تظاهرة ضد نظام الأسد في معرّة النعمان

الاحتجاجات laquo;يتيمةraquo; وروسيا تمثل laquo;القاتل المأجورraquo; (2/1)
أسامة قاضي: الجيش الحر يتجه بالثورة السورية نحو الحسم

الأقليات ممثلة في المجلس الوطني ووحدة التراب خط أحمر(2/2)
أسامة قاضي: العقوبات الإقتصادية غير كافية لإسقاط نظام الأسد

أشكر كل من تواصل معي بشأن ما صرحت به من خلال لقائي الصحافي حول الثورة السورية والاقتصاد السياسي السوري، والذي تطرق لمسألة الأخوة الكورد السوريين، واستغربت من تعليقات البعض على موضوع المقالة بشكل سلبي وأنا من أكثر المدافعين عن حقوقهم، وأحيل هذا ربما لانشغال القراء وعدم قرائتهم نص اللقاء والاكتفاء بعنوان مقتطع من السياق، ولقد طالبت بما طالب به معظم الأخوة الكورد أنفسهم، والحقيقة أنه ومن جانب حرصي على صداقة أخوتي الكورد وهم كُثر وخشية أن يتناقل شيء خطأ على لساني، استوجب التوضيح:

أولاً: أنا أؤمن كما جاء في الوثيقة السياسية للمجلس الوطني السوري بأن لكل المكونات القومية والدينية التي يتشكل منها الشعب السوري حقوقها في سورية المستقبل على أساس المواطنة من دون أي تمييز، ولكل منها حقوق وواجبات على قدم المساواة مع الجميع، والاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، وإيجاد حل ديمقراطي عادل للمسألة الكردية في إطار وحدة الوطن. كما أؤمن بحق الأكراد في تدريس أولادهم اللغة الكردية، وأن تكون في المدارس الرسمية كلغة ثانية خاصة في المناطق التي يكثر تواجدهم بها، ومتوفرة لمن أحب أن يدرسها، فهذا فخر للمكونات السورية في الفسيفساء السوري الرائع، بل ويجب تعويضهم عن أي ضرر أحدثه النظام السوري سابقاً، لأنني أؤمن أن الأخوة الكورد قد ظلموا مرتين مرة ككورد، ومرة كسوريين، وأن معاناتهم كانت كبيرة جداً ومن حقهم على الشعب السوري انصافهم بعد الثورة بمايراه الكورد مناسباً.

ثانياً: أؤمن بأن إدارة الأخوة الكورد لمناطقهم بطريقة لامركزية حق شرعي وينبغي دراسته، ويعلم أصدقائي من الأخوة الكورد أنني طلبت منهم دراسات في هذا الشأن، وأن يتبناها مركزنا للدراسات السورية الموجود في واشنطن، وأنا أكرر هذا الطلب الآن مرة ثانية من خلال هذ المنبر، فإن المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية يتمنى على الأخوة الباحثين الكورد تقديم دراسات حول الإدارة اللامركزية، وسنسعى لإقامة ندوة بهذا الخصوص ونتبناها، ولقد كان هناك ورقة خاصة بالأخوة الأكراد في مؤتمرنا الأخير حول تحديات المرحلة الانتقالية في سوريا، وقد قدمها الصديق الدكتور عبد الباسط سيدا، ودعونا للمؤتمر العديد من الأصدقاء الكورد السوريون.

ثالثاً: المسألة الوحيدة التي تمنيتها على أحبتي من الأخوة الكورد مثلي مثل كل الكورد السوريين الوطنيين هو الحرص على وحدة التراب السوري، وألا يكون هناك أي روح انفصالية، ولكن كل ماعدا ذلك أمر مطروح للحوار والنقاش، فإذا كنا متفقين على هذا فلا خلاف نضيع به وقتنا إن شاء الله.

رابعاً: لعل ما استشكل على بعض القراء هي كلمة quot;حق تقرير المصيرquot; التي ذكرتها في اللقاء، وذكرت في ترويسة اللقاء والتي أثارت اللغط، وهي قانونياً وتاريخياً مرتبطة بالسيادة والاستقلال، وبينما مصطلح quot;الإدارة اللامركزيةquot; فهو مصطلح إداري يختص بعلاقة بعض المحافظات أو الولايات مع الإدارة العامة للبلد من حيث الأمن والدفاع والاقتصاد والتعامل مع الأمور المدنية الخاصة المحلية في كل محافظة، وهذا أمر متعارف عليه في بعض دول العالم، ولاشك أنه موضوع يستأهل الدراسة، فإذا كان يعني بعض الأخوة الكورد يعني quot;حق تقرير المصيرquot; ضمن وحدة التراب السوري، ووحدة الوطن، فلا بأس ومرحباً بها، فلا مشّاحة في الاصطلاح كما يقولون، مايهمنا هو المقصد من المصطلح، رغم أنني شخصياً أرى استبداله بمصطلح اللامركزية الإدارية لما له من دلالات قانونية وتاريخية ولمظنة أن تُفهم بشكل خاطئ.

أخيراً، أتمنى على أخوتي الكورد الذين أعتز بصداقتهم وأحبهم ألا يحملوني غير ما احتمل كلامي، لأن هذا فيه بهتان عظيم، وقد بُح صوتي وانا أنادي quot;آزاديquot;، وما ذكرته من كلمة quot;احذرquot; عنيت بها quot;أحذر من مخاطرquot; بث الروح الانفصالية، وأرجو ألا يأخذها أحد على محمل التهديد فأنا أضعف من أن أهدد أو أتوعد أحد، لكن المقصد هو الخشية من مخاطر انتشار هذه الروح لا قدر الله، وقد كان لي شرف تقديم الأخ الشهيد مشعل التمو في مؤتمر الإنقاذ الذي افتتح المؤتمر في حينها، وأعتذر سلفاً إن كُنت قد فهمت خطأ، ومواقفي المدافعة عن الأخوة الكورد معروفة داخل المجلس الوطني وخارجه منذ أن كنت أحضر في أواخر الثمانينيات المطرب الوطني سميح شقير وهو يغني في قلعة حلب مع أصدقائي الكورد أغنية quot;لي صديق من كوردستانquot; وهاجمنا الأمن وألغى الحفلة.

إن نائب رئيس المجلس السوري الكندي ndash; الذي أتشرف برئاسته- هو صديقي الأستاذ مصطفى عرب من الأخوة الكورد الذين أعتز بصداقتهم، وأؤمن بقضاياهم العادلة، وإننا وفي هذا الظرف التاريخي العصيب، والنظام السوري الهمجي يقتل أطفالنا وينتهك أعراضنا، ويدمر بلادنا بكوردها وعربها، علينا أن نرص الصفوف وأن نلتحم من أجل الخلاص من هذا الكابوس، لنحيى في سوريا الحرية والعدالة والمساواة، وأتمنى من أخوتي الكورد قبول اعتذاري وتوضيحي... آزادي لسوريا كلها والرحمة لشهدائنا الأبرار.