يقول الإعلامي الكويتي ماضي الخميس إنالذين يتهمون الاعلاميين العراقيين الذين شاركوا في الملتقى الاعلامي الكويتي العراقي الشهر الماضي في الكويت، بالعمالة أو الخيانة هم أنفسهم الذين يؤججون الأوضاع باستمرار ويستغلون الإعلام لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المصلحة العامة للشعبين الجارين.


عدنان أبو زيد: قال الإعلامي الكويتي ماضي الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، إن الإعلام رسالة تتمحور حول خدمته لقضايا مجتمعه عن طريق العرض الشفاف والموضوعي دون التأثير فيه، وأضاف في حوار له مع إيلاف انه ليس مطلوبا من الإعلام أن يكون محرضا ولا ينبغي له أن يكون.

وقال ان من يتهم الإخوة العراقيين الذين شاركوا في الملتقى الاعلامي الكويتي العراقي الشهر الماضي في الكويت، بالعمالة أو الخيانة هم أنفسهم الذين يؤججون الأوضاع باستمرار ويستغلون الإعلام لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المصلحة العامة للشعبين الجارين.
وبحسب الخميس، فإن دور الإعلام في الثورات التي يشهدها عدد من دول المنطقة العربية يتمثل في توضيح الحقائق ومساندة الحق العام. ويشير الخميس الى أن الإعلام في عالمنا العربي ما زال أمامه طريق ليس بالقصير كي يصبح إعلاما مستقلا بنسبة تتيح له أن يعمل بحرية كاملة دون مراجعات أو خطوط حمراء من هنا أو هناك. ويعترف الخميس بأن الصحافة الكويتية ووسائل الإعلام في الكويت بشكل عام تتمتع بقدر عالٍ من الجرأة في الطرح، وهذه الجرأة مردّها إلى المناخ الديمقراطي الذي تعيشه الكويت. ومن وجهة نظر الخميس فإن الكويتيين يعيشون في ظل بيئة ديمقراطية حرّة سواء على مستوى الإعلام أو على مستوى البرلمان أو العمل السياسي بشكل عام، فحق النقد مكفول والتعبير عن الرأي بحرية هو حق دستوري أصيل. ولكن هناك خيط رفيع بين الجرأة المستندة إلى أخلاقيات المهنية الإعلامية والأصول الديمقراطية وبين الجرأة التي لا تستند إلى هذا أو ذاك، وهذا بالطبع يجعل البعض ينادي بتقويض حرية الإعلام أو تلجيمه مع أنني ضد هذا الاتجاه مع الاعتراف بوجود سقف للحريات ينبغي أن تؤدي وسائل الإعلام دورها من خلاله. وينظر الخميس الى إيلاف باعتبارها من أوائل المواقع العربية الإخبارية التي استطاعت أن توجد لنفسها مكانا متميزا بين كبريات الوكالات الإخبارية. ويتابع : أعتبر إيلاف بالتحديد هي بوابة الإعلام العربي الالكتروني الأولى التي كان لها سبق الريادة، إضافة الى المهنية التي تتمتع بها وتحري الدقة في الأخبار التي تنقلها خصوصا وأن هذا الأمر بالتحديد هو آفة المواقع الإخبارية الالكترونية، إلا أن إيلاف استطاعت أن تثبت بمهنيتها وحرفيتها وعرضها الموضوعي السهل أنها بوابة إخبارية متميزة حقا.
