على مرار السنين منذ استقلال دولة اسرائيل لم يتجرا اي جيش عربي او اي منظمة ارهابية ان تقترب من حدود اسرائيل او ان تحتل اجزاء منها، اسرائيل لم تواجه يوما حرب وجودية فلقد انتصرنا في جميع الحروب نعم جميع الحروب وحتى حرب اكتوبر 1973.

لكن الان اسرائيل تواجه حربا اخرى ليست حرب بمعنى الكلمة انها ازمة داخلية على خلفية الاصلاحات القضائية التي لم يمس بها احد منذ استقلال اسرائيل.

القضاء في اسرائيل له نظرة استعلائية وفوقية لقد اخذ صلاحيات لا يملكها بمعنى ان القضاء يمكنه مثلا ان يلغي قوانين تم سنها في الكنيست ولقد حصل هذا الامر اكثر من مرة.

القضاء في اسرائيل للاسف هو فوق الكنيست التي هي من المفروض ان تكون صوت الشعب.

اسرائيل دولة ديمقراطية يتم انتخاب النواب عددهم 120 من قبل الشعب. لكن القضاة الـ 15 في المحكمة العليا لا يتم انتخابهم من قبل الشعب بل يتم تعيينهم من الحكومة. بمعنى اخر الشعب والكنيست يجب ان يكونوا فوق القضاء.

هذه الازمة الداخلية يمكنها ان تجر اسرائيل لاول مرة في حياتها الى حرب اهلية مثل اي حرب اهلية في اي دولة عربية او اجنبية.

المظاهرات التي تؤيد او ترفض هذه الاصلاحات منذ 4 اشهر انهكت القوات الامنية. ناهيك عن الارهاب الذي نعاني منه عادة، ضمن هذه المظاهرات قسم من الطيارين ومنتسبين لوزارة الدفاع في الاحتياط قرروا تعليق نشاطاتهم احتجاجا لاصلاحات الحكومة. وهذا يفتح شهية الاعداء.

قد يستغل الاعداء ضعف اسرائيل في هذه اللحظة الراهنة ويشن هجوما على اسرائيل كما حصل في شهر رمضان المبارك حين اطلقوا من لبنان اكثر من 30 صاروخ ظنا بان الدولة ستنهار مع الاحتجاجات.

خلاصة لم تهزم اسرائيل ابدا من قبل اي جيش عربي لكن المخاوف ان تفتت هذه الازمة مفاصل الدولة العبرية وان تضعفها وحين ذلك يتم مهاجمتها من عدة جبهات: الشمال سوريا ولبنان والجنوب غزة.

لاول مرة اسرائيل تواجه ازمة داخلية عصيبة لا احد يعرف كيف ستنتهي مع انه حكومة بنيامين نتنياهو ووزير العدل يريف لفين يصر على سن قوانين لاصلاح القضاء في اسرائيل.