لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تلعبه منصات الإعلام الرقمي، في التأثير على الأفراد، والأسر والنشء، بل ويؤكد علماء الاجتماع الرقمي المحدثون أمثال العالم الأسباني مانويل كاستليس في كتابه «عصر المعلومات: الاقتصاد والمجتمع والثقافة» أن العالم اليوم يعيش (مجتمع شبكي) لم تعد في وسائل التنشئة الاجتماعية تلعب أدوارًا هامة حيث تحول دور الأسرة والمدرسة إلى مستويات أدنى مما كانت عليه قبل ثلاثة عقود زمنية.

وفي ذلك إشارة تؤكد الدور الكبير الذي تمارسه منصات الإعلام الرقمي في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال، وغيرهم، مما يستدعي الاهتمام الحثيث بما ينشر فيها من محتوى، وتقنين المحتوى الهابط والمخالف للقيم والمعايير.

وهذا لا شك يتطلب تظافر الجهود بين الحكومة وأفراد الشعب من المؤثرين وصناع المحتوى.

وفي خطوة إبتكارية رائدة، أطلق الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبد العزيز ال سعود، أمير منطقة القصيم، جائزة صناعة المحتوى الإعلامي الرقمي الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى تحفيز صناع المحتوى الهادف من الأفراد والمنظمات، وتكريمهم نظير جهودهم في نشر الوعي وتثقيف المجتمع، وتأتي هذه الجائزة بنسختها الثانية بتوقيت جوهري يجعل منها المبادرة الأولى من نوعها في المملكة.

وحاز على الجائزة 30 مرشحًا، يتنوع محتواهم بين التاريخ والتوعية والطب والمعلومات العامة، تم إختيارهم بطريقة علمية.

وسرني جدًا إختيار حسابي في تطبيق التيك توك ضمن الحسابات الفائزة في مسار الحساب الاجتماعي الإيجابي، وزادني ذلك سرورًا ومسؤولية. فصناعة المحتوى مسؤولية اجتماعية كبيرة تتطلب من المشتغل بها أن يكون شديد الحرص ودقيق العبارة، مدافعَا عن وطنه وقيمه.

وأخيرًا أتمنى أن نرى مبادرات شبيهة بهذه المبادرة، كي نُْبرز ونُحَفز المبدعين من صناع المحتوى، ونعطيهم التقدير المستحق، فدورهم كبير وهام، خصوصًا في هذه المرحلة.