الصحافة الكويتية .. الأكثر انفتاحا
البعض يرى ان الصحافة الكويتية هي الأكثر انفتاحا وتنوعا بين صحافة العرب منذ السبعينات، كيف تنظر إلى مستقبلها في ظل دعوات البعض إلى تحديد دورها ولجم إثارتها لبعض القضايا الحساسة في ظل أوضاع إقليمية مقلقة؟
بداية يجب الاعتراف بأن الصحافة الكويتية ووسائل الإعلام في الكويت بشكل عام تتمتع بقدر عالٍ من الجرأة في الطرح، وهذه الجرأة مردها إلى المناخ الديمقراطي الذي تعيشه الكويت. وحقيقة نحن نعيش في بيئة ديمقراطية حرة سواء على مستوى الإعلام أو على مستوى البرلمان أو العمل السياسي بشكل عام، فحق النقد مكفول والتعبير عن الرأي بحرية هو حق دستوري أصيل. ولكن هناك خيط رفيع بين الجرأة المستندة إلى أخلاقيات المهنية الإعلامية والأصول الديمقراطية وبين الجرأة التي لا تستند إلى هذا أو ذاك، وهذا بالطبع يجعل البعض ينادي بتقويض حرية الإعلام أو تلجيمه مع إنني ضد هذا الاتجاه مع الاعتراف بوجود سقف للحريات ينبغي أن تؤدي وسائل الإعلام دورها من خلاله، خصوصا وأن هناك العديد من التحديات الإقليمية والعالمية التي تضع مسؤولية كبرى على المؤسسة الإعلامية بكل وسائلها، وتجعل أمانة الكلمة وشفافية الطرح إحدى أهم الركائز التي ينبغي الحفاظ عليها.
وارى أن الصحافة في الكويت اليوم تعيش أزهى عصورها على الرغم من بعض الانتقادات، وتتمتع بقدر كبير من الحرية والانسجام مع قضايا المجتمع. ولا بد وأن نذكر أن هناك بعض المؤثرات التي أثرت فيواقع الصحافة الكويتية، وهي تأثيرات لا تخص الكويت فحسب بل تكاد تكون عالمية؛ أبرزها تنوع مصادر الأخبار والمعلومات وسهولة انتقال الآراء بسبب تكنولوجيا الإعلام الحديثة ووسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك وتويتر وغيره.
هذه الأمور بالتأكيد صعبت من وضع الصحافة التي باتت خطواتها أبطأ كثيرا من سرعة العصر وتطوره.
الملتقى الإعلامي العربي
ما أجندة الملتقى الإعلامي العربي المستقبلية؟ وما هي الإنجازات التي حققها إلى الآن من وجهة نظركم؟
تعمل هيئة الملتقى الإعلامي العربي باستمرار على الارتباط بالقضايا الإعلامية العامة في الوطن العربي، ولا يمكننا أبدا أن ننفصل عن محيطنا العربي بكل متغيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك تجدنا دائما ما نطلق مبادرات مختلفة تتعلق بالإعلام ودوره وتأثيره في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة، فمثلا منذ أيام قليلة انتهينا من الدورة الأولى من أمال الملتقى الإعلامي الكويتي العراقي الذي حاولنا من خلاله أن نجمع إعلاميي ومثقفي البلدين تحت سقف واحد وعلى طاولة حوار مشتركة، إضافة إلى ملتقى الكويت الاستثماري الأول الذي سوف يعقد في منتصف شهر مارس 2012 وهو أمر يتعلق بدور الإعلام في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية إلى الكويت وتسليط الضوء على أصحاب المشروعات الصغيرة وهم العقبات التي تواجههم ودور الإعلام في مساعدتهم، وأيضا ملتقى الكويت الإعلامي العربي الثاني للشباب الذي سيقام في الفترة من 14 ndash; 15 مارس 2012 تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. كل ذلك إلى جانب عدد من المشروعات الأخرى التي تتماشى مع مفردات العصر وطبيعة المرحلة، ولا ننسى المجلس العربي للتنمية الإعلامية الذي دعا إلى تأسيسه هيئة الملتقى الإعلامي العربي والذي سيكون له دور مهم ومؤثر جدا في الأوساط الإعلامية.
وسيشهد شهر أبريل من هذا العام إقامة الدورة التاسعة من أعمال الملتقى الإعلامي العربي الذي شهد انعقاد ثماني دورات منذ العام 2003 وحتى الآن، كما ستشهد المملكة العربية السعودية استضافة الدورة الرابعة من أعمال ملتقى قادة الإعلام العربي.
وأهم إنجازات هيئة الملتقى الإعلامي العربي هي قدرتها على جمع أكبر عدد ممكن من الإعلاميين في الوطن العربي وكل من تربطهم صلة بالإعلام ووسائله ومؤسساته تحت سقف واحد يتباحثون ويتناقشون ثم يخرجون بالعديد من النقاط المهمة والتوصيات الفاعلة.
