الموسيقى تحرك كل مشاعرنا الساكنة ، ليست ثقافة فقط بل علاج ، استخدمها العلماء في جلسات العلاجات النفسية والاسترخاء وأصبح اليوم علم الموسيقى مماثل لعلم الآثار تاريخياً فقد تطورت الموسيقى بمعازفها وآلاتها التي تثيرها كل قبيلة في الماضي فهي جزء من حضاراتها التي تفتخر بها فدخلت الموسيقى الأوروبية على الشرقية لتضيف لها حداثة، تؤثر المعازف على الإنسان كما تؤثر الطبيعة والبيئة على البشرية مباشرة، إنها لغة الصامتون المبدعون الذين يمتلكون المواهب الإبداعية التي تحتاج إلى تأمل .
لا وجود لشاعر يكتب لذلك الفنان حتى يتغنى بها ويلحنها حداد الموسيقى فلا وجود لهما إن لم تكون هناك موسيقى تقيس جودة الملحن ثم الشاعر والفنان، ليست تلك المهن التي تحتاج إلى الآلات الموسيقية بل كل من على الأرض بحاجة إلى سماعها لأنها وقود وطاقة تجدد الحياة وتصفي الأذهان ، سيكون كل شيء بسلام إن أشعلنا الموسيقى أمام النفوس المقرونة بالشر ، فلو كانت تغذية الموسيقى لمن يرفع رائية الإرهاب وينادي بفساد لما أصبح إرهابي، فتجريم سماعها وتحريمها تعني جفاف الروح وغذاؤها هي أن نبطل تلك الخزعبلات التي حرمت محبينها من سماعها وهاوينها من دراستها .
فبعد ستون عاماً من الحرمان وتحريمها تعود اليوم إلى مدارس السعودية إنها انتصار على الصحوة في محاولة عودة الحياة والدين المعتدل الذي أبطل الفتاوى التي ليس لها صحة من الأساس .
وزير الثقافة بقياة رؤية سيدي محمد بن سلمان الذي عاد بنا إلى الأيام الجميلة حينما كانت الموسيقى تدرس في الفصول والمسارح تصقل أمهر العازفين، لم تتعطل الحياة بل عادت الحياة وسندهر التطرف بها .
أحياناً الكلمات تقتل جمالية الموسيقى يفضل متذوقينها الاستماع لها على حده، وإن اجتمعت جمالية الكلام مع أعذوبة الموسيقى أصبح الجمال طاغٍ ، وأن أشعل الرسام مرسمة بالموسيقى وهو ينحت ستثيره ليصبح الفن فنان .! موسيقار ورسام وشاعر وفنان ،فهناك طقوس لمفكرين وعلماء في إثراء تأملهم لعلمهم فالموسيقى لها تأثير فذ فهم يعظمون مهنة الموسيقار ألبرت أينشتاين عالم فيزيائيٌّ عظم مهنة الموسيقى وتعلق في عزف الكمان فتمنى قائلاً : " لو لم أكن فيزيائيا من المحتمل أن أصبح موسيقياً .
فالموسيقى على المراحل والعصور وعبر التاريخ آثار وعلينا أن ننهض بتلك الآثار ولكي ننهض بالموسيقى علينا أن نواكب الشعوب ونشرح المعاهد التي تتبنى العازفين، ستون عاماً من المناعة والتحريم الباطل كنا نعتقد أنها ذنب نعاقب عليه وعندما شعرنا بها لامست قلوبنا وعلمنا أننا كنا في ظلال، فلا ننسى مقولة الرجل الشرقي المختلف العمير عثمان عراب الرقمنة للصحافة الإلكترونية في تفسير أسباب تأخرنا وتخلفنا هو عدم إهتمامنا بالموسيقى والأمة التي تهتم بها هي الشعوب الناهضة"،
دعونا ننفض كل شيء ونعيد الترفية والحياة إلى حياتنا، فنحن بحاجة إلى لغة الموسيقى في نشيدنا الوطني وفي تجيش الفرق الحربية ، وبعيدُا عن الدين فلا حاجة لي معكم في الجدال مع التحريم أو التحليل فالأرواح تتنفس حين تعزف الآلات فهل التنفس أيضًا حرام .! رفعت الأقلام .