لازالت الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، تفتك بالصغار والكبار على أرض الأقصى.
وعلى الرغم من الإدانات العالمية لمذابح تل أبيب في حق الشعب الفلسطيني، يواصل الاحتلال ارتكاب مجازر يومية بضرب البيوت وقصف المستشفيات ودور العبادة، وكان الخاسر الأكبر في هذه الأحداث هم "الأطفال"..
تابعت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، تكشف عن تسجيل 12 ألف شهيد حتى الآن في قطاع غزة "قتلتهم إسرائيل" بينهم 5 آلاف طفل، هذا غير 10 آلاف صغير مصاب وآخرون مفقودين تحت الأنقاض.. فهل تستهدف إسرائيل قتل أطفال فلسطين حتى تبيد الأجيال وتكتب نهاية الوجود الفلسطيني في الحياة؟!
في رأيي، تستهدف إسرائيل أطفال فلسطين وترتكب مجازر يومية في حق الطفولة من أجل محو التاريخ والحاضر والمستقبل الذي يتجسد في هؤلاء الصغار، وكان أكبر دليل على ذلك ضرب المستشفى المعمداني الذي كان يعالج فيه مئات الأطفال الجرحى من نيران وقنابل الاحتلال الإسرائيلي، لكن كما نعرف جميعا وكما يقول الواقع، فتاريخ إسرائيل مليء بكثير من المجازر والمعارك التي خاضوها ضد الأطفال وبكينا عليها بدل الدموع، دماء.
في الحقيقة، إسرائيل حرمت أطفال غزة من ممارسة طفولتهم، فما عاد الصغير يحمل لعبة أو عروس بل أصبح يبكي ويصرخ على من مات من والديه وأهله ويطلب من ربه النجاة من بطش العدوان الإسرائيلي، وكأن عيون وذاكرة الأطفال توثق جرائم حرب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الذي دمرت بيوته واحتلت أرضه وقتلت أهله ومازالت تجبره على النزوح إلى الدول العربية المجاورة وترك أرض فلسطين.. هذا والعالم كله يتابع المجازر اليومية ومