في تصريح متفائل له حد الثمالة، أكد رئيس الحكومة العراقية المكلف الجديد حيدر العبادي على جملة من الأمور هي أشبه بالتمنيات منها إلى الوقائع كتأكيده على ضرورة بقاء السلاح بيد الدولة وحدها!!، أي أنه يعمل كما قال من أجل سحب أسلحة الميليشيات المختلفة وبعضها تكمن في عمق السلطة العراقية مثل جموع الميليشيات الطائفية المنضوية تحت لواء حملات ( الجهاد الكفائي ) و تقودها عصابات العصائب وصاحبة التاريخ الحافل في قتل أهل السنة وحتى عناصر قوات التحالف من أمريكان و إنجليز وغيرهم بقيادة المعمم المنشق عن جيش المهدي الصدري قيس الخزعلي!!
&
و يبدو أن هيلمان السلطة وترفها و أضوائها و إمتيازاتها قد أنست العبادي نفسه وهو يمني النفس بتمنيات هي أقرب إلى الخيال و الميتافيزيقيا الزاعقة! فعماد و أساس السلطة العراقية الراهنة هو الحشد الطائفي المسلح، وقوة هذه الحكومة و الحكومات التي سبقتها لا تنبع أساسا من جهاز الدولة العراقية المخترق من الأعداء كما يقولون بل من تواجد الميليشيات و من فوضى السلاح و من وجود العناصر و الخلايا السرية المدعومة إيرانيا و التي يعرفها و يلم بنشاطاتها مليا السيد العبادي القادم من الفرع البريطاني لحزب الدعوة!! مع ما يعنيه ذلك من إرتباطات و رؤى و مناهج معينة قد تكون مخالفة للتيار الإيراني في الحزب و الذي يمثله نوري المالكي و القيادي الدعوي الآخر علي الأديب!
&
مسألة سحب سلاح الميليشيات هي أكبر بكثير من إمكانيات و قدرات السيد العبادي الذي لايمتلك بالقطع عصا سحرية لتغيير الواقع العراقي البائس بعد الوضع الكارثي الذي أوصلت قيادة نوري المالكي البلد إليه، فالعراق يعيش فعلا وواقعا حالة الحرب الطائفية المعلنة، وتبادل تفجير المساجد السنية و الحسينيات الشيعية بات من حقائق الموقف الميداني، وقد لعبت ميليشيات الحشد الشعبي للجهاد الكفائي دورها المرعب في هذا المضمار بعد تهاوي الجيش العراقي و تراجع أداء قوات ألأمن العراقية، لا بل أن قيادة المالكي للقوات العراقية المسلحة قد حولتها أيضا لميليشيا طائفية و أزاحت عنها الصبغة الوطنية الجامعة المانعة القافزة و المتسامية على الولاءات و الإنتماءات غير الوطنية المحضة، الوعود الوردية التي تحدث بها حيدر العبادي لايمكن أبدا أن تترجم لفعل ميداني عبر الجهود العراقية الخالصة، فالعملية بحاجة لبعد دولي و لتدخل دولي لم يعد متاحا لعدم رغبة الأطراف الدولية الفاعلة التورط في المستنقع العراقي، فسحب السلاح من الميليشيات العراقية الطائفية هو أمر دونه خرط القتاد؟ فهل يستطيع العبادي سحب سلاح زميله هادي العامري؟ وهل يستطيع سحب سلاح جيش المهدي؟ وهل يتمكن من مناصبة العصائب العداء وسحب سلاحها بعد أن تحولت لميليشيا تخدم تطلعات و رغبات ساسة حزب الدعوة الحاكم؟ وهل من الممكن للعبادي التورط و المواجهة المباشرة مع إيران عبر سحب سلاح عصابة كتائب حزب الله!! ثم ماذا عن أسلحة جماعة الحكيم؟
&
لا نشك لحظة واحدة بأن صاحبنا العبادي يحلم كثيرا وهو يصرح بتصريحات للإستهلاك المحلي فقط ولن تنفع قيد أنملة أو تجد تطبيقاتها الميدانية في الشارع العراقي الملتهب بنيران الحرب الأهلية الطائفية الطاحنة... من حق العبادي أن يحلم و يحلم و لكن ليس من حقه أبدا خداع الجماهير التي باتت جلودها مسلوخة من شدة اللهيب الطائفي العراقي... حزب الدعوة عبر قيادته أو ساسته أو حلوله ليس سوى محطة فشل كبير سيدمر العراق و يطيح بدولته الوطنية، فالفاشلون لايصنعون التاريخ...!. و عصا العبادي السحرية قد تركها في لندن التي سيهرب لها قريبا مبتعدا عن نيران العراق.
&