هذا ليس تغيير في موقفي ورغبتي في اسقاط نظام بشار الأسد.
أتابع عن كثب ما يجري على الساحة العربية والدولية في ضؤ التطورات الأخيرة وأهمها استعمال الغازات القاتلة ضد الشعب السوري من قبل النظام حسب معظم الدلائل المتوفرة والتهديدات الدولية بضربة عسكرية.
أوضح موقفي بصراحة. انا لا أزال مع ازالة النظام القائم وتفكيكه وتحرير الشعب السوري من الطاغية الذي يحكمه بقوة الحديد والنار والذي أباد أكثر من مائة ألف سوري وشرد الملايين. وأؤيد ضربة عسكرية سريعة قاصمة محدودة لأهداف عسكرية واستراتيجية واضعاف قدرات النظام على مواصلة المذابح وليس لتدمير سوريا كما حدث في العراق.
واعتقد أن أي ضربة الآن ضد النظام سوف تفشل في تحقيق اهدافها العسكرية والاستراتيجية والسياسية الا اذا رافقها تسليح الجيش السوري الحر اي الثورة السورية العلمانية الحقيقية وليس المجموعات الاسلامية التي أهدافها لا تخدم مصلحة واستقرار ووحدة سوريا.
لماذ ستفشل الضربة؟:
الفشل المتوقع ليس سببه التهديدات الشفهية من وليد المعلم او بشار الأسد او بشار الجعفري أوتهديدات ايران. هذه التهديدات كما قلت في مقال سابق هي قرقعة اعلامية لا قيمة استراتيجية لها ولا تؤخذ على محمل الجد.
التخبط الدولي والجدل القائم حول وجود أدلة كافية وقاطعة ان النظام هو المسؤول عن استخدام اسلحة كيماوية في منطقة الغوطة سيؤخر أي عمل عسكري محتمل. ثم الجدل حول موافقة او عدم موافقة مجلس الأمن ستعطي المزيد من الوقت للنظام بأن يهيء دفاعاته وينقل مواقعه لأماكن قد لا تتعرض للقصف وعلى سبيل المثال نقل الدبابات الى الشوارع في المناطق السكنية واخفاءها عن الأنظار. وقد يلجأ النظام لتغيير مواقع القيادات العسكرية. فما الفائدة من قصف وتدمير وزارة الدفاع اذا كانت خالية من الأجهزة الاستخبارية والوثائق. وقد لا يتورع النظام عن استعمال المدارس والمستشفيات كمواقع بديلة لأغراض عسكرية وأمنية لأنه يدرك ان الناتو سوف لا يقصف المدارس والمستشفيات ويخسر الحرب الاعلامية والدعائية التي ترافق اي تدخل عسكري من هذا النوع.
وما الفائدة من تدمير قصر جمهوري اذا كان خاليا من المستهدفين. وحتى الطائرات العسكرية يمكن نقلها الى مطارات في لبنان يسيطر عليها حزب الله والعراق المجاور.
لكي تنجح الضربة العسكرية يجب ان تكون سريعة ومفاجئة في وقت لا يتوقعها النظام. فقد أوباما وحلفاءه عنصر المباغتة مما سيقلل تأثير الضربة العسكرية المحتملة.
السبب في هذا التخبط والتباطؤ هو الديمقراطية الغربية والقانون الدولي. لا يستطيع اوباما ان يتحرك دون التشاور مع قادة الكونغرس ولا يستطيع رئيس وزراء بريطانيا ان يتحرك بدون موافقة البرلمان البريطاني والمعارضة العمالية المترددة. لذلك يمكن القول ان الديمقراطية الغربية الكافرة وفرت الحماية لنظام المجازر السوري باعطائه المزيد من الوقت للتخطيط والهرب والاختباء واخفاء الصورايخ ومخزونات السلاح الكيماوي.
واذا اضفنا ان أي عمل عسكري ضد نظام دمشق يجب ان يتم تنفيذه تحت غطاء موافقة الأمم المتحدة وهذا سيخضع لابتزازات روسية وصينية من خلال التلويح باستخدام حق الفيتو وهذا سيؤخر موعد وتوقيت الضربة العسكرية وسيبطل مفعول اي عمل عسكري مدعوم من المجلس الأمن.
فيمكن تلخيص اسباب فشل الضربة ضد بشار الأسد بالديمقراطية الغربية والقانون الدولي وافتقاد عنصر المباغتة وليس الخوف من تهديدات النظام بتحويل سوريا الى مقبرة للغزاة. تحولت سوريا الى مقبرة للشعب الذي يناضل ضد الظلم والاستبداد..
الحل الأفضل والأمثل:
لذا الحل والبديل هو تغيير موازين القوى على الأرض وذلك بتسليح الجيش السوري الحر بمضادات للطائرات والمروحيات واسلحة مضادة للدروع والدبابات. لنترك الشعب السوري ذاته أن يقوم باسقاط النظام وهذا لا يتم الا بتقديم الدعم الكامل للجيش السوري الحر.
لندن