هناك نوعٌ من الذاكرة عصيّ على النسيان..
‏تمتدّ جذوره الى ما وراء التكوين
‏لا يقدر عليه "ال زهايمر" ولا غيره..


‏هذا المشهد وهذه النفس والروح النبيلة شاهد بما غاب عنا وعن البعض .
‏والدي وتاجُ رأسي وقدوتي تتحرك ذاكرته نحو أهله وديرته وصحبه الكرام ….

والدي الذي أفقده المرض ذاكرته القريبة،ما زالت شفاهه تترنّم بأبيات شعرية قديمة لكن معانيها تلامس عمق الوجدان الإنساني والوطني،والدي الذي يتذكّر داره ركنًا ركنًا،ويحنّ الى أصحابه قلبًا قلبًا،لا يخون وطنه الأوّل ولا يعصى عليه استذكار الزمن الجميل..
‏لأنه هو الزمن الجميل بكلّ ما فيه.

حتى ولو خَمَدَتْ لديه الذاكرةْ
‏ ستظلُّ ذاكرةُ المحبةِ حاضرةْ

‏لم يَنْسَ موطنَهُ ولا أحبابَهُ
‏ وعلى سريرِ البُرْءِ يَذكُرُ غابرَهْ

‏يا والدي، خُذني إليكَ وضُمَّني
‏واهتِفْ: «خُوَيْلِدُ»، واشفِ روحي الحائرةْ

‏في نَبْرِ صوتِكَ جُرعةٌ روحيةٌ
‏ تشفي جراحاتِ الفؤادِ الغائرةْ