تتجَّمع دماءْ، انهارٌ من الدماء، انه التطبير حزنا على سيد الشهداء الحبيب الحسين بن علي عليهما السلام، تتجمع على الثياب البيض المسكينة لتنحدر على شكل خطوط حمراء إلى الارض، تتكاثف الدماء على شكل بقع مرعبة، على شكل دوائر مشبوبة بالرعب، خيوط مترنحة بين متسخات الطريق،
تبتلع الارض كمية هائلة من الدم، وهناك يختلط بما نعلم وما لا نعلم من دفائن الارض، طاهرة او غير طاهرة، العلم عند الله جل وعلا، بقية الدم المسفوح المترنح على الارض تنتظر ماسحات البلدية، عمال البلدية يجمعون الدم بماسحاتهم التي سبق ان تلوثت بكل ما يمكن تصوره من قاذورات ومهملات واتساخات،الدم اختلط بحاويات البقايا غير الصالحات، تمتصها لتضيع بين ثنايا المجهول...
ضاع الدم...
قال الله تبارك وتعالى:(ومن احيى نفسا كانما احي الناس جميعا).
لا يوجد على كرة الارض اهم من الدم حاجة وضرورة، منه تتكون الخلايا،ومن الخلايا تتكون الانسجة واللحم والعظام ـ وعذرا من الاطباء فانا هكذا فهمت ــ وعندما يمر المريض بحاجة الى دم، يكون في احرج حالاته فيما إذا لم تتوفر قنينة دم، يموت... يهلك... وكم البشرية اليوم بحاجة الى خزائن من الدم، الدم الاحتياط، الدم عند الحاجة، وكم من محتاج لقنينة دم لانه لا يملك ثمنها!
الدم (العاشوري) مهدور!
الدم (العاشوري) ينتهي بما لا يسر من مصير، لان مصيره الاهمال، مجاري الارض، حاويات الاتساخ، يختلط بما تعافه النفس والشريعة والضمير والذوق السليم!
هل يرتضي الشهيد العظيم بمثل هذا المصير لمادة الحياة،اكسير الحياة؟
أن (بنك الدم الحسيني العالمي) خير حافظ لهذا الاكسير المصيري الحيوي، إنه بنك الحياة المدّخرة، التبرع بالدم باسم الحسين، وبعنوان الحسين، وعلى خطى الحسين، لهو من اعظم المشاريع التي سوف تساهم في انقاذ مئات الالاف من الناس، سيكون الدم (الحسيني) معلما من معالم عولمة (الحسين) بل عولمة الاسلام، خاصة بمدرسته الجعفرية الجميلة، نعم، (بنك الدم الحسيني العالمي) يمكن ان يتحول الى مشروع إنقاذ عالمي،ويمكن ان يسجل في المحافل العالمية بعنوان اكبر بنك للدم الاحتياطي!
أليس ذلك انتصارا لسيد الشهداء؟
أي مصير يليق بالدم (العاشوري)، مجاري الاتساخات وقمامة المهملات ام قارورة الدم الصحية المحفوظة من أجل الحياة، وفيما أُنقذ جسم ببركة هذا الدم،فان ذلك يعني، ان هذا الدم يشتغل في داخل الاجساد، الحسين هناك، في داخل الجسد، الخلايا تتكاثر ببركة هذا الدم، القلب يشتغل ببركة هذا الدم، المخ يشتغل ببركة هذا الدم، فيما وهذا الدم تبتلعه الارض، لا ندري اين سيكون مصيره، رغم ان المصير سيء العاقبة بلا جدال!
مشروع (بنك الدم الحسيني العالمي) تكون له فروع في كل العالم، حسب تخطيط دقيق، يشرف عليه خبراء دم عالميون،من كل العالم، حسب الحاجات، وليس شرطا ان يقتصر على الدم الموسمي (عاشوراء)، بل يتحول الى مشروع بلا اشتراط زمني، بل هو مشروع الزمن، ولكن الدم العاشوري هو المنطلق والممون الرايسي.
وأعود لاسال، اي المصيرين يسرُّ الحسين عليه السلام، المصير الذي يتساوى فيه الدم (العاشوري) مع مرميات الزائد عن الحاجة، بل مع مرميات الحاجة القذرة، شئنا ام ابينا، ام المصير الذي ينتهي بانتصار الحياة ؟
لقد ثار الحسين من اجل الحياة، فلماذا لا يكون الدم العاشوري من اجل الحياة ايضا ؟
نحو مشروع (بنك الدم الحسيني العالمي)...
هل من مرجع ديني شجاع يتبنى ذلك ؟
الحسين ينتظر!
الدم (العاشوري) من الضياع والهدر الى البناء والترميم والانقاذ...
التبرع بالدم عملية حضارية رائعة،انسانية شفافة مخلصة، فكيف إذا كانت تيمنا ببركة السيد بن السيد ابو السادة، الحسين عليه السلام ؟
فكروا يا اولوا الالباب، والضمير من وراء القصد