صراعات ديمقراطية
الحياة السياسية في الكويت تتخللها quot;صراعات ديمقراطيةquot; مقلقة للبعض. كيف يقرأ الخميس مستقبل أعرق ديمقراطيات المنطقة في ظل عواصف تغيير مفاجئة تجتاح العالم العربي؟
الديمقراطية في الكويت ليست وليدة الصدفة، ولم تأت الديمقراطية فيها بعد ثورة أو صراع على السلطة مثلا، ولكنها ndash; وهذا ما يميز ديمقراطية الكويت- قامت بناء على شعور عام متوافق عليه بين أطياف المجتمع الكويتي وأنها أمر يحتاجه المجتمع كله من أجل الاستقرار والتنمية. وهذه الميزة تجعل الديمقراطية في الكويت بناء صلبا قويا مبنيا على دعائم شعبية توافقية، ولذلك فأنا ndash; ومثلي الكثيرون- لا أخاف على مستقبل الديمقراطية في الكويت، بل بالعكس أنا أؤمن بأنها هي الطريق الوحيد لتفادي الصراعات السياسية.
ولذلك نؤكد ضرورة استخدام الأدوات الديمقراطية بما يتوافق مع الدستور والقانون بعيدا عن القضايا التي تؤجج الصراع وتشعل الفتن.
المناعة الخليجية
ما تأثير الربيع العربي سياسيا واقتصاديا على دول الخليج؟ وما مدى المناعة الخليجية ضد رياح التغيير؟
كما قلنا فإن الديمقراطية في الكويت ودول الخليج بوجه عام ديمقراطية توافقية، بمعنى أن شعوب الخليج ارتضت بأن يكون الحكم في يد عائلات معينة معروفة ولا تُنازع عليها، ففي الكويت ارتضينا آل صباح بيتا للحكم، نتفق أو نختلف في بعض القضايا فهذا شأن الديمقراطية، أما الحكم فهو في بيت آل صباح ولا منازعة في ذلك. وكذلك الأمر في باقي دول الخليج، وعليه فإن المسألة في دول الخليج تختلف تماما عن باقي الدول العربية.
وذلك لا يعني أن الربيع العربي لم يكن مؤثرا في دول الخليج، وبالتأكيد كان هناك تأثير ولكنه تأثير مختلف، خصوصا على الشباب، فقد فجر الربيع العربي حماستهم رغم اختلاف المطالب في دول الخليج عنها في دول الربيع العربي، وانحصرت المطالبات في ضرورة الاصلاح ووقف هدر المال العام ومحاربة الفساد وغيره.
وهناك أمر آخر وهو متعلق بالكويت، فالكويت في ربيع ديمقراطي دائم كفله لنا الدستور الذي يضمن حق الحرية في التعبير عن الرأي والمواقف، ويشهد الجميع أن الممارسة الديمقراطية في الكويت كانت منذ القدم تشهد حراكا ايجابيا في كافة المجالات وأبرزها الإعلام والصحافة.
الصحافة الورقية في الكويت ما زالت متألقة وصامدة بوجه الغزو الرقمي. هل تتوقع أفولا لها في المستقبل القريب؟ أم أن الكويتيين حريصون على التوازن بين الورق والإلكترون على المدى المنظور؟
المسألة لا تتعلق بالكويتيين وحرصهم، ولكنها مسألة تتعلق بأدوات العصر ومفردات المرحلة، فالإعلام الجديد أصبح حقيقة واقعة ومؤثرة بشكل كبير ولا نستطيع أن نغفل دوره ووجوده القويين على مسرح الأحداث، ولذلك نعتقد أن المستقبل هو لهذا النوع من الإعلام. إلا أن الصحافة الورقية سيبقى لها روادها لأن العلاقة بين الكاتب والورقة علاقة أزلية لن تنتهي أبدا، ولذلك ستبقى الصحافة الورقية ما بقي الكتاب موجودا ولكنها سوف تكون أقل وجودا وعددا في المستقبل.
