عندما تحتل تركيا العضو المدلل في حلف الناتو سريكاني وعفرين الشهيدة وتقطع المياه عن حوالي مليون انسان في الحسكة التي تكاد تموت عطشا وتقصف طائراتها (طائرات حلف الناتو) إقليم كوردستان ـ العراق وتقتل مواطنين أبرياء، ولا يحرك الناتو ساكنا ولا يستنكر ولا يوقف الاعتداءات الاثمة ولا حتى يبدي تعاطفه مع ملايين المواطنين في جنوب كوردستان وغربها، يثير اكثر من تساؤل حول ما اذا كان هذا الحلف الذي يضم دولا ديموقراطية تؤمن بحقوق الانسان وحرياته وكرامته وحماية الامن والسلام والاستقرار، شريكا في هذه الجرائم التي ترقى الى جرائم حرب وابادة جماعية.

اعتداءات النظام التركي المتواصلة مع الصمت المخجل لحلف الناتو يؤكد مرة أخرى وللأسف ان اغلب ان لم يكن كل ادعاءات أعضاء الحلف ليست الا ستارا يخفي وراءه مصالح استعمارية وان كل ما تدعيه عن السلام والامن والتعايش واحترام كرامة الانسان وحقوقه ليست سوى دعاية مبتذلة لم يعد أحد يصدقها.

لقد سبق وان تدخل الحلف في مشكلة البوسنة وأفغانستان والعراق والقرن الافريقي، فما المانع حاليا من وضع حد للاعتداءات والهجوم العسكري التركي الشامل الذي يهدد حياة قرابة المليون انسان كما يهدد السلام والامن في المنطقة ويعرقل كل المساعي المبذولة للوصول الى حلول سلمية للمشاكل التي تعصف بالمنطقة، ام ان مصالح حلف الناتو تتطلب هذه الاعتداءات!!!

الاحتلال التركي لعفرين وسريكاني وقطع المياه عن الحسكة التي تكاد تموت عطشا والقصف المستمر لإقليم كوردستان ، هي جرائم حرب وابادة للجنس بكل المقاييس وتتعارض تماما مع مبادئ الأمم المتحدة ومبادئ كل الدول المشاركة في حلف الناتو.

امام الناتو فرصة لإثبات ما تدعيه من مبادئ ديموقراطية ودفاع عن السلام العالمي بوضع حد للجرائم التي يقترفها النظام التركي في جنوب كوردستان وغربها وضد اليونان وقبرص وليبيا ومحاولات السيطرة على البحر الأبيض المتوسط وربما غدا احتلال النمسا وفيينا تحقيقا للأطماع الإمبراطورية العثمانية.

شريعة الغاب هذه التي تمارسها تركيا عضو حلف الناتو، يجب ان تتوقف قبل ان تتحول الى كارثة تهدد السلام العالمي كما تهدد حاليا حياة أكثر من مليون انسان يعانون من شحة مياه الشرب في مدينة الحسكة وضواحيها.