ثمة طقوس تافهة من نوع جديد أطلت على العراقيين وهم يعيشون اليوم وضعا خرافيا سورياليا عامرا بالتشابيه و التمثيلات التاريخية وفقا للطريقة الهندية المعروفة!، عبر الإيغال في الإبحار في محيطات الوهم و تزوير التاريخ و قراءته بطريقة معكوسة وبما يعبر عن إفلاس قيمي و حضاري و فراغ ثقافي كبير هو حصيلة حكم الطائفيين الفاشست الذين يوغلون اليوم خرابا و تخريبا بمعاول الوهم و الخرافة في عراق خرج من رماد الحروب العبثية مدمرا مستباحا وهزيلا.

فمع مناسبة وذكرى إسقاط التحالف القومي/ البعثي لحكم و نظام الزعيم عبد الكريم قاسم في 8 شباط/فبراير 1963 و إعدامه ودخول العراق في دورات عنف دموية رهيبة لم تنقطع حتى اليوم، نظمت الدولة العراقية عبر إعلامها في الفضائية الطائفية العراقية أو عبر تشجيع حزب الدعوة الإرهابي لعناصرة إحتفالات و مناسبات بتلكم المناسبة تشيد بمناقب ( الزعيم )!! و تدين قتلته! في إستغلال بشع و تافه للمشاعر الشعبية العراقية البسيطة التي تعتبر عبد الكريم قاسم مناضلا و عظيما بل و مقدسا عند البعض!!، والسلطة العراقية وحزب الدعوة بالذات يمارسون نفاقا ما بعده نفاق لأدبياتهم الحزبية التي كانت تعتبر الزعيم عدوا للإسلام لكونه كان مؤيدا من قبل الشيوعيين!! بل أن فتوى المرجع الشيعي الأعلى وقتذاك محسن الطباطبائي الحكيم و التي تنص على كون ( الشيوعية كفر و إلحاد )! كانت هي المظلة التي إحتمى بها البعثيون وهم يقتلون و يغتصبون و يعدمون الآلاف من المعارضين لهم بتهمة الشيوعية!!، حزب الدعوة يحاول إلهاء العراقيين بطريقة فجة وسمجة بمظاهر التقديس لعبد الكريم قاسم وبطقوس ( التشابيه ) و التمثيل لشخصيته! في إستعارة طائفية واضحة!!,, التاريخ لايمكن أن يغفر لعبد الكريم قاسم ورفاقه مسؤوليته التاريخية و المباشرة عن مصرع و إبادة العائلة الهاشمية الحاكمة في العراق و التمثيل بجثث أفرادها بطريقة بربرية ووحشية لا يمكن أن يقوم بها سوى وحوش متجردة من الدين و الأخلاق و قيم الأرض و السماء!

لقد فتح إنقلاب الزعيم الأسود في 14 تموز 1958 صنابير الدم العراقية على أوسع مصاريعها، و ألغى بالكامل الدولة المدنية و الحضارية، ودمر الإقلاع الحضاري العراقي الذي كان مخططا له وفق برمجة دقيقة، وحفر أخاديد و بحور من الدماء و مشاعر الإنتقام وكان البداية لوضع العراق على سكة الندامة و الخسران و تشييد معاقل الحكم الإستبدادي الدكتاتوري المريض الذي ترسخ مع سطوة العسكر الإنقلابيين على السلطة و التنافس فيما بينهم على السلطة و النساء و المصالح و مساهمتهم في تدبير الإنقلابات وتسليم العراق لعصابات البعث لاحقا لتحيق خرابا في العراق و لتحول العراق لخرابة توارثها أهل المشروع الطائفي الإيراني ضمن تعقيدات و مراحل لعبة الأمم الخبيثة التي فعلت فعلها الأسود في العراق، هيام بعض العراقيين من الجهلاء و البسطاء حبا و تقديسا بالزعيم البائد هو تعبير كما أسلفت عن أقصى درجات الإفلاس الفكري و السلوكي و إغراق في الوهم، فالمنجزات المنسوبة لعبد الكريم قاسم هي في حقيقتها حصيلة إنجازات و مشاريع مجلس التعمير الذي أسسه و رعاه و خطط له النظام الوطني الملكي برجاله و مفكريه و خبرائه وعلى رأسهم شهيد العراق الكبير رئيس الوزراء الراحل نوري ( باشا ) السعيد و الذي هو أبرز رمز وطني عراقي شامخ تم تشويهه بطريقة عبثية من الإعلام الناصري المهزوم و من بعض الشيوعيين المفلسين التافهين و من عناصر أخرى أثبت التاريخ إفلاسها وهوانها و ترديها، تقديس الزعيم عبد الكريم و الذي كان شخصية قلقة و غير متوازنة و مريضة بالمطلق هو رسالة سياسية ملغومة من أهل ألأحزاب الطائفية الذين إستفادوا كثيرا من المتغيرات الديموغرافية التي تسبب بها الزعيم بعد زحف الريف نحو المدينة و التي تريفت و أضحت وكرا لكل الممارسات المتخلفة!

. لن يغفر التاريخ للزعيم عبد الكريم قاسم أبدا جريمته وعصاباته من العسكريين بإبادة العائلة المالكة، كما لن يغفر ولا لرفاقه خيانة قسم الولاء للعرش و الغدر بالشرعية... أما من يحتفل بذكرى أولئك فهم مجرد رذاذ متطاير من الجهل و الطائفية و التخلف... فرحمة الله على أبناء العائلة الهاشمية الذين أستشهدوا في ذلك اليوم الأسود، ولعنة الله على كل غدار مجرم أثيم.. و العاقبة للمتقين.

[email protected]