&
ما سوف اتوقف عنده &هنا هو البعد الاقتصادي و ظهور معطيات جديدة لم تكن متوفرة في العالم .&
القصة , من وجهة نظري . بدأت بارتفاع مفاجئ لأسعار النفط &فاق 100 دولار للبرميل في يناير 2008&
تراكمت ارقام خيالية من العملة الصعبة
لدي الدول المصدرة للنفط و معظمها عربية مما ازعج الدول العظمي و هذا ما عبر عنه صراحة دون مواربة هنري كسنجر وزير خارجية امريكا الاسبق و الاشهر
حين قال : اننا نمر بأكبر عملية استغلال في العالم لصالح دول صغيرة &و لن نسمح بذلك بل سنقلب المثلث رأسا علي عقب ...&
لم يهتم كثيرون بهذا التصريح و اعتبروه من شخص عجوز هرم لم يعد يفهم ما يجري حوله ... فجأة و بدون سابق انذار يستيقظ العالم علي ازمة مالية عالمية عرفت باسم ازمة الرهن العقاري و بعد تصريح كسنجر باشهر فقط &و في نفس السنة &2008 خسرت فيها &الدول العربية أرقاما فلكية قرابة ست مائة مليار لكل من السعودية و &الكويت و ابوظبي و حتى دبي كل علي حده .&
الجديد اليوم ان العالم امام معطي جديد يجعل المنطقة منافسا لدول الغرب بدلا من أن تكون صديقة و مزودة له بالطاقة و ذلك بعد اكتشاف الغاز الصخرى و النفط الصخري
Shale gas and Shale oil&
و الذي سوف يعتبر ثورة حقيقة في عالم الطاقة خاصة&
و أن الدراسات المبدئية تشير لوجود40 ضعف إنتاج العالم من النفط الآن .
فمثلا منطقة تراكيب بيكن&
Bakken formation
و التي تمتد من البرتا في كندا الي داخل امريكا
و حدها يوجد بها مخزون يزيد عن مخزون السعودية و الامارات و العراق &معا ... &اضافة إلي مناطق تراكيب Eagle ford texas&
سيجعل امريكا المصدر الأول للنفط في العالم...&
في انتظار فقط تعديل الأسعار التي مازلت عالية نسبيا للنفط الكلاسيكي خاصة و أننا نمر بدورة انخفاض أسعار تعرف بالسلوك الفتي السلعي&
Mechanical &comudity &behavior&
هنا ستتغير المعادلة و سوف يصبح صديق الأمس منافس اليوم , لا أريد أن أقول عدو الغد .
المنتج الآخر بعد النفط يأتي اليوم الإرهاب ..
نعم الإرهاب اصبح اليوم &سلعة اقتصادية &
ففي عمليات الارهاب تظهر حاجة الدول الي السلاح و التجهيزات &الوقاية و الحماية الذي يدر مليارات علي الخزينة الامريكية و الغربية المصنعة للتقنية المتقدمة&
كما ان لوردات السلاح تشكل اكبر لوبي ضاغط في السياسة الأمريكية بالإضافة الي النفط &
و السؤال المنطقي &الذي يجب أن يطرحه دافع الضرائب الأمريكي هو كيف يسمح بتكرار الفشل للحكومات المتعاقبة في مكافحة الإرهاب&
فمع دفع كل مليار دولار يزداد العنف و الإرهاب في زيادة ذات متوالية هندسية فمنذ إسقاط صدام حسين&
حتي اليوم وصولا الي وصول داعش الي كوباني &دفعت امريكا أكثر من خمسين مليار دولار مقابل نمو الإرهاب .&
فهل هذه نتيجة منطقية يمكن للحكومة الأمريكية شرعنة و إقناع دافع الضرائب بهذه النتائج الكارثية علي العالم .؟؟؟. و علي الرغم أن هناك من يعتقد أن أمريكا لا تدفع شيئا ذات قيمة لأنها تقوم بطباعة الدولار دون تغطية رصيده بالذهب .&
. &
إيطاليا تخشي علي نفسها من شتاء قارس اذا توقف الغاز القادم &من الغرب الليبي خاصة بعد مشكلة روسيا و اوكرانيا التي يمر بها خط الغاز .
لا ننسي الدب الروسي أيضا يراقب بحذر خاصة أن أي حركة خاطئة له علي رقعة الشطرنج الدولية قد تكلفه معركته الأساسية في اوكرانيا و سوريا التي دخلها عسكريا للوصول للمياه الدافئة في البحر المتوسط&
و الذي يري كثيرون أن اتفاق كيري / لافبروف &سيكون بديلا عن اتفاقية سايكس / بيكو التي أنهت مائة سنة في 2016 .
إقليميا و عربيا انقسم المشهد الي مجموعتين ، &مجموعة تقودها السعودية و مصر و الامارات و &هي ثقل مالي و سياسي و بشري و عسكري &تري في الاسلام السياسي عدوا تقليديا و أخري ممثلة في قطر و تركيا تساند الاسلام السياسي في المنطقة دون مواربة ماليا &و اعلاميا و سياسيا استطاعت ان تقنع الغرب ان المسلم الجيد افضل من المسلم المتطرف مما قد يكون قد اسعد بعض دوائر القرار في الغرب و بالتالي فان كل التقسيمات المعتدلة المدنية و الاسلامية في المنطقة &تصب في سلته &و لسان حاله يقول : &( اينما امطرت &فسيأتيني خراجك )
& مع مراقبة الجزائر للمشهد بحذر ، &الجزائر التي اكتوت &بنار الإرهاب لسنوات عديدة &. &
كما أن الحراك الأمريكي الأخير و جمع التحالف الدولي للحرب علي الارهاب في المنطقة اجمع جاء تحت وطأة&
ذبح الصحفيين الأمريكيين ليظهر مدي شراسة هذه الجماعات التي وصلت الي شمال الشمال &الي كوباني و تحرك الشارع التركي المتمثل في الأكراد المقدر بقرابة 10 ملايين و إذا ما تحرك معهم العرب و الذين يمثلون قرابة 12 مليون تركي من اصل عربي سيكون كارثة علي تركيا الحليفة للغرب &و التي بدأ &الارهاب يضرب بعد حادثة انقرة و قلب اسطنبول بعد عملية شارع الإستقلال في منتصف مارس 2016 . تركيا التي &تقع علي أراضيها قاعدة أمريكية و هي عضوا في حلف الناتو.
الجديد &المهم مؤخرا خاصة اقتصاديا &حراك &في جنوب الجنوب للمنطقة وهو سيطرة الحوثيين الموالين لإيران علي صنعاء. &و هنا يجب ان نتساءل هل &تسمح امريكا لإيران بالسيطرة علي مضيق باب المندب عنق زجاجة&
البحر الأحمر من خلال سيطرة الحوثيين علي صنعاء هل &هو بداية تصدير القلاقل للخليج العربي خاصة السعودية و الامارات بالإضافة إلي السماح للفوضى في ليبيا & له احتمالات ثلاث من وجهة نظري:&
فبالإضافة الي قصة اكتشاف النفط و الغاز الصغرى التي ذكرتها في بداية هذا المقال او ان امريكا لم تعد قادرة علي لعب الدور الإمبراطوري و بداية نهايتها &كقوة عظمى .. السبب الثالث هو انسحاب امريكا من المنطقة و اعتراف امريكا بقوة إيران في الخليج و تركيا في سوريا و ليبيا &و التعامل معها علي أساس اعتراف بالأمر الواقع خاصة و أن الغرب معروف بالبراجماتية و التعايش مع الخصم بدلا من سياسة الانتحار التي يمارسها العرب..
و لو استحضرنا البعد الثالث و هو الجيوبولتيكي و استبعدنا نضريه المؤامرة التي تقول ان امريكا هدفها الرئيس هو القضاء علي الجيش العراقي و السوري و الليبي و كل الجيوش التي تملكها دول الممانعة لصالح تيار الاعتدال .
سنجد من الصعب فهم ما يجري في المنطقة &غربا في العراق و شرقا في ليبيا و تونس &و شمالا في سوريا و جنوبا في اليمن &بدون الإشارة الي الأبعاد الأخرى خاصة البعد &الاقتصادي و التحولات &الدراماتيكية المتسارعة في المنطقة و التي تشير إلي أننا دخلنا مرحلة جديدة هي ما بعد مرحلة سايكس بيكو &لا أحد حتي الآن يعرف ملامحها.
&