ان المعادلة الازلية في مسيرة الشعوب الحية تتمحور في يقظتها واصرارها على المواصلة صوب أهدافها الكبرى، مهما كانت العاتيات والتضحيات والارهاصات التي تواجهها، فالشعوب صاحبة العراقة والإرث التاريخي والحضاري تتجاوز المحن بحكمة قادتها ومناضليها وصلابة جبهتها الداخلية، خصوصا منها تلك التي تتبنى حركة التحرر الوطني من اجل تحقيق طموحاتها في التحرر من الظلم والعبودية والاضطهاد والحرمان من حقوقها القومية والدولية، ولعل شعب إقليم كوردستان انموذجا من بين هذه الشعوب المظلومة في التاريخ المعاصر، مثل هكذا أمم مقهورة تزداد قوة واصرارا في اية معضلة حادثة أو إشكالية معرقلة لمسيرتها، شعب كوردستان عبر مائة عاما خلت واجه اعتى المظالم من قتل واضطهاد وتهجير قسري وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وضد الإنسانية وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والاعدامات بمحاكمات صورية ومقابر جماعية دون محاكمات دفنوا الكثير منهم احياءً، ان الجبهة الداخلية لشعب كوردستان قوية وصلبة وايمانها بعقيدتها الدينية عميقة ومتماسكة بكل دياناتها ومذاهبها، لن تثنيها هرطقة بالية من اية جهة في الجبهة الداخلية ولن تؤثر على بنيانها المجتمعي المرصوص، لقد تعالت في الآونة الأخيرة بعد المتغيرات المستجدة على الساحة الأفغانية صيحات بائسة من بعضهم فيما يتعلق بمجريات الاحداث، في هذا البلد الذين ابتلي بالفكر الغوغائي المتطرف البعيد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمرتبطة بالحقوق والحريات الأساسية للشعب بكل اطيافه ذكورا واناثا، هذه الصيحات جاءت من داخل البيت الكوردستاني وليست من خارجه، يعني من جهات محسوبة على الوحدة الكلية للأمة الكوردستانية ، وهنا السؤال يطرح نفسه عنوة على وحدة الموضوع ...؟ هل هذه الجهات تدين الولاء والانتماء الى هذا الشعب العريق حقيقة وحكما ...؟ . كيف لها ان تتنكر لتضحيات مئات الآلاف من الشهداء والايتام والثكلى الذين ضحوا من اجل رفعة هذه الامة المقهورة ...؟ وهل تناسوا شهداء الحركة التحررية منذ انبثاقها في مطلع القرن العشرين الى يومنا هذا، مرورا بشهداء حلبجة والبرزانيين والانفال والفيليين والازيديين. شعب كوردستان غالبيته من المسلمين الصحيح اسلامهم بعيدا عن الخرافات والبدع التي الصقت بالتعاليم الإسلامية من بعض المتطرفين المشعوذين الذين اساءوا كثيرا للدين الإسلامي. وكذلك شعب كوردستان الأكثر تحضرا من بين شعوب المنطقة يرفض رفضا قاطعا كل اشكال الإرهاب والتطرف والعنف. ويؤمن ايمانا مطلقا بالتعايش السلمي وقبول الاخر واحترام كل الأديان ومذاهبها. ويرفض تسيس الدين لأغراض دنيوية مشبوهة لا تخدم مسيرة الإسلام بل تسيء لعقيدته السمحاء، والتي تعطي صورة مشوهة لهذا الدين امام الرأي العام العالمي، إقليم كوردستان بات روضة متحضرة للأطهار من كل الديانات والاجناس والقوميات والاثنيات جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات وسيادة القانون.