المكون الرباعي من ايران وسوريا وحزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية كان اهم ما يشغل اسرائيل، واسرائيل كثيرا ما تطرح مخاوفها من هذا التشكيل الرباعي، وقد ملات الدنيا ضجيجا وصراخا وشكوى من خطر هذا المركب او التشكيل على امنها القومي، وسياستها في تعزيز ترسانتها النووية تقوم على ستراتيجية اعلامية محكمة، تعتمد على توكيد هذا الخطر على سلامتها ومصيرها، وهي مخاوف جادة بحق وحقيقة، فحزب الله اللبناني قوة مسلحة وفدائية ومدربة تقع على الحدود، وسوريا تملك ترسانات من السلام الكيماوي، وحماس ثغرة في صميم اسرائيل بشكل وآخر، وايران تسعى ان تكون نووية ولها نفوذها الكبير في العراق وسوريا ولبنان!
محللون عارفون بالشان الاسرائيلي يقولون ان اسرائيل كانت من اكثر المستفيدين من تجريد النظام السوري من سلاحه الكيماوي، بل يرون ان اسرائيل لم تعد تهتم كثيرا لمصير الرئيس السوري بشار الاسد، لان سوريا أُستهلكت، ولم تعد خائفة من ايران بذلك الحجم الذي كان، لان المفاعل النووية صارت تحت السيطرة بحكم عملية التفتيش اليومي الذي سوف تخضع لها هذه المفاعل، والله وحده يعلم هوية هؤلاء المفتشين وعلاقاتهم واتجاهاتهم، وحماس تمر بحالة صعبة وحرجة للغاية، فعلاقاتها مع مصر سيئة، وايران لم تعد تحمل تلك العاطفة الجياشة تجاهها بسبب موقفها من القضية السورية حيث كانت تقريبا الى صف المعارضة الاسلامية ( السنية ) المسلحة، وبقي في الافق موضوع حزب الله اللبناني...
ماذا يقصد هؤلاء المحللون السياسيون بهذا التحليل الذي خرجوا به؟
ان المهمة الاولى لاسرائيل اليوم هي حزب الله اللبناني، وهي تكاد تطير فرحا لما يعانيه الحزب من عزلة سياسية في داخل لبنان بسبب تقاطعه مع الجمهور السني اللبناني بشكل عام، ولاسباب أخرى، وربما هي على رضا من دخول حزب الله مقاتلا في الارض السورية الى جانب الرئيس بشار الاسد، فذلك من شانه مزيدا من عزلته اسلاميا وعربيا ولبنانيا، ويعمل على انهاكه وإنْ بدرجة ما، ويقلل من احتمال تورطه بحرب مع اسرائيل.
إذن لماذا هذا الصراخ الاسرائيلي من التقارب الامريكي الايراني رغم أن العلاقة بين اسرائيل وامريكا تكاد ان تكون عضوية ؟
المراقبون هؤلاء يقولون ان سياسة اسرائيل دائما هي الشكوى،حتى لو ابادت نصف الشعب الفلسطيني، ودخلت الى بيروت، ترفع عقيرتها بالشكوى والخوف والمظلومية، ويضيف هؤلاء بما معناه : أن اسرائيل تريد ربما من وراء كل ذلك ثمنا للسكوت عن هذا التقارب، ولكن ما هو هذا الثمن ؟ يقول المراقبون انفسهم، انه تجريد حزب الله من سلاحه، فهذا السلاح ما زال يشكل لاسرائيل خوفا جديا.
هل هذا الاستنتاج في محله؟
يلفت المحللون انفسهم النظر الى اصرار امريكا الاخير على عدم اشراك ايران في مؤتمر جنيف 2، حيث هناك معلومات مسربة تفيد ان امريكا تشترط على ايران تجريد حزب الله اللبناني من سلاحه مقابل إشراكها في مؤتمر جنيف 2، وهذا يضع ايران في موقف صعب، لان حزب الله الحليف القوي لايران، ثم فيما وافقت ايران على هذا الشرط تكون قد انهت مصداقيتها تجاه الحزب بل وشيعة العالم بشكل عام.
هل جاءت فرصة جني الثمار الاسرائيلية من التقارب الامريكي / الايراني؟
الجواب على هذا السؤال صعب الأن.