ما نتمنى تحقيقه في هذه الحياة التي نعيش الكثير من الرغبات والاحتياجات، احتياجات لا يمكن لها أن تتوقف عند حد معين، ولكن ـ وكما يقال ـ فإن الإنسان يطمح دائماً إلى الأفضل، وإلى تحقيق ذاته.

فماذا نريد تحقيقه من حياة ملئها الأسى والحرمان.. ومهما ركض الإنسان خلف مغرياتها، وما نشاهده فإنني، أشك أنَّ الإنسان قادراً على تحقيق جزء يسير من ملذاتها. فما تعطيه وتقدمه اليد اليمنى، لا شك في أن اليد المقابلة تأخذه. وما أرغب بتحقيقه على هذه البسيطة قد لا يذكر، ولا يمكن لي مقارنته بما تحقق لغيري من زعماء، علماء، فنانون، ورياضيون كبار. المكسب الوحيد الذي يتمناه معي كثير من الأصدقاء والمعارف بالكاد يذكر ولا يمكن لي أن أقارنه بمن سبق أن ذكرناهم.

ـ أرغب بأن يتحقق لي مطلب مهم جداً في حياتي وحياة غيري التي نعيشها بكل محفّزاتها، وهي أن نعيش حياة ملئها السعادة، وقوامها الصحة التي تخلو من أي مرض، وإن كان عادياً وغير مزمن، ما يجعلنا ضعفاء وغير قادرين على ممارسة حياتنا التي نعيش وندركها كما نرغب.. ونرجو الله سبحانه أن يحقق لنا حياة معافاة بعيداً عن اختلاط الأمراض وتنوعها، بعيداً عن الاصابة بأي مرض، وإن كان عارضاً، لأنه وكما يقال "أنَّ العقل السليم في الجسم السليم".

ـ أرجو أن يتحقق لأبنائي وأبناء غيري الحياة الكريمة بعيداً عن السخط والحاجة والفقر والإذلال، وأن يسعى أولادنا وأحفادنا إلى أن يعتلوا نواصي العلم والعمل في الاتجاه الصحيح، وأن يحققوا رغباتهم كما يشتهون، وهذا ما يعني أننا نعيش حياة كريمة ملئها الفرح والسعادة والهناء. بتوافر هذا الجانب هذا يعني استقرار الأسرة، ومعها تأمين مستقبل الأبناء، ويعرف الأهل معها إلى أين يتجه أبناؤهم وإلى طريق يسيرون.. وما يسعد الأهل مستقبل أولادهم وهم يسعون جاهدين إلى تأمينه وبكل حب لأبنائهم، وهذا ما يسعدهم ويفرحهم وتراهم يركضون أمامهم، وفي أصعب الظروف، من أجل تعبيد الطريق المناسب لهم.

ـ ما أريد تحقيقه من الحياة هو رضا الله والوالدين، وبقدر ما نحترم والدينا ونمنّ عليهم، ونبادر إلى تلبية خدماتهم، والرفق بهم، هذا يعني أننا نظل راضين عن أنفسنا ونسعد أيّما اسعاد بهذا الرضا الذي بلا شك يُفرحنا، كما يفرح غيرنا.

ـ ما أريده هو محاربة الغش والتدليس، والعمل على مراعاة الحياة الآدمية، واحترام الصداقات النابعة من العلاقات الصادقة، وقوامها المحبّة الخالصة.

ـ ما أريده هو أن نحب بعضنا البعض بقلوب صادقة. قلوب تسعى إلى الوفاق والراحة والاطمئنان، بعيداً عن صور كثيرة بتنا نشاهدها اليوم وكثير ما يغلفها البؤس والضياع واللؤم والحقد والبغض والأنا.

ـ ما أريده، هو أن نغسل أيدينا من جراح الماضي وسلبياته، وأن نعيش الواقع كما هو، لا أن نعود بحساباتنا إلى وطن ميت. ماتت معه حكومة ظالمة نهشت جسد أبنائها، ودمرت منازلهم وشردتهم وما تزال تسعى إلى إذلال الناس، والانتقام منهم، وملاحقتهم وزجّهم في السجون بالرغم من معانتهم وفقرهم وحاجتهم إلى العطف والتعامل برقّة وحنو.

ـ ما أريده هو أن نعيد حساباتنا من جديد لواقع يمضي بنا سريعاً نحو مستقبل مجهول، يحتاج منا أن ننسج بساطاً من الريح ينقلنا إلى أراض خالية من الهموم والأوجاع والآلام، ويوفر علينا نسغ الحياة الطيب التي سبق وأن عشناها بدون حساب، بدون تبرير، وبدون خداع وصور يأس ما زالت تعيدنا إلى أيام يلفّها الحزن والخداع، ويمقتها المجتمع!