استوطنت في قلوبنا قضية فلسطين منذ أن كُنا صغاراً فإسرائيل في مناهجنا التعليمية دولةُ تحتل فلسطين ولا إعتراف بها، كُنا نتسابق على جمع التبرعات لأطفال الحجارة وعلى ايقونة الانتفاضة الشهيد محمد الدرة بكينا دماً فمشهد مقتله لم نحتمله ونحنُ آنذاك صِغاراً.

نعم لم تكن مشاهد تمثيلية لكي يمنعنا أهلنا من مشاهدتها، بل تركونا نشاهد عمليات المقاومة ومناظر القتلى التي يدمى لها القلب.

الأطفال كانوا يتسابقون على تذاكر الألعاب ونحن قلوبنا مع أطفال القدس نتسابق على شراء تذاكر التبرع لهم بالريالات من مصروفنا اليومي ومملكتنا العربية السعودية مملكة عظيمة على مر السنين سجلت جهوداً عظيمة فهيئة الإغاثة العالمية وعلى وقتها كانت تجمع التبرعات وتحث الناس على ذلك، في السابق توفي احد ملوكنا وابن مؤسس هذا الوطن متأثراً بقضية فلسطين الملك خالد بن عبدالعزيز رحمة الله عليه .

وفي الزمن الذي قبله خسرنا علاقات وقطعنا البترول على كامل أوروبا في عهد الملك فيصل لموازرة اشقائنا الفلسطينين ، تبرعات بالملايين ومواقف سياسية رسمية فكُنا ومازلنا الدولة الوحيدة التي ضحت بالكثير من أجل نصرة القدس .

ليس بغريب على السعودية ذلك فالإعانات والمساعدات التي تقدمها لكل الدول العربية التي دكتها الحروب أو تعاني من أزماتِ اقتصادية أو سياسية تخضع لمبدأ الأخوة العربية فقط وهذا ما لايفهمه البعض، لنتوقف عند مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فقد قدم وجبات غذائية وكسوة شتوية للأسر السورية بمخيمات اللاجئين، وبالتزامن مع عاصفة الحزم أنطلقت عاصفة الأمل لدعم الشعب اليمني بما يحتاجه من غذاء وعلاج فعاصفة الحزم من أجل حماية الأراضي اليمنية من الاستعمار الفارسي وتحولها لبؤرة إرهاب تتحكم فيها المليشيات الطائفية، السعودية ضحت بالمال والرجال من أجل عروبة اليمن، وذلك ضمن مسلسلها في دعم العرب وقضاياهم وأمنهم، وقفت ضد محاولات اختطاف الدولة المصرية من قبل جماعة لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ووقفت ضد محاولات تركيا الهادفة إلى تمزيق الوحدة العربية وإعادة بناء الخلافة العثمانية من جديد، ووقفت وبقوة مع العراق وهاهيّ تعمل على استعادته للحضن العربي بعد سنوات من ارتماءه بالحضن الإيراني النتن، ولا ينسى شريف موقف المملكة ومساندتها للبحرين وصد المحاولات الإيرانية في تلك الفترة العصيبة من تاريخ المنطقة العربية ٢٠١١م.

ليست قضية فلسطين وحدها هي ما تشغل السعودية بل جميع الدول العربية قضية السعودية حكومةً وشعباً حتى ولو شتمَنا فلسطيني حاقد أو مرتزق مُجند، تبقى السعودية أصيلة ووفيه فتاريخها ومواقفها تقول ذلك، لا نستغرب بأن يأتي يمني أو سوري أو عراقي أو لبناني و من أي جنسية أخرى حاقد ومجند من أجل شتم السعودية فالحقد بلغ مداه ونعلم من يحرك المرتزقة ويمدهم بالمال.

الأمة العربية الإسلامية تُشيد بجهود المملكة ولسنا بحاجة لشهادةِ من مرتزق عميل، منشآتنا التعليمية والصحية مفتوحة لكل عربي واليوم تُقدم السعودية أجهزة ومعدات طبية لفلسطين واليمن لمكافحة جائحة كرورنا ولم يعلم بها أحد إلا بعدما أعلنت السلطة الفلسطينية عن ذلك فالشهامة والوفاء طبع السعودية وما تقدمه للعرب واجبُ قومي لا منه فيه.