إيلاف ..بوابة الإعلام العربي الالكتروني
كيف تتابعون إيلاف؟ وما دورها المرصود من قبلكم في إعلام العرب والعالم؟
لا شك أن إيلاف من أوائل المواقع العربية الإخبارية التي استطاعت أن توجد لنفسها مكانا متميزا بين كبريات الوكالات الإخبارية، وأنا أعتبر إيلاف بالتحديد هي بوابة الإعلام العربي الالكتروني الأولى التي كان لها سبق الريادة، إضافة إلى المهنية التي تتمتع بها وتحري الدقة في الأخبار التي تنقلها خصوصا وأن هذا الأمر بالتحديد هو آفة المواقع الإخبارية الالكترونية، إلا أن إيلاف استطاعت أن تثبت بمهنيتها وحرفيتها وعرضها الموضوعي السهل أنها بوابة إخبارية متميزة حقا.
وقد قمنا كهيئة الملتقى الإعلامي العربي بتكريم إيلاف خلال فعاليات الملتقى ثلاث مرات، فقد كرمنا إيلاف كصحيفة الكترونية لتميزها وريادتها، وكرمنا راعي إيلاف وناشرها الزميل عثمان العمير على عموم مسيرته الإعلامية، وكرمنا أيضا الزميل سلطان القحطاني مدير تحرير إيلاف كأحد الشباب البارزين في العمل الإعلامي.
ونحن في هيئة الملتقى الإعلامي العربي نرصد بشكل مستمر أداء الصحافة الالكترونية ونجد أن إيلاف تتقدم بشكل مطرد وفق المعايير المهنية.
عملاء عراقيون
الملتقى الإعلامي الكويتي العراقي الذي انتظم قبل شهر، أثار ضجة داخل العراق حول دوافعه وأسبابه، بل إن نوابا عراقيين اتهموا صحافيين عراقيين شاركوا في الملتقى بأنهم عملاء. من أين تأتي لهؤلاء بهذا التفسير؟
هذا الملتقى أردنا من خلاله أن يلتقي عدد من الإعلاميين والصحافيين والمثقفين في الكويت والعراق وجها لوجه وعلى طاولة حوار واحدة من أجل إحداث نوع من أنواع التقارب تجعلنا نتجاوز آثار الماضي المؤلم. أردنا من خلال هذا الملتقى أن يقوم الإعلام بدوره لتهدئة الأجواء وتلطيفها واستضافة المعتدلين في الجانبين بعيدا عن الذين يتاجرون بالأزمات سياسيا لتحقيق المكاسب. فقط أردنا الحوار الايجابي بين الجانبين، ولذلك فإن من يتهم الذين حضروا إلى ملتقى الكويتي العراقي من الإخوة العراقيين بالعمالة أو الخيانة هم أنفسهم الذين يؤججون الأوضاع باستمرار ويستغلون الإعلام لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المصلحة العامة للشعبين الجارين، وهؤلاء أجدر بنا أن لا نقيم لهم وزنا وألا نعطي كلامهم قيمة.
لقد شارك معنا قرابة الثمانين إعلاميا عراقيا بمختلف الانتماءات والاتجاهات والاختصاصات والاهتمامات، إضافة إلى مسؤولين رسميين يمثلون أجهزة إعلامية رسمية، وكان سعادة سفير العراق لدى الكويت حاضرا في كافة الجلسات الحوارية. وقد تمت الحوارات في أجواء ايجابية من الشفافية والوضوح والصراحة، وعليه فتلك الاتهامات لا يمكن تصديقها أو قبولها.
العلاقات العراقية الكويتية
كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات العراقية الكويتية في ظل تجاذبات سياسية بين البلدين بين الحين والآخر؟ من أسبابها ملف الديون والتعويضات و ترسيم الحدود وغيرها.
أكد الجميع خلال اجتماعات الملتقى الإعلامي الكويتي العراقي على أن السبيل الوحيد والأهم نحو علاقات مستقبلية جيدة بين الكويت والعراق لن يكون إلا عن طريق الحوار الهادئ الموزون الذي يغلّب المصلحة العامة للشعبين ويعلو فوق المصالح الضيقة للأشخاص، سواء كانت مصالح سياسية أو اقتصادية.
