ماذا لو؟ هذا السؤال الصعب بدأ يتردد في الآونة الأخيرة. فتذكرت آية 22 من سورة النمل عندما جاء الهدهد إلى سليمان الحكيم وقال له" أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ".
ماذا لو تكونت قوة عسكرية استعمارية من بعض الدول العظمى وكونوا حلفا فيما بينهم لإدارة شئون العالم. لقد جلس إلى الطاولة حكماء صهيون ومن معهم من ملوك المال والأعمال والصناعة. لقد أجتمع رجال صناعة الطائرات والسفن العملاقة والشاحنات والقطارات والحافلات والسيارات ومعدات الميكنة الزراعية من جرارات وآلات الحرث ومحركات رفع المياه وطلمبات الرفع العملاقة. جلس معهم أصحاب المعدات الميكانيكية وخطوط إنتاج التصنيع الزراعي وملاك مصانع الأغذية والأدوية العالمية وكان معهم أيضا الممولين والعلماء والباحثين من كل مراكز البحوث الخاصة باللقاحات والمضادات الحيوية. كما دعي إلى الاجتماع السري كل أصحاب مصانع الأدوية والفيتامينات البيطرية اللازمة لتسمين المواشي وإنتاج الدجاج والبيض وخلافه. ومصنعي الحبوب الزراعية بكافة أنواعها.
وعندما لم يكتمل النصاب القانوني لعقد الاجتماع تذكروا أنهم نسوا دعوة أهم عناصر الحملة المزمع إنشائها لتغيير العالم. فانضم إليهم أصحاب برامج التواصل الاجتماعي فيسبوك وفايبر وإنستغرام، وي شات، وواتس آب، ماسينجر، مايكروسوفت، ياهوو وغيرها. انعقد الاجتماع في إحدى الأماكن السرية التي لا يمكن لأحد أن يصل إليها فهم أصحاب تكنولوجيا التشفير، يعرفون كل شيء عن كل شيء ولا يعرف أحدا عنهم شيئا واحدا.
بعد انتهاء الاجتماع والذي استغرق وقتا قصيراً لأن كل شيء كان معدا مسبقا منذ سقوط دولة الاتحاد السوفيتي الشيوعية. أنتهى الاجتماع إلى الى القرارات الآتية:
أولاً: إلغاء العمل بكل الدساتير في كل بلاد العالم واستبدالها بالدستور الموحد الجديد. ومن يرفض تفرض عليه العقوبات فيحرم من كل ما نملك من صناعات وتكنولوجيات وأدوية. ولسنا بحاجة إلى النفط فلدينا ما يكفي وسوف نتركه لهم ليظل قابعا في باطن الأرض. ولدينا أنواع جديدة من الطاقة النظيفة طويلة المدى لن نعلن عنها الآن.
ثانيا: نسخ كل أديان العالم ما يقال عنها سماوية أو ما تسمى أرضية بالدين الجديد. من يقبله أهلا به ومن يرفضه لن نقتله ولن نقتل كل أفراد أسرته أمام عينيه كما فعلت داعش ولن يتم حبسه منفردا بعد ذبح أفراد أسرته أمام عيبنه ليتعذب مدى الحياة كما فعلت الجماعات الجهادية التكفيرية. البلاد التي ترفض سنتركها وحال سبيلها ولن نسمح لها بالتنعم بخيراتنا واختراعاتنا التي دفعنا من أجلها مليارات الدولارات ولسنا بحاجة أن نبيعها لهم فأسواقنا وحلفاءنا من الشعوب الديمقراطية الحرة تكفي وتزيد.
ثالثاً. اعتماد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وكل القوانيين المنبثقة منه المرجعية الأساسية والوحيدة للدستور الكوني الجديد. لكي نبني نظام كوني جديد يتم فيه تقليص عدد سكان الأرض الذي يقترب من ثماني مليارات وخصوصا بعدما تتطور علم الذكاء الاصطناعي ولم تعد الحاجة ملحة الآن للعمالة البشرية. وبذلك تتمكن الصفوة واتباعهم من صناع الحضارة والتكنولوجيا من العيش في صفاء ورخاء.
أهتم أحدهم بموضوع واحد فقط وهو الدين الجديد ونسي كل الموضوعات الأخرى وتسائل وهل هذا الدين الجديد سيبلغه لنا أحد الأنبياء السابقين أم من بالضبط؟ وهل سنتمكن في هذا الدين الجديد من تقديم الطاعات لله من صلاة، وصوم، وغيرها أم ستحظر علينا؟ وهل سيطلب منا الإلحاد أم الاحتفاظ بإيماننا بوحدانية الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد؟ وهل سيتركون لنا دور العبادة حتى نتمكن من تقديم الطاعات؟ فأجاب أحدهم... لن يطلب منك أحدا اعتناق شريعة الإلحاد ولن يمنعك أحدا من ممارسة شعائرك الدينية ولكن بشرط أن تكون غير علانية بمعنى أن لا تبيين للآخرين أنك تصلي أو تصوم ولا ترتدي أي رموز دينية تدلل بها على هويتك الدينية فالأيمان وممارسة الشعائر أمور تعتبر من المقدسات والمحرمات لا يجب أن تكون ظاهرة لأحد غير الإله الذي تعبده فقط.
يظن البعض وهم متشائمون أن علماء الرياضيات ومعهم العلماء في كل التخصصات وخصوصا علم الجينات وعلوم الفيروسات والأوبئة يقومون الآن بصياغة معادلة رياضية عامة لبلورة نظام كوني جديد يتم فيه السيطرة على البشر كل البشر ايدلوجيا، وعسكريا، واقتصاديا، وجينيا، وفيروسيا. وأنه جاري العمل على تخليق فيروسات معملية تكون قادرة على مهاجمة جينات معينة وأحماض نووية خاصة جدا. بيد أن أحد الحكماء قال للجميع ما قاله نبي الله سليمان الحكيم "َسَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ".
[email protected]
التعليقات