يمثل مجلس الإشراف الذي اسسه الفيسبوك!! نموذجًا جديدًا للإشراف على المحتوى في فيسبوك وInstagram. سيتخذ مجلس الإشراف قرارات نهائية ومُلزِمة حول ما إذا يجب السماح بمحتوى معيّن أو إزالته من فيسبوك وInstagram سيراجع المجلس ما إذا كان المحتوى يتوافق مع معايير وقيم مجتمع فيسبوك وInstagram، هذا بالإضافة إلى تأييد دعم حرية التعبير في إطار المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وسنتخذ قرارات بناءً على هذه المبادئ والأثر على المستخدمين والمجتمع بغض النظر عن المصالح الاقتصادية أو السياسية لشركة فيسبوك أو سُمعتها. وينبغي أن تُنفذ فيسبوك قراراتنا ما لم ينتهك ذلك القانون. يجمع المجلس بين رؤى ووجهات نظر فريدة يمكن أن تساعد في معالجة قرارات المحتوى الأكثر تبعية تم اليوم الإعلان عن أسماء الأربعة رؤساء الذين يتشاركون في رئاسة المجلس بالإضافة إلى 16 عضوًا آخرين ينتمون جميعهم إلى مناطق مختلفة من أنحاء العالم. يتحدثون أكثر من 27 لغة، ويمثلون خلفيات ووجهات نظر مهنية وثقافية وسياسية ودينية متنوعة. وبمرور الوقت، نتوقع أن يصل أعضاء المجلس إلى حوالي 40 عضوًا. ورغم أننا لا نستطيع الادعاء بتمثيل جميع الأطياف، نثق بأن هذه النخبة العالمية المختارة بعناية ستدعم عملية صنع القرار لدينا وتعززها وتوجهها. كما دوّنت كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، على حسابها في موقع تويتر: “يسعدني الانضمام إلى مجلس الرقابة المستقل العالمي الجديد لمحتوى فيسبوك وإنستغرام كعضو مجلس إدارة. لم يعد احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات ممكناً بفضل منصات التواصل الاجتماعي. سوف أساهم بالمساعدة في حماية وتمكين أصوات الناس والدفاع عن حقوق التعبير”.

هذا ما تم الاعلان عنه رسميا. الشخصية الوحيدة التي اثارت الجدل هي الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل. توكل كرمان كانت عضوة بارزة في حزب الاصلاح اليمني المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين. واستقالت من الحزب منذ اعوام.

بعد هذه المقدمة التوضيحية السريعة. وجدت هذه الحملة على توكل كرمان حملة تحكمها مواقف سياسية مسبقة، ومواقف طائفية مسبقة. ومواقف ضد الحجاب مسبقة. اشرت في اول تعليق لي على الخبر، الى انه من حق المعترضين على توكل كرمان ترشيح اسماء بديلة. لان المجلس الرقابي المشكل من قبل الفيسبوك يحتاج لشخصيات" اسلامية".

كما ان الاعتراضات اتت من قبل بعض داعمي السلطات الديكتاتورية، بحجة ان توكل كرمان اخونجية. حتى بعض المعترضات الجندريات، اعتراضهن كان نتيجة حجابها فقط!! دون الافصاح عن ذلك لان الحجاب تكثيف لنضالهن من اجل خلعه نهائيا. وتم فبركة تصريحات لتوكل كرمان تسيئ لها.

اعتقد ان الاعتراض على توكل كرمان ممن يؤيدون تشكيل هذا المجلس نفسه، له الاحقية في الاهتمام. أي انهم يريدون شخصية اخرى غيرها. وهذا حق مبني على تأييد باطل لتشكيل هذا المجلس الرقابي.

على المستوى السوري قسم من هذه الاعتراضات اتى على خلفية تواجدها احيانا في تركيا. انطباعي من المتابعة السريعة لتصريحات كرمان، لن تكون أكثر تشددا من بقية اعضاء المجلس الرقابي هذا.

معظم الاعتراضات التي تابعتها، اكاد اجزم زاعما ان كرمان أكثر ديمقراطية من اصحابها. بالطبع من حق الناس الاعتراض على اية شخصية في الشأن العام.

لكن في النهاية يجب تركيز الجدل حول القضية الاساس وهي انشاء هذا المجلس نفسه. اعتراضي على المجلس وتشكيله، الذي يشبه وزارات الاعلام في الانظمة الديكتاتورية. تحت بند هذا مسموح وهذا ممنوع. هذا يوهن عزيمة الامة وذاك يثير الفتنة. ويقتل بشر وتعتقل عشرات الالوف تحت هذه الرقابات التي تخدم سلطات اصحابها.
توكل كرمان في الحقيقة لا تعنيني، وأيا تكن الشخصية العربية او الاسلامية الموجودة في المجلس او التي يمكن ان تكون بديلا عن كرمان تعنيني. بل ما يعنيني هو رفضي المطلق لوجود مثل هذا المجلس نفسه. هذا الرفض للمجلس هو ما يجب التركيز عليه.

ان وجوده نفسه تعبيرا عن رفض حرية التعبير على الفيسبوك وانستغرام.
مجلس الرقابة هذا سيكون له تبعات سيئة على حرية التعبير، مهما كانت الشخصيات المتواجدة فيه. يحتاج هذا الامر لان نفرد له مادة خاصة.
"تركنا الخ