بمناسبة يوم العمال العالمي، انشر صورة لعامل يعمل في (علوة السليمانية)* في إقليم كوردستان، نجح خصمه الطبقي الجشع في حصره في زاوية الموت وزج به في زنزانة انفرادية مساحتها شبرين بالتمام والكمال.


عندما يتحول العامل إلى سلعة أرخص من السلعة التي ينتجها !

زنزانة هذا العامل كما ترونها في الصورة المرفقة، انها مصنوعة من صناديق مليئة بالطماطم المحلي محملة على ظهرسيارة لوري، قبل توزيعها على المحلات والمطاعم مقابل أجرمادي زهيد وتحت يافطة ( ديمقراطية ليبرالية وخصخصة مؤسسات القطاع العام وتبني سياسات الليبرالية الجديدة وشروط صندوق النقد الدولي وفرض هيمنة السوق الحرة المتوحشة).

اين تكمن المشكلة ؟ :

ان المشكلة الاساسية تكمن في عدم فهم هذا العامل ورفاقه ورفيقاته الذين يعملون بأجور زهيدة وفي بيئة غير آمنة وصحية اطلاقاً ،عدم فهمهم وجهلهم باساليب التنظيم الاجتماعي لفهم طبيعة الصراع وأساليبه وأدواته ، بمعنى اخر انهم ليسوا مستعدين لخوض الصراع الطبقي والاجتماعي ( لاوعياً ولا تنظيماً ) ، الصراع الطبقي الذي ينقذهم من سلاسل الإستبداد والظلم الذي يهدد وجودهم الانساني في ظل الأوليغارشية المستبدة والجشعة من جهة ،وغياب القيادات السياسية اليسارية الثورية للطبقات الاجتماعية صاحبة المصلحة في المساواة والعدالة الاجتماعية ، وخاصة بعد ان اختارت هذه القيادات الخندق الاخر طوعاً وانخرطوا في العملية السياسية واصبحوا ناطقين رسميين للاحزاب الاوليغارشية المستبدة بدل ان يختاروا المقاومة السياسية والمعارضة الحقيقية الثورية المدافعة عن حقوق العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر .

ان الخصم الاوليغارشي في العراق وإقليم كوردستان حول ( العامل ) إلى سلعة أرخص من السلعة التي يتنجها كما قال كارل ماركس في كتابه ( رأس المال )، والذي اشار ايضاً إلى أن : الانخفاض في قيمة عالم الإنسان يتناسب مباشرة مع الارتفاع في قيمة عالم الاشياء ) بالضبط كما يحدث اليوم في العراق وإقليم كوردستان .

ما العمل؟ :

قال الزعيم السياسي والمفكر الشيوعي الروسي فلاديمير لينين في كتابه المشهور ما العمل ؟ : (لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية) . أن هذه المقولة ليست مجرد شعاروأنما هي بمثابة (روشِتّة ) ،يُذكر لينين الاحزاب اليسارية بأهمية التسلح بالنظرية الماركسية الثورية والطليعية ، فبدونها لا يستطيع اليسار أن يترأس ويقود طبقة العمال، ويصبح قائد هذه الطبقة الكادحة لأخذ السلطة والسير نحو الاشتراكية.

على الرغم من حقيقة أن العديد من قادة اليسار في العراق و إقليم كوردستان يكررون هذه الكلمات (لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية) مثل الببغاوات الأليفة ، إلا أن القليل منهم فقط (حاول ولكن لم ينجح ) بصدق فهم ما يعنيه لينين .

في يوم نضال العمال العالمي ،تحية لعمال العراق وإقليم كوردستان الذين يرزخون تحت أثقال العوز والبؤس حد النخاع و اصبحوا ضحية سياسات الاحزاب الدينية والاوليغارشية الجشعة في ظل غياب دور حزبهم الطليعي والثوري .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*(ملاحظة): وعدني الاستاذ كاسترومعروف ،وهو عضو في مجلس محافظة السليمانية ان يتابع اأمرهذا العامل ورفاقه الذين يتعرّضون لمخاطرحقيقة تهدد حياتهم في مكان عملهم .