ضمن مسلسل الضبابية و عدم وضوح الرؤية و إختلاط الأوراق الفظيع ، يستمر نظام القتلة و المجرمين السوري في سباق المسافات الدموية الطويلة لقنل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب السوري المنكوب ، كما يستمر دعم النظام الإرهابي الإيراني وحلفائه في المنطقة بدعم ذلك النظام بمختلف الوسائل و الأدوات الأمنية و العسكرية و الإعلامية في ظل تلكؤ دولي حقيقي عن الفعل الصريح لإيقاف آلة القتل الجهنمية السورية وعجز القوى الدولية الكبرى عن الإتيان بأي تصرف للجم القتلة و إيقافهم عند حدهم وضمان عدم تكرار سيناريوهات الموت الجاهز الذي رسخه نظام القاتل الأكبر السابق حافظ الأسد حينما دمر حماة وأوقع آلاف القتلى في فبراير 1982 في ظل دعم و تغطية من المعسكر الشيوعي البائد و ( تطنيش ) من الغرب المتحضر الحر!! واليوم يكرر التاريخ نفسه وبطريقة بشعة و بأسلوب إستئصالي أخطر بكثير من أساليب الماضي القريب وفي ظل دعم دولي أيضا من وريث النظام السوفياتي البائد وهي مافيا العصابات الروسية التي تمارس التغطية السياسية لجرائم النظام و بمساندة لوجستية فاعلة من حليف البعث السوري الستراتيجي وهو النظام الإيراني الذي يخوض حربه المصيرية في على خطوط نظام دمشق الدفاعية و التي بإنهيارها الحتمي على يد الشعب السوري الثائر ستنهار كل قلاع الطائفية و تصدير التخريب و الإرهاب و سيبقى نظام طهران معزولا بعد إنقطاع خطوطه التواصلية مع عملائه و أتباعه في المنطقة ، وهو ما سيجر الهزيمة عليه في نهاية المطاف خصوصا و إن الشعوب الإيرانية تعيش إرهاصات الثورة الشعبية الشاملة التي ستعصف بالديكتاتورية الدينية المتخلفة برؤاها الخرافية و الظلامية ، ولعلها من سخرية الأقدار أن يرتبط مصير نظام البعث السوري بنظام الولي الفقيه!! إنها إحدى عجائب التحالفات المصلحية الشيطانية ، لقد كان تصرف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس مؤخرا و الذي أعرب عن تبرمه من المواقف الدولية الركيكة من مأساة الشعب السوري و أكد على ضرورة رحيل النظام السوري طوعا أو كرها هو الموقف الإنساني النبيل و الواقعي والذي ينبغي أن يكون دليل عمل منهجي للعالم العربي في معالجة الأزمة السورية المحتدمة ، فليس سرا معرفة أن منهج النظام السوري وحلفائه هو منهج تصفوي إستئصالي بحت يهدف لقتل أكبر عدد ممكن من الشعب السوري و إشاعة الإحباط النفسي للثوار معتمدا على منهجية القمع الشامل ومستغلا حالة التردد الدولي و الخشية الإسرائيلية من البديل القادم وهي المسألة الجوهرية في الملف السوري برمته ، لقد تم إسقاط النظام الليبي عبر تحالف دولي تشكل سريعا وحطم الآلة العسكرية الليبية الروسية الصنع وبموافقة موسكو ومباركتها وقبضها للثمن! ، بينما يقف العالم ببلاهة وهو يشاهد مجازر السوريين ولا ناصر ولا معين إلا من رب العزة و الجلال !؟ ليعلن أمين عام حلف الناتو الدانماركي راسموسن عن عدم نية الحلف في منع النظام السوري من المضي قدما في جرائمه التي تصنف دوليا وفق تصنيف الإبادة للجنس البشري!! وهي حالة نفاق دولية غريبة و لكنها ليست مفاجئة كونها تتضارب مع مصالح الحليف الإسرائيلي!! وتلك هي المسألة... من الجانب الآخر فإن المواقف العربية و الإسلامية من الثورة السورية رغم إتسامها بالتأييد شبه الشامل إلا أن هنالك جيوب مضادة لتلك الثورة تتناقض مواقفها المؤسفة و المعادية كثيرا مع الشعارات المرفوعة و أهمها شعار المظلومية ، و أعتقد أن الرأي العام يتذكر تلك المقولة المؤسفة و المنسوبة لأحدهم في بداية أحداث الثورة السورية حينما وصف الرئيس السوري بشار الشبيح بكونه يحمل سيف إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام و يحتمي بدرعه!! وهي مقولة تعتبر للأسف إهانة كبيرة لإمام المستضعفين علي المعروف بمواقفه الإنسانية النبيلة و الشجاعة و الصريحة و إبتعاده التام عن المداهنة و المجاملة وهو الذي أحرق يد شقيقه عقيل بشمعة بيت مال المسلمين حينما حاول أن يأخذ أكثر من حقه من العطاء!! مواقف و نبل و شجاعة علي بن أبي طالب ليست مجالا للمساومة و المداهنة ولو كان الإمام علي بيننا حاليا لرفع سبفه ذو الفقار ليهشم به وجوه سلاطين القتل و أساطين العهر من قادة نظام المخابرات السورية ، وللأسف فإن البعض ينظر للمواقف نظرة طائفية ضيقة في قضية إنسانية أكبر من كل الطوائف و التوجهات ، النظام السوري لايحمي احدا سوى تطلعاته و سرقاته و نهبه لموارد الشعب السوري ولايهمه شيء من أمور السوريين و العرب و المسلمين سوى إستمرار حكم سلالته الذهبية المقدسة ، وسيوف ائمة الهدى ليست أبدا في وارد الدفاع عن القتلة و المتجبرين و الطغاة ، من جانب آخر فإن البعض من التعليقات على مقالاتي تتسم بالعدوانية و المغالاة بل و التشهير و التزييف لحقائق التاريخ ولوقائع الأحداث ، ورغم حرصي على إبعاد الشخصانية عن الموضوع إلا أن بعض التعليقات والتي يديرها بعض الطائفيين تتعمد الإساءة الشخصية كقولهم مثلا بأنني أحد عملاء نظام صدام في سفارته في الكويت وبأنني كنت أحد ضباط الغزو العراقي عام 1990!! وهي تعليقات أضحك منها كثيرا إلا أن البعض يصدقها للأسف رغم إنني أبعدت من الكويت لكوني من معارضين صدام في 8 يناير 1984 و أعتقلني فرع المخابرات السوري 279 في أعسطس عام 1984 بتهمة العمالة لنظام صدام وفقا لتقرير مزيف وكاذب من الرفيق فوزي الراوي عضو قيادة بعث دمشق القومية ! وقضيت حياتي مشردا في دول العالم وكنت عام 1990 في النرويج التي وصلتها عام 1987 ولم أغادرها حتى اللحظة بل أنني لم أزر العراق إلا لمدة ثلاثة أيام فقط لا غير في أكتوبر 2003!! ومع ذلك فقد كنت و أنا العبد الفقير مادة دسمة لأكاذيب رخيصة وسخيفة حول كوني مترجم لقوات الإحتلال البريطاني وبأنني مارست التعذيب!! وغير ذلك ، للأسف رياح الكراهية و الطائفية المقيتة و المريضة هي التي تساهم في تسميم الأجواء و في إشاعة الإضطراب المعلوماتي وتشويه المواقف ، أعتقد بأن على من أفتى بتقوى نظام شبيحة دمشق مراجعة مواقفهم قبل أن يلوت وقت مندم ، وسيف الإمام علي عليه السلام هو من سيحصد في النهاية رؤوس القتلة و الطغاة.....