بدأت الانتخابات التشريعية في إيران وسط أجواء أمنية مشددة، وقد ظهر ومنذ الساعات ان هناك نسبة إقبال ضعيفة جدا على مراکز الاقتراع و عدم إهتمام او إکتراث الاوساط المختلفة للشعب الايراني بالعملية و کأنه شأن لايعنية.
الحشود القليلة التي کانت تتواجد في مراکز الاقتراع، اللافت فيه إفتقادها لشريحة الشباب بشکل ملحوظ وهو أمر بالغ الاهمية ولاسيما فيما لو علمنا ان الشباب يشکلون الشريحة الاکبر و الاوسع بين شرائح الشعب الايراني، مما يبين بوضوح عزوف أهم و أکثر الشرائح الاجتماعية عن مسرحية الانتخابات و إرتفاع درجة وعيها الى الحد الذي باتت تدرك عدم جدوى المشارکة في إنتخابات محسومة نتائجها النهائية سلفا و ليس في مقدورها أن تفعل او تقدم أي شئ أمام الدکتاتورية الصارمة لنظام ولاية الفقيه.
التأکيدات الاخيرة لرموز النظام الايراني بخصوص ان نظام ولاية الفقيه يستمد شرعيته منquot;اللهquot;، و ليس منquot;الشعبquot;، تٶکد من جديد على العقلية القروسطائية الاستبدادية لهذا النظام و تبين بشکل جلي للعالم مضمونه و ماهيته الحقيقية، وان هکذا تصريحات إستفزازية و ذات طابع عدواني، تعني ان النظام قد بات يعلم جيدا بأن اوراقه قد باتت مکشوفة تماما أمام الشعب و ليس أمامه من خيار سوى المضي قدما في نهجه الاستبدادي و عدم الاکتراث بکل العراقيل و المعوقات مهما کانت.
النقطة المثيرة الاخرى في مسرحية الانتخابات لنظام الملالي، هي ان عملية شراء الاصوات في مختلف أرجاء إيران من قبل دلالية المرشحين قد کانت على المکشوف و من دون أية رتوش، وقد أفادت تقارير موثوقة واردة من داخل إيران ان مرشحين من مدينة أردبيلquot;على سبيل المثال لا الحصرquot;، کانوا يمنحون مبلغ ٣٠ ألف تومانquot;العملة الايرانيةquot; لکل فرد يدلي لهم بصوته و کذلك مبلغ٢٠٣ ألف تومان للعائلة، وأکدت التقارير ان عمليات بيع و شراء الاصوات کانت تتم بصورة إعتيادية جدا و من دون مواربة. کما ان السماح بالتصويت من دون إبراز البطاقة الوطنية جاءت هي الاخرى لتوضح سلفا عمليات التلاعب و التزوير الاستثنائية بصناديق الرأي.
ان الذي جرى خلال عملية الادلاء بالاصوات في يوم الجمعة ٢ مارس آذار٢٠١٢، تزيح الغطاء عن واقع الامر في إيران و تکشف بأن الامور قد وصلت الى حد لم تعد تجدى عمليات الخداع و الضحك على الذقون وانه من المٶکد ان کل المٶشرات تدل على أن هذه العملية الانتخابية ستکون آخر عملية إنتخابية في عمر هذا النظام وان الشهور القادمة تحمل في ثناياها أکثر من مفاجأة غير سارة لنظام الملالي.