&
يوم الاثنين 11 من أغسطس 2014 تمت تنحية نوري المالكي رئيس الوزراء المنبوذ في العراق الذي مارس طيلة السنوات الثماني الماضية نيابة عن النظام الايراني اضطهاد أعضاءالمقاومة الايرانية.&
&
وهذه الحكومة كانت تحكم البلد طيلة هذه السنوات على نهج قوة القدس، بممارسة سياسة ممنهجة لاقصاء السنة وكانت تتعامل بالقتل والقصف مع الثورة العارمة للعشائر العراقية والشعب العراقي المطالب بنظام ديمقراطي غير طائفي.. ولهذا نقول ان تنحية المالكي يعتبر هزيمة استراتيجية لا يمكن تفاديها من قبل ملالي ايران وحرقا لمراهنتهم طيلة السنوات الثماني الماضية. ولهذا السبب بدأ النظام الإيراني وفي عملية انتقامية عشوائية مستخدما يد المالكي كعادته وحكومة تصريف اعماله منذ ذلك اليوم بممارسة سلسلة جديدة من الضغوط ضد سكان مخيم «الحرية» العزل اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق.
&
حيث بدأت القوات المؤتمرة بإمرة رئيس الوزراء العراقي المنتهي ولايته بمنع دخول الوقود إلى مخيم ليبرتي، وهذا الامر ما زال مستمرا حتى لحظة كتابة هذا المقال، مما ادى الى حدوث ازمة انسانية خانقة في المخيم، لان من جرب العيش داخل مخيم ليبرتي ولو لفترة قصيرة فانه سرعان ما يعرف أن كافة الشؤون الحياتية والمعيشية اليومية فيه من انارة وطبخ وتبريد وضخ مياه وتفريغ المياه الثقيلة يعتمد بشكل كامل على الكهرباء المولدة من قبل مودلات المخيم بشكل اساسي، وهذه الاشياء كلها الان متوقفة عن العمل جراء منع وصول الوقود الى داخل المخيم.&
&
نعم ان جميع الخدمات الحياتية في ليبرتي قد توقفت جراء قطع الوقود عن المولدات التي هي بمثابة شريان الحياة لسكان المخيم.. السبب الرئيس وراء هذا كله يعود إلى انجاز «رائع» حققه حكم المالكي في العراق والذي منع من توصيل الشبكة الوطنية للكهرباء والمياه الى مخيم ليبرتي.. وبالتالي فان الكهرباء تؤمن فقط بواسطة المولدات المتعبة.&
&
إن اجراءات قوات المالكي اللاإنسانية في منع دخول الوقود لم تهدف إلا لممارسة الضغط على السكان وتعذيبهم لأنه وحسب التقارير والوثائق التي وصلت الى المقاومة الايرانية من داخل البلاد انه عقب زيارة الحرسي علي شمخاني سكرتير مجلس الامن لنظام الملالي والحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية الى بغداد في يوليو الماضي، أمر مستشار الامن الوطني للمالكي القوات العراقية القمعية بتصعيد الضغوط والمضايقات والحصار على السكان ومطالبهم قدر الامكان وتحديد تنقلاتهم من والى خارج المخيم وضمن ترتيبات معينة لاشعار السكان بانهم غير آمنين.&
&
إن ذكر الحالات المتعددة من المنع والحرمان والاذى التي مارستها قوات المالكي على سكان مخيم الحرية خارجة عن نطاق هذا المقال، وأن السكان وممثليهم ومحاميهم كما كثير من المجموعات البرلمانية والمدافعين عن حقوق الانسان احتجوا مرات عدة على هذه الممارسات اللانسانية وطالبوا الامم المتحدة والحكومة الاميركية والاتحاد الاوروبي والهيئات المعنية الاخرى الا انه وللاسف حتى تقارير الامم المتحدة بشان العراق لا تلمح ولو بالحد الادنى الى هذه الممارسات الاجرامية التي تمثل حسب اتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما (محكمة الجنايات الدولية) جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب.&
&
وذهبت هذه الاجراءات إلى حد منع رجال المالكي في عمل غير مسبوق دخول المواد الغذائية والادوية الى المخيم، فيما سجلت حالات لضربات شمس لعدد من سكان المخيم جراء انقطاع الكهرباء الناتج عن منع الوقود وخصوصا ان بين هؤلاء المصابين مجموعة من السيدات اللواتي نقلن الى المستشفيات العراقية في ظروف صحية متدهورة.
&
وفي مثل هذه الظروف التي ترتفع فيها الحرارة في العراق الى درجات عالية جدا، فان الحياة اليومية خاصة في الكرفانات الحديدية التي تعد بيوتا للسكان اصبحت لا تطاق وهذا الامر ادى الى اصابة العديد منهم بضربات شمس وبشكل يومي.
&
ونتذكر هنا انه وفي مثل هذه الايام خلال السنة الماضية كانت تجري اجراءات مماثلة في مخيم أشرف لمجاهدي خلق في محافظة ديالى العراقية. وكانت قوات المالكي قد قطعت الكهرباء والماء عن «أشرف»، وفي النهاية اجرت قوات عراقية عميلة للنظام الإيراني في الأول من سبتمبر 2013 هجوما وحشيا على 100 من سكان المخيم العزل في مخيم أشرف الذين كانوا هناك حسب اتفاق موقع بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والحكومة العراقية للحفاظ عن ممتلكات السكان واموالهم حيث قتلت 52 منهم وتم اخذ 7 اشخاص أخرين كرهائن لا يعرف مصيرهم الى حد الآن.
&
إن هذه التمهيدات تذكرنا بهذا الهجوم الدامي على اللاجئين العزل.. وإن الولايات المتحدة والامم المتحدة لديهما مسؤولية واضحة وغير قابلة للنقاش حيال سلامة وامن السكان، وعليهما ان تتخذا الاجراء العاجل لارغام الحكومة العراقية بوقف هذه الاجراءات غير الانسانية فورا.
&
* خبير ستراتيجي إيراني