الموقف الإيجابي لحرکة حماس من إنتفاضة الشعب السوري و مراهنة الحرکة على الانتفاضة و ليس النظام السوري، أکدت للمنطقة و العالم ان الوقت مازال مبکرا جدا للتخلي الکامل عن حماس و إعتبارها رقما في المعادلة الاقليمية المحددة لصالح النظام الايراني.
موقف حماس الذي إنسحب بقوة على علاقتها بالنظام السوري، بدأت تداعياته تظهر رويدا رويدا على صعيد علاقتها بالنظام الايراني أيضا، وهو موقف إستبشرت المنطقة و على مختلف الاصعدة خيرا به و حملته على أحسن محمل، بل وان الجميع طفقوا ينتظرون بشوق و لهفة عارمة تلك اللحظة التي تشهد نهاية الانقسام و الفرقة في الصف الفلسطيني و منح المزيد من القوة و العزم و الحزم للموقف الرسمي الفلسطيني على مختلف الاصعدة.
الإيحاء بأن موقف الحرکة من الذي يجري في سوريا هو مجرد إنقلاب او تکتيك مٶقت او مناورة سياسية مرسومة الاهداف سلفا، قد يکون أمر مبالغ فيه الى حد کبير، ذلك انه ليس هناك من وقت او مصلحة معينة ما تقود حماس لهکذا أمر ولاسيما على الجبهة السورية التي صارت اليوم بمثابة الجبهة الامامية للنظام الايراني بوجه العالم، وان المواجهة العنيفة و الدموية لقوات النظام السوري بدعم و اسناد مادي و معنوي مباشر و صريح من جانب النظام الايراني، قد أفهمت العالم برمته ماذا يعني النظام السوري لطهران، لکن، قد يبدو واضحا و مفهوما عدم إستعداد حرکة حماس لتقبل الموقف الموغل في القسوة ضد الشعب السوري و سعيها لتحديد مسافة واضحة جدا بينها و بين هذا الموقف الدموي البعيد عن کل المعايير و القيم الدينية و الانسانية.
التحالف الملفت للنظر الذي کان قائما بين حرکة حماس و النظام الايراني، والذي يظهر أنه قد کلف الحرکة الکثير بعد ان کانت قد استقطبت الشارعين الفلسطيني و العربي بمواقفها المبدأية و الشجاعة ضد الاسرائيليين، يبدو أن حرکة حماس و بعد الفصول الدامية للتراجيديا السورية بدأت تفکر بجدية في وضع حد له و الخروج من دائرة العزلة و الانطوائية التي فرضتها عليها الظروف بعد قبولها بذلك التحالف المثير للجدل.
حماس التي کانت تلهب الشارعين الفلسطيني و العربي حماسا و إندفاعا، وجدت نفسها عند قبولها التحالف مع النظام الايراني انها قد فقدت قاعدة عريضة جدا من أنصارها و مٶيديها، لکن موقفها المبدأي الاخير من النظام الدکتاتوري السوري، سيعيد من دون شك المنطقة و العالم إليها.