شهدت الضفة الغربية المحتلة خلال الأيام الماضية حالة من التوتر بعد تصاعد الاشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين تتهمهم الدولة العبرية بالشروع والتخطيط لاستهداف مواطنيها.

وكانت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن اندلاع مواجهات "بين قوة عسكرية سرية ومسلحين في نابلس أثناء نشاط أمني لاعتقال مطلوبين"، وأنه تم القضاء على اثنين من منفذي عملية الأغوار (التي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنات قبل نحو شهر)، بالإضافة إلى مقتل أحد مساعديهم.

ويعد ملف الاقتحامات الإسرائيلية للمناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية أحد أهم الملفات الخلافية سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الدولي والإقليمي على حد السواء.

ففي حين تتهم تل أبيب السلطة الفلسطينية بفقدان السيطرة على عدد من المناطق وتحولها الى منصات لاستهداف المستوطنين، على النقيض الأخر تتهم حماس الأجهزة الأمنية الفلسطينية بملاحقة المقاومين ولجم نشاطهم في الضفة.

وبين هذا وذاك تأتي الأخبار الأخيرة التي نقلتها وكالة فرانس برِس عن تسليم عدد من أعضاء عرين الأسود لجهاز الأمن الوطني الفلسطيني لتوفير الأمن والحماية لهم من الاغتيال الإسرائيلي، كي يتجلى الدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية للحفاظ على أمن واستقرار الضفة، وتفويت الفرصة على الاحتلال لتنفيذ اقتحامات تحت مسميات مطاردة الملاحقين أمنيا.

وكانت فرانس برِس قد نقلت عن مصدر أمني فلسطيني تصريحه أن: "افراد من عرين الأسود قاموا بتسليم أنفسهم لحمايتهم ودمجهم ضمن المؤسسة الأمنية لإنهاء ملفهم عند الاسرائيليين وإنهاء ملاحقتهم". مؤكدا أن هؤلاء "تم احتضانهم من قبل المؤسسة الأمنية لحمايتهم وعدم تصفيتهم من قبل الإسرائيليين".

وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة فأن تسليم عدد من الملاحقين من جماعة عرين الأسود أنفسهم للأمن الفلسطيني جاء بعد تواتر الأخبار عن تلقي المتهمين بتنفيذ عملية حوارة الذين اغتالتهم القوات الإسرائيلية في نابلس عروضا سابقا من السلطة لتوفير الحماية لهم ورفضهم لها.

ويرى سوالمة أن السلطة الفلسطينية لا تحارب المقاومين ولا المقاومة رغم تبنيها خيار المقاومة الشعبية السلمية الا أنها في الوقت ذاته مطالبة بتوفير حد أدنى من الاستقرار والأمن للمواطنين في الضفة الى جانب الالتزام بالاتفاقيات الدولية الموقعة.

وحقيقة الأمر أن السلطة الفلسطينية تتخذ كل خطوة لها بحساب وتأني بما يضمن سلامة أبناء الشعب الفلسطيني بعيدا عن العنتريات، وهو ما جعلها المنصة الوحيدة المفضلة من قبل المجتمع الدولي عند مخاطبة الشعب الفلسطيني، ومن ذلك المنطلق تجري الإدارة الأمريكية حاليا بالتنسيق مع القوى الإقليمية مباحثات لعقد اجتماع أمني ثالث بين رام الله وتل أبيب، يعد استكمالاً لاجتماعي شرم الشيخ الذي عقد في مصر خلال شهر مارس/ آذار الماضي، والعقبة في الأردن خلال فبراير/ شباط، بمشاركة مصرية وأردنية وذلك في إطار المساعي الرامية الى تثبيت الهدوء ومنع الوضع من الانفجار مجددا.


[email protected]