تجدد الدولة المصرية التأكيد على الوفاء بوعودها في الإعمار داخل قطاع غزة، من خلال الشروع في المرحلة الأولى من بناء مدينة العاشر من رمضان التي بدأت فيها الأشغال على قدم وساق من أجل منح حياة كريمة للعديد من الأسر التي تضررت من عدوان القصف في الحرب الأخيرة .
إعلان الشروع في الخطوات الأولى من بناء المدينة كان بمثابة الرد على الأبواق المشككة في نية مصر بمساعدة القطاع واخراجه من حالة الدمار، لقد سبق وإن اتهمت مصادر من حماس مصر "بالضحك على سكان غزة واتهمتها بعدم الوفاء بوعودها" ونشرت هجوما اعلاميا على مساعي مصر ووعود السيسي عبر جريدة الأخبار اللبنانية يوم 7 كانون الأول الماضي .
وذهب المكتب السياسي للحركة بعيدا، حينما اتهم مصر بتأخير إعادة إعمار غزة، وبأن وساطته تخدم الاحتلال فقط؛ ولكنه تناسى أن حماس انساقت الى فتح جبهة عسكرية مع الاحتلال غير محسوبة العواقب والتي تسببت في المزيد من التدمير للبنية التحتية لغزة.
لقد اختارت مصر أن تطلق على المدينة إسم العاشر من رمضان، لكي تذكر المتناسين و المتهمين لها بخدمة إسرائيل، أنها في مقدمة الدول المقاومة و المضحية من أجل استرجاع الأرض، وبأنها تعرف قيمة السلم والحرب، معا لانها خاضت حربا من أجل استرجاع سيناء كما خاضت مفاوضات في ظل السلام من اجل استرجاع طابا.
لقد استطاع السيسي في وقت قصير أن يفعل ما لم تفتعله حماس طيلة حكمها لغزة، والذي أذى الى المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد من دون تقديم أي شيئ ملموس على أرض الواقع. لقد أثبتت الرؤية المصرية في أن إعادة الروح لغزة، أهم بكثير من الشعارات الرنانة التي تزيد من تعقيد الوضع وتهدم أكثر مما تبني.
مصر اليوم تريد أن تجعل حماس اكثر وعيا بمسؤولياتها اتجاه شعبها وأن تكف عن الدخول في حسابات خاطئة يدفع ثمنها الأبرياء وتزيد من معاناتهم لا أن تجبرها على تقديم تنازلات للإحتلال، ولكن هذا المنطق لا يستساغ من حماس ويزيد من غيضها عندما ترى أن شعبية السيسي تزداد في غزة على حساب شعبيتها خاصة وأنها فشلت أن تسويق صورة سيئة له، فالمنطق البناء والإعمار الذي أتى به السيسي غلب منطق الحديث عن الصمود والمقاومة من دون تقديم بديل للشعب المحاصر.
لقد أصبحت حماس في حرج الآن مما يقدمه السيسي لغزة، بعد أن بدأت المرحلة الكبرى للبناء والتشييد، في حين غرقت شوارع غزة في الماء بعد الموجة الأخيرة من الأمطار، وأكدت أن حكومتها عاجزة حتى في تصريف المياه فما بالك بالتصرف في شؤون الناس.
التعليقات