منذ عقود عصفت بنا جوائح ومتغيرات تقلب موازين حياتنا ، لها أسبابها وأعراضها وعلاجها ، وآخر جائحة بعد وباء كورونا جائحة الطلاق والخلع المنتشر بكثرة في أوساط النساء فاختلطت من تستحق بالحصول عليه بمن استغلت قدرتها للحصول عليه.

أسباب تتأرجح بين عدم الإنفاق والتغيب بلا سبب من المنزل إلى التحريض من صديقاتها وقريباتها "ولماذا تتحملين؟"

وكأن على الرجل أن يلبس رداء "سوبر مان" يكون لها ما تشاء وتحت أي ظرف ومكان!

نرجع إلى نقطة بداية الزواج وهو مفهومه وبخاصة لدى النساء وطريقته ، لا يهم إن كان عن طريق التعارف أو التقليدي وإن كان الأخير هو السبب الأكبر في هذه المعضلة.

فكيف لخمسة دقائق من النظرة الشرعية ستحدد نجاح أو فشل الزيجة ؟ وكيف لشاب يتفاجأ أنه في مجلس أعلن فيه خطبته لفتاة دون حتى علمه واستشارتها ! ولا يحرك ساكنًا لهيبة والده!

تخرج الفتاة من جناح أهلها وهي محملة بالأحلام والأفكار التي لن تتنازل عنها وستحاول جاهدة لإجبار هذا الزوج لتحقيقها ، فالزواج لديها تعويض ما فاتها وما حرمت منه.

حديثي لا يشمل جميع الفتيات وإنما من سلكت طريق الزواج إما للهروب أو لإثبات ذاتها ، وإن لم تحصل على ما تريده تطلب الخلع بمساندة بعض من يهمهما جني المال على حساب هدم أسرة ملقبة نفسها بمستشارة أسرية!

تلقنها المستشارة وأكرر (البعض منهن ) ما تردده أمام القاضي فيكون إما بسبب متطلبات الدوام التي تلزمه التغيب والسفر الدائم وهو ليس بجديد فقد تزوجته بوضعه هذا ! أو لأنها تريد أن تسكن في حي أرقى وتبحث عن الاستقلالية والحرية متناسية أنها بحاجة لرجل كما هو بحاجة لها وأنها علاقة تفاهم ومشاركة وليست علاقة عداوة والند بالند!

وما يصدم أن الجائحة عصفت بنساء مر على زواجهن 30 عاما وأكثر سيكون لها أسبابها تحملت الكثير وصبرت وتبحث عن قسطٍ من الراحة ، وإن بحثنا عن أسبابها سنجد أن حلها بعيد كليا عن الطلاق!

حديثي عن الطلاق بحجج واهية كزوج محاولا توفير حياة تليق بها وببيتها ولكن لتوفيره يحتاج الانشغال بعدد أكثر من الساعات بعيدا عنها أو زوج لم يقدم لها المستوى العاطفي الذي تحتاجه ، أو مقارنة حياتها بحياة الأخريات!

المعضلة الكبرى أننا ألبسنا هذا الرجل زي الشيطان والمرأة المظلومة!

بركان الطلاق والخلع لن يهدأ أو ينطفئ إلا بعد أن تعي وتجد نفسها حبيسة أوهامها التي صورتها لها امرأة ناقمة تؤمن أن الزواج ليس من أساسيات الحياة وأنها علاقة عبودية وذل لها ، قد يكون ذلك إن كان عقل الزوج محملًا بأفكار العصر المنتهي.

هي نفسها الناقمة من تنصح بفتح باب التجارب العاطفية والتعارف مع الجنس الآخر لحاجتها لهذا الرجل ليغذي مشاعرها!

ستفيق من خسرت زوجها لترى أن الحياة ليست فقط عملية إثبات ذات ومكانة وسفر وحرية وإنما هي عملية متكاملة .. حياة تشمل الجوانب المادية والمعنوية ، والذكية من تجيد كسب جميع الجوانب …

سابقا كنا ومازلنا نحصي أعداد المطلقات هل سنسمع بأعداد المخلوعين ؟ والمحرومين من رؤية أبنائهم في أي وقت يشاؤوا!