رغم كل المأسي والمعاناة التي عاشها الشعب الكوردي طيلة قرن من الزمان نتيجة حرمانه من حقه المشروع في الحرية والاستقلال فان الكفاح الوطني الكوردستاني لم يكن في أي وقت ضد الشعب العربي او التركي او الفارسي وانما كان ضد الأنظمة العنصرية المتخلفة المحتلة لكوردستان التي اضطهدت شعوبها أيضا وكانت ولاتزال السبب الرئيس وراء حرمان هذه الشعوب من حقوقها الانسانية وحرياتها الأساسية كما استغلت هذه الأنظمة القضية الكوردستانية باستمرار للتغطية على جرائمها وتنمرها ضد شعوبا ونشوء الأنظمة الدكتاتورية العفنة التي تسببت في عرقلة التطور الطبيعي لمجتمعات الشرق الأوسط وتراجع خطير لحقوق الانسان وفي احترام كرامته.
ان حرمان شعب كوردستان من حقه المشروع في الحرية والاستقلال واستمرار الجريمة التأريخية بحقه في هذا العصر بالذات سيخلق المزيد من المشاكل والأزمات الحقيقية في المنطقة ومن الغباء ان يتصور كائن من كان إمكانية القضاء على كفاح أربعون مليون انسان من اجل الحرية والعدالة فالمسألة الوطنية الكوردستانية لم تعد مجرد حركة ثوار محصورين في الجبال ولا يسمع صوتهم احد ومن الممكن القضاء عليها وهو الامر الذي لم يحدث رغم تعاون البلدان المحتلة لكوردستان فيما بينها لتحقيق ذلك وها هي القضية الكوردستانية تبرز بقوة على مسرح الاحداث وتفرض نفسها على كل منطقة الشرق الأوسط وتتطلب حلا عاجلا وعادلا
الإقرار بالواقع والاعتراف بحق شعب كوردستان في الحرية والاستقلال هو أحد اهم السبل لدفع حركة السلام والاستقرار في المنطقة نحو الامام لما لشعب كوردستان من علاقات إنسانية وطيدة مع شعوب المنطقة نتيجة النهج الذي تبنته حركة التحرر الوطني الكوردستاني ورسخت وجوده في الفكر والممارسة الشعبية، نهج قبول الاخر وتعزيز علاقات الاخوة والصداقة التأريخية بين أبناء المنطقة
ان استمرار النهج العنصري المتخلف في التعامل مع القضية الكوردستانية من قبل الأنظمة المحتلة لكوردستان يلحق اضرارا بالغة بالتطور الطبيعي لشعوب المنطقة وقضايا الديموقراطية وحقوق الانسان ناهيك عن الصراعات العبثية والحروب الدموية مباشرة او بالوكالة التي يدفع ثمنها الجميع دون استثناء.
لقد ان الأوان لشعوب المنطقة والمجتمع الدولي ان يضع حدا نهائيا لجريمة حرمان شعب كوردستان من حقوقه المشروعة اذ لا امن ولا استقرار ولا سلام دائم دون تمتع شعب كوردستان بحريته واستقلال بلاده خاصة والتهديدات الناجمة عن أطماع القوى الإقليمية ومحاولاتها للسيطرة على المنطقة ستكون وبالا على شعوبها مع عدم وجود سد يمنع احتكاكها المستمر.