رجعت لمملكة البحرين الجميلة، لكي استقر فيها، بعد ان قضيت حوالي عقد ونصف كأول سفير لمملكة البحرين في اليابان، بل ولأضيف لهذه الخبرة، خبرة التعلم بجامعة اوكسفورد. ففي سلسلة جديدة من المقالات بعد: من مفكرة سفير عربي في اليابان، واليابان من وجهة نظر عربية، أحببت أن أدخل عقل القارئ العزيز، من خلال سلسلة مختصرة من المقالات، وبعنوان، اوكسفورد واليابان دروس جميلة.

سأحاول أن اناقش القارئ العزيز، وبصراحة دبلوماسية جميلة، عدة مقالات مع الاستفادة من خبرتي الدبلوماسية، ودراستي لتجارة العولمة بجامعة اوكسفورد، ودراسة الذكاء الصناعي بجامعة ام أي تي (+هارفرد). بالإضافة لتجربتي في مجال الطب والرعاية الصحية، ولخبرتي التعليمية بكلية الطب بجامعة الخليج العربي، وانتخابي مرتين رئيس بجمعية الأطباء البحرينية، وحتى وصولي لقمة العمل الإداري كوزير للصحة.

وهنا اريد ان أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، على منحي وسام الدرجة الأولى لمملكة البحرين. كما أتقدم بجزيل الامتنان والتقدير الى امبراطور اليابان، جلالة الامبراطور اكيهيتو، على منحي وسام الاستحقاق الامبراطوري لبلاد الشمس المشرقة.

وليسمح لي القارئ العزيز أن أعتذر مسبقا عن أي هفوة غير مقصودة، او اية فكرة قد تبدو غريبة على مجتمعات الشرق الأوسط الحضارية، وبمختلف الوانها الجميلة. كما أحب ان اوكد بان هذه المقالات لم تكتب فقط للمواطن العربي، بل أيضا لجميع قاطني دول الشرق الأوسط، بعد ان صغر العالم بتكنولوجياته المختلفة. بل بداء البعض التحدث عن ترتيب رحلات سياحية للفضاء الخارجي، ويخطط الحالمون لاكتشاف الماء على سطح كوكب المريخ، وخلق جاذبية مصنعة، لترتيب حياة بشرية مستقبلية جديدة.

ومن حسن حظي بأن يصادف كتابة مقالي الأول ذكرى العيد الوطني المجيد لوطني الحبيب، مملكة البحرين الجميلة، وبقيادة سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة، حفظه الله ورعاه. لا بل ليترافق بذكرى عطرة جديدة، وهي تولية سيدي صاحب السمو الملكي الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة، قيادة الحكومة الموقرة، وبباقة من خيرة كفاءات مملكتنا الحبيبة. كما يشرفني أن استعيد إنجازات الديوان الملكي، بقيادة معالي الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة، حفظه الله ورعاه، بما تم تحقيقه، وخاصة تدوين إنجازات مملكتنا الجميلة. ويذكرني ذلك بالسيد "اونو ياسو مارو"، صقر تدوين الديوان الامبراطوري الياباني، لكتاب "كوجيكي"، الذي يعتبر سببا مهما لديمومة النظام الامبراطوري الياباني لأكثر من الفين وخمسمائة عام.

وقد لفت نظري بعد ان استقريت بمملكة البحرين في عام 2021، مدى التطورات البشرية والقانونية والعمرانية والمرورية، والتجارية فيها. كما اعجبت بمدى التطورات القيادية التي حققتها المرأة، في جميع المجالات بقيادة سيدتي الفاضلة، صاحبة السمو الاميرة سبيكة آل خليفة حفظها الله ورعاها. فاليوم، المرأة البحرينية قائدة متميزة في جميع المجالات، من رئيسة كفؤة لمجلس النواب الى وزيرة مبدعة، بل والى التاجرة والموظفة الحكومية، بل القيادية المتمكنة في القطاع الخاص. طبعا بالإضافة لدورها كأم ومربية لأجيالنا المستقبلية.

كما تطور القطاع الصحي والطبي الخاص تطورا رائعا، خلال العقد الماضي، بل ازاح كثير من الضغوط على مؤسسات الدولة الصحية والطبية. كما برزت كفاءة الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية، بفلسفة: “أوقية وقاية خير من قنطار علاج"، بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة، ولي العهد الأمين، ورئيس مجلس الوزراء الموقر، مع خيرة من الكفاءات القيادية في الحكومة والقطاع الخاص، بالإضافة لجميع مواطني مملكة البحرين وقاطنيها، وذلك بالتعامل مع جائحة الكوفد 19 بتناغم جميل، للوقاية البلاد من انتشارها. الجائحة المرعبة التي كلفت العالم ملايين الانفس وتريليونات من الدولارات.

ولأنهي المقالة بتصريح لمعالي رئيس مجلس الشورى الأستاذ الفاضل علي صالح الصالح، عن التعامل مع هذه الجائحة: "اننا يجب أن نفخر بملحمة وطنية، كان قائدها صاحب الجلالة، ومنفذها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكان فريق البحرين الوطني في القلب منها، وعندما دعي شعب البحرين اظهر معدنه الأصيل، وهذا هو معدن شعب البحرين الوفي."

عيد وطني مجيد، وكل عام وأنتم بخير، ولنا لقاء.