لا لتجريح شعور الفقراء وذوي الحاجات والمساكين:
تباً لفيروسات كورونا التي اطلقت العنان لهذه المخلوقات العجيبة ومرافقيهم من قرقوزات العصر, من المرائين والكذابين وبائعي الضمير وناكثي العهد وسارقي اموال الفقراء, الذين يخدعون أنفسهم و يوزعون (سلة الغذاء ) على الفقراء والمحتاجين في مختلف محافظات إقليم كوردستان بحجة مساعدتهم، ويقومون خلال حملاتهم الدعائية بتصويرالفقراء لتحويل عملهم ( الخيري ) إلى استعراض لإبراز عضلاتهم والتفاخر بها بين أقرانهم إستعدادا للدعاية الحزبية وتغذية الصراعات الهامشية بين الفرقاء الساسيين.
ففي زمن الكورونا لا تكاد تخلو مواقع التواصل الاجتماعي من عشرات الصور التي تشير إلى قيام بعض البرلمانيين بتوزيع (طرود الخيرـ سلة الغذاء ) لاسر ذوي الدخل المحدود والعوائل المتعففة من ( أصحاب الأجر اليومي) في ظل وجود عجز حكومي واضح عن مساعدة هذه العوائل المتضررة جراء حظر التجوال الذي يدخل أسبوعه الثالث على التوالي في إقليم كوردستان لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وتناسوا هؤلاء بان التبرع للأعمال الخيرية و الإنسانية له قواعد و أصول، ومن هذه القواعد على سبيل المثال لا الحصر : يجب ان لايلامس عمل الخير كرامة المحتاج.

والاغرب أنّ بعض من هؤلاء الاشخاص المصابين بعقدة الشعوربالغرورو النقص اشترطوا على الفقراء تصويرهم اثناء قيامهم بتوزيع المساعدات عليهم, متناسين ان عمل الخير لا يتطلب الظهورامام الكاميرات وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد ان انتشرت، خلال الأيام الماضية، صور بعض البرلمانيين الكوردستانيين على مواقع تواصل الاجتماعي وهم يقومون بحملتهم الدعائية بحجة ( مساعدة الفقراء) في زمن الكورونا، تذكرت مجدداً نصيحة جدتي ( مرال الحاج داود الدباغ الاربيللي ) لطالما ذكرتني بها بعد نهاية كل قصة ترويها لي باللغة التركية عن الفقراء وضرورة مساعدتهم : (اوغلم، ساغ ئلدان محتجلره خيرئيله سول ئال بلماسن، اي ساعد الفقراء في السر، حتى لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك ).

اختم مقالتي بمقولة الامام علي بن ابي طالب في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي: (لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق، بل اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق).