من المؤكد أن صدور المرسوم العفو من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بالعفو عن العقوبة المقيدة للحرية المحكوم بها على بعض الأشخاص، يحقق الكثير من المودة الألفة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويساهم بشكل فعال في إزالة عوائق التنمية، ويخلق بيئة تنشأ من رحمها إعلاء مصلحة البلاد العليا.

فهذا القرار -الموفق-، يجعلني أتفاءل بتحقيق الكثير من الطموحات المستقبلية في بلد الحريات؛ لأن هذا ما عودنا عليه أمراء الكويت، فالتسامح دائما ما يجلب الخير والبركة وهو من شيم أمراء الكويت، كما ينتظر الكويتيون الإفراج عن آخرين في دفعة جديدة تستحق العفو.

يا مرحب بالمصالحة الوطنية
لا نشك أبدًا في أن القيادة السياسية مؤمنة بأن الاستقرار يتحقق بمصالحة وطنية وتوحيد الصف الكويتي الذي دائما ما يسعى فيه الكويتيون لإعلاء مصالح إخوانهم وبلادهم، فهو قرار واضح من سمو أمير الكويت -حفظه الله ورعاه- للأخذ بأيدي المسؤولين لدخول مرحلة جديدة مثمرة في العمل الوطني والسياسي والاقتصادي الذي ينعم فيه الجميع بحياة مستقرة خالية من النزاعات، فالبناء يكتمل بمصالحة وطنية تعود بالخير على أبناء هذا الوطن وفتح صفحة جديدة مضيئة.

نأمل أن تكون المصالحة الوطنية بوابة العبور إلى من بوابة الانفتاح السياسي الذي أكل الوقت وأضعف الجهد، وتحقيق الإنجازات التي ينتظرها أبناء الكويت في مجالي الاقتصاد والسياسية ورسم خارطة طريق واضحة للأجيال المقبلة نحو مستقبل مشرق حافل بالإنجازات، وجعل بلادنا الحبيبة في المقدمة دائمًا.

رسالتي إلى المعفو عنهم
تعلمنا أن نقابل الإحسان بالإحسان وهذا ما ينتظره منكم إخوانكم "فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، فأرونا من أنفسكم قدوة حسنة في الحفاظ على مقدرات البلاد، بأن تقدموا كل غالِ ونفيس من خبراتكم لتساهموا مع إخوانكم للوصول إلى البر الأمان.

أنشغوا بمساعدة إخوانكم، فإن ما يشهده العالم من تغيرات متسارعة ومستجدة وتحديات كبرى يوجب علينا جميعا نبذ الخلافات والعمل بروح الفريق الواحد.

ساهموا في أن تجعلوا العالم بأسره يتحدث عن إنجازات الكويت بالداخل والخارج، وأن يشير إليها بالبنان في المجالات الصحية والسياسية والأمنية والاقتصادية، استعدوا للتضحية من أجل سلامة الكويت بالعمل والمثابرة والإصرار.

لا بد من أن تكشف تصرفاتكم عن حبكم لوطنكم، فنجد كثيرين قدموا أنفسهم للعالم من بوابة حب الأوطان لكن قلة هم الذين كانوا صادقين فكونوا أنتم من هؤلاء، ودعوا الخلافات الشخصية جانبا فالمصالح الشخصية لا تنهض بالأوطان، فقد دمر هتلر بلده بحجة الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي الذي قصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا وضمان رخائها الاقتصادي، فكانت النتيجة هي اجتياح جيوش الحلفاء لألمانيا من جميع جوانبها حتى سقوط برلين وانتحار هتلر، وكذلك انتهت حياة الإيطالي بينيتو موسوليني معلقا من رجليه في محطة بنزين بمدينة ميلانو فماتا ولم يبقى ذكرهما لأن أنهما سعو لتحقيق آمال شخصية.

لذا أعلموا أن التاريخ لن يخلد إلا المتجردين من المصالح الشخصية الذي اجتهدوا من أجل رفعة وطنهم، فأرونا من أنفسكم خيرًا يعم على الجميع.