على خطى ثابتة، يتقدم لبنان نحو خوض حرب أهلية جديدة لن تكون أقل ضراوة من سابقاتها إذا ما استمرت هذه المراهقة لدى الطبقة السياسية عند فريقي الثامن والرابع عشر من آذار وعجزهما في حماية هذا البلد من لهيب الحرب السورية التي باتت تطرق الأبواب.

فبعد أيام من اغتيال الوزير السابق محمد شطح وهو مستشار لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري في انفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة بيروت أسفر عن سقوط عدد من القتلى الجرحى، يستقبل اللبنانيون عام 2014 بانفجار سيارة مفخخة أخرى في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت وهي معقل أساسي لحزب الله.

حزب الله المتورط والمنغمس في الحرب السورية كما غيره من الميليشيات الشيعية، التي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بالنظام، يبرر ذهاب مقاتليه لسوريا بالحرب الاستباقية ضد الجماعات الجهادية التي يقول إنها ستستهدفه بلبنان في حال سقط نظام الأسد بدمشق، فإذ به يأتي بهذه الحرب إلى لبنان quot;مكشرة عن أنيابهاquot;.

الحكومة، التي تطالب قوى الرابع عشر من آذار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتشكيلها اليوم قبل الغد سواء كانت محايدة أم إنقاذ أم أمر واقع كما تحذر منها جماعة 8 آذار بحجة أنها تهدف لإبعاد حزب الله عن المشهد السياسي الداخلي، لن تفلح في إبعاد شبح الحرب الأهلية عن لبنان ما لم يضع حزب الله على رأس أولوياته الأمن في لبنان.

الحوار الوطني قبل الحكومة، وحده من ينجي لبنان من هذا الجحيم في هذه المرحلة لكن على قاعدة انسحاب حزب الله من سوريا فهل الحزب مستعد للإقدام على خطوة كهذه أم أن التوكيل الذي ذهب بموجبه إلى سوريا لا يسمح له بذلك لا سيما أنه يعتبر ذراعاَ من أذرع ايران في المنطقة والتي تشير المعطيات إلى أن صمود الرئيس الأسد في وجه الثورة التي اندلعت على حكمه في ألفين وأحد عشر يعود بشكل أساسي إلى الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه طهران له سواء بشكل مباشر عبر خبراء عسكريين ودعم مالي ضخم أو بشكل غير مباشر عبر حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى لا سيما تلك القادمة من العراق.

لكن، وفي نفس الوقت، هل ما زالت الفرصة سانحة أمام حزب الله للانسحاب من سوريا أم أن حجم المخاطر التي باتت تهدد لبنان في هذه المرحلة تفوق ذلك بكثير، وبالتالي فإن حجم المعالجات لإخماد البركان القادم على لبنان غير كافية.

لا يملك اللبنانيون في هذه المرحلة سوى الأمل الغير مضمون!

صحافي لبناني

[email protected]