الكاميرات بكافة أنواعها كَـتِلك الخاصة للمراقبة أو التصوير الفوتوغرافي، جميعها اختراعات مفيدة وغيرت نمط الحياة وساهمت في حفظ الحقوق وتحقيق العدالة، ولا يخلوا جيب أي أنسان معاصر من هاتف ذكي مزود بكاميرا عالية الدقة، وتتعدد استخدامات تلك الكاميرا فهناك من يوثق بها أسعد اللحظات وهناك من يستخدمها للدفاع عن نفسه كما تفعل بعض النساء عند تعرضهن للتحرش، فالمتحرش لديه فوبيا من الكاميرا، فبمجرد أن يرى المتحرش ضَحيته تقوم بالتصوير يَلوذ بالفِرار وتغطية وجهه، خوفًا من التشهير والعقوبة، لأنه يعلم أن مقطعه سوف ينتشر ويصبح حديث الرأي العام، وهل هناك ما هو أسوء من أن يكون مصيرك حديثًا للرأي العام وأراءه المتقلبة وأحكامه الغير عقلانية.

وعند النظر في الأسلحة التي تستخدمها المرأة للدفاع عن نفسها عالميًا، يأتي في المقدمة رذاذ الفلفل والصاعق الكهربائي وهناك أشكالاً مختلفة منه، فهناك الصاعق الذى يشبه كشاف النور العريض أو الرفيع، وصاعق آخر يشبه قلم الحبر، وثالث على شكل الهاتف الذكي ويصدر عنه تيار كهربائي تتراوح قوته بين 250 و10000 فولت، لذلك يتراوح تأثيره بين إحداث صدمة كهربائية للشخص المعتدي تصيبه بآلام مبرحة تجعله يبتعد فوراً وقد تشل حركته تماماً وتصل إصابته إلى الإغماء المؤقت بسبب توقف عضلات القلب لفترة بسيطة.

ورذاذ الفلفل يعد الوسيلة الأكثر انتشاراً بعد الصاعق الكهربائي بين البنات لمواجهة التحرش، وهو عبارة عن خليط من مواد التوابل الحارة، يتكون من الفلفل الأسود أو الشطة الحمراء تضاف إليهما كحول إثيلية، وزيت الأطفال، ويتم وضع هذه المكونات في زجاجة بها «بخاخ» لاستخدامها بالرش تجاه العين والأنف وقد تصيب الشخص بأضرار بليغة في العين والوجه.

ولكنها أسلحة خطيرة وقد تُوقِع الضحية في مسؤولية جنائية، ويبدو أن كاميرا الجوال سلاح فعال جدًا يجعل المتحرش يرتعد خوفًا ويقرر التراجع عن ما سيرتكبه من جرم، ولكنها في بعض الأحيان توقع الضحية في مسؤولية أيضًا، وذلك يكون عند نشر الضحية للفيديو في منصات التواصل الاجتماعي لأنه يعد مخالفة وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية المادة رقم 3 والتي تنص على معاقبة أي شخص يتسبب بالمساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها والتشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة.

كيف تستخدم الفتاة الكاميرا كسلاح ضد التحرش وتضمن عدم تورطها بمسؤولية جنائية؟

تقوم الضحية بتصوير مقطع الفيديو والتوجه مباشرة لقسم الشرطة، من دون نشره ومشاركته في وسائل التواصل او مع اشخاص آخرين وتسلمه لجهة التبليغ وبذلك تكون تفادت المسؤولية الجنائية وضمنت حقها.

والتشهير بالمتحرش عقوبته مشار اليها في الفقرة 3 من المادة 6 من نظام مكافحة جريمة التحرش والجهة المسؤولة عن تقرير تطبيق عقوبة التشهير بالمتحرش هي المحكمة بعد اكتساب الحكم الصفة القطعية.