما فاز المنتخب المصري على الايطالي،وقولي منتخب مصري على ايطالي إشارة إلى أن المصريين في منتخبهم قد تحولوا في لحظة اصرار على التحول الى رمز في هزيمة المتن الرمزي الذي استقر في أذهان الناس(المنتخب الايطالي) بعد النجاح في الاداء-مع الخسارة المتحقق- على المنتخب البرازيلي..

هذا الفوز شكل ذهنية رمزية جديدة بالنسبة للمنتخب العربي الذي لم يخطر على بال انسان ان تقوم هذه المجتمعات بنقل تصورات اخرى للعالم الاخر عن طريق لغة كرة القدم، وبان هذه الشعوب قادرة على النجاح والتواصل والاستمرار.

لقد فهم العالم بان الرمز لا يمكنه الاستمرار في بث دلالاته ما لم يقم بتقديم الافضل،واعتقد ان المنتخب المصري عبر نجاح شكل علامة مضيئة لرمزية العرب في الوصول الى لغة حوار اخرى مع الغرب عن طريق شفرات اخرى غير اللغة.