أما بالنسبة إلى هذه القضايا العالقة فقد تم اتخاذ خطوات جادة في سبيل التوصل إلى حلها بشكل فعلي، إلا أن أصحاب الصوت العالي والمتاجرات السياسية لا يريدون لهذه الجهود أن تكتمل، ولكننا عازمون ndash; وغيرنا كثر- على مواصلة العمل لايجاد نقطة حوار ايجابي ننطلق منها نحو الأفضل، لأن العلاقة بين الكويت والعراق علاقة أزلية تاريخية جغرافية لا يمكن أبدا أن تستمر في هذا الشقاق.
سلطة الإعلام الرسمي
إلى أي مدى نجح الإعلام العربي في التحرر من سلطة الإعلام الرسمي؟ في الكويت على سبيل المثال لا الحصر، ثم في باقي الدول العربية.
لا يمكننا أبدا أن نغفل هذه الطفرة الكبرى التي شهدها الإعلام ووسائل الاتصال، لأنه وكما هو معروف فإن الإعلام جزء من عملية أوسع وأشمل هي عملية الاتصال، ولذلك فإن تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات الهائلة انعكست على الإعلام التقليدي وأخرجته من القوالب التقليدية النمطية ليصبح إعلاما جديدا ينقل الحدث في وقت وقوعه صوتا وصورة ونصا. إضافة إلى تحول الإعلام إلى صناعة وتجارة كبرى كان له أثر كبير في زيادة عدد الفضائيات والأقمار الصناعية وتنوع المواد الإعلامية المقدمة للمشاهد. فكل تلك العوامل اضافة إلى وجود أجيال جديدة تستعمل الوسائل التكنولوجية الحديثة والمتطورة جعل مسألة الإعلام الجديد مسألة مطلوبة ومنتشرة جدا.
وكعادة الأشياء فيها السلبي والايجابي، إلا أننا نستطيع أن نقول إن الإعلام استطاع بفضل هذا التقدم التكنولوجي الرهيب ومواقع التواصل الاجتماعي أن يخرج من تحت العباءة الرسمية بشكل أو بآخر. وفي الكويت تحديدا، فإن المناخ الديمقراطي الذي تتنفسه الكويت كان سببا رئيسا في تعدد الصحف المطبوعة وكثرتها حتى وصلت إلى ما يقارب الـ15 صحيفة يومية، إضافة إلى أكثر من 20 فضائية كويتية مختلفة التوجهات والبرامج، وفي ذلك دلالة قاطعة على التنوع الإعلامي وعدم السيطرة الرسمية على وسائل الإعلام، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض التدخلات التي تأتي نتيجة لوجود المال السياسي في بعض وسائل الإعلام وهذا أمر لا ننكره وهو أمر طبيعي ايضا موجود في كل بلاد العالم.
ربيع الإعلام العربي
هل نجح الإعلام العربي في مواكبة ثورات الربيع العربي؟ البعض يرى أن هذا الإعلام لم يكن محرضا حقيقيا للشعوب كي تثور بل إنه كان مهادنا للأنظمة في الكثير من المواقف؟
لا يُطلب من الإعلام أن يكون محرضا ولا ينبغي له أن يكون، فكما قلنا فإن الإعلام رسالة، ورسالته تتمحور حول خدمته لقضايا مجتمعه عن طريق العرض الشفاف والموضوعي دون التأثير فيه، فإذا كان الإعلام موجها للرأي العام سواء لليمن أو لليسار فهنا يخرج الإعلام عن مضمون رسالته ويكون قد تجاوز الحدود المهنية.
أما بالنسبة إلى الربيع العربي وما يشهده عدد من دول المنطقة العربية من ثورات فدور الإعلام هنا هو دور توضيح الحقائق ومساندة الحق العام، ولكننا نعرف ndash; والكل يعرف- أن الإعلام في عالمنا العربي ما زال أمامه طريق ليس بالقصير كي يصبح إعلاما مستقلا بنسبة تتيح له أن يعمل بحرية كاملة دون مراجعات أو خطوط حمراء من هنا أو هناك.
وأود في النهاية أن أشكركم متمنيا لكم المزيد من النجاح والتقدم، ونقول: إننا بحاجة إلى ربيع الإعلام العربي.