التفكير امر لازم مع كل انسان حيث لا يوجد انسان بدون تفكير، فالجميع يسيطر عليه بعض الأمور في حياته مما يتسبب في التفكير فيها كثيرا، إما من اجل وجود حلا لها او من اجل معرفة كيفية التأقلم معها ان كانت امور جديدة على الانسان. ولكن عندما تصل الدرجة بالإنسان الى حد التفكير المستمر وزيادة عليها التفكير السلبي وليس الإيجابي، هنا يحتاج الانسان الى وقفة تحدد كل شيء في دماغ الانسان، لأنه ليس صحيا كثرة التفكير السلبي حيث يعود بالدمار على صحة الانسان.

التفكير الإيجابي هو عبارة عن سلوكيات عقلية يقوم بها على ترجمة الفكر والتكاملات والتصورات العقلية، والتي تكون قابلة للنمو والتحقق والتوسع، أي أنه ناتج من مجهود عقلي قائم على توقع أن النتائج ايجابية أو مرضية للشخص المفكر، ويدفع بالسعادة والفرح والصحة إلى أفضل ما يكون في كل موقف من المواقف الحياتية لهذا الشخص. ويفرز هذا الفكر النظرة التفاؤلية التي تحول الحياة إلى جمال وشعور بالسعادة والنجاح، والسير المتواصل لتحقيق الأهداف والعمل على صقل المهارات، وحب الذات ودعم الثقة بالنفس.

أما التفكير السلبي هو عبارة عن النظرة التشاؤمية في كل شيء، والرؤية المبالغ فيها في تقييم المواقف والأمور المحيطة. والفكر السلبي عادة ما يزيد من قوة الأفكار السلبية ويؤدي على الفور إلى فقدان الفرد للثقة بالنفس، وانعدام قيمة الذات وعدم تقدير الفرد لشخصه، والشعور بالتقلبات المزاجية الحادة والشعور بالكآبة والفشل والإحباط وخيبة الأمل، وعدم الرضا عن الحياة مهما تحقق فيها هذا إن تحقق أي شيء ذو قيمة. وتكون له عدة أسباب منها المؤثرات الخارجية ،والعيشة السابقة للفرد والتركيز السلبي وعدم اتضاح الهدف الذي يسير إليه الانسان والبرمجة السابقة لحياته، والروتين السلبي في الحياة.

التفكير الايجابي هو مصدر قوة ومصدر حرية ايضا، فهو مصدر قوة لأنه يساعد الانسان على التفكير بالحل المنتج والفعال لمشكلاته، وهو مصدر حرية لأنه يعمل على تحرير الانسان من معاناته والآمه، ويخلصه من تبعات التفكير السلبي وآثاره. التفكير الإيجابي يعزز الثقة بالنفس، ويحسن العلاقات الاجتماعية، ويجعل الإنسان مقبلا على الحياة ومبدعا في عمله، وقادرا على التصرف بشكل صحيح في كافة الأمور الحياتية التي تواجهه. كما أثبتت الدراسات قدرة الأفكار الإيجابية على التخلص من التوتر، هذا فضلا عن مساهمتها في الحماية من الإصابة بالعديد من الأمراض. أما التفكير السلبي فهو اخطر مما يتصور الانسان، حيث يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والاحاسيس والسلوكيات السلبية.

يساهم التفكير السلبي في الاستسلام إلى الأفكار السلبية التشاؤمية التي تجعل الشخص ضعيفا مهزوز الشخصية، وغير قادر على اتخاذ القرار الصحيح، هذا بالإضافة إلى شعوره الدائم بالفشل. ويؤكد علماء النفس الارتباط الوثيق بين التفكير السلبي والإصابة بالاكتئاب، والقلق المزمن، وحتى الوسواس القهري. ومن النتائج الوخيمة التي تنتج عنه الامراض النفسية والعضوية الشعور بالضياع والوحدة والاكتئاب والخوف، وقوة التفكير لها تأثير على احاسيس الفرد وسلوكه، وبالتالي لها تأثير على واقع حياته ومستقبله. يمثل التفكير السلبي عقبة كبيرة في طريق النجاح لمن يستسلمون له، فالنظرة السلبية للأمور تضع الشخص في دائرة مفرغة من الإحباط والاكتئاب وضعف العزيمة.

يبدأ التفكير الإيجابي دائما بالحديث مع النفس. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأس الشخص، وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. يكون بعض الحديث مع النفس نتاجا للعقل والمنطق، وقد يظهر حديث آخر مع النفس ناتج عن مفاهيم خاطئة تشكلت لدى الشخص بسبب نقص المعلومات. إن كانت معظم الأفكار التي تجري في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة على الأرجح متشائمة، وإن كانت معظم الأفكار التي تجري في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل.

لا يعني التفكير الإيجابي محاولة تزييف الحقائق وتجاهل مواقف الحياة الأقل متعة، فالمقصود بالتفكير الإيجابي أنك تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، وأنك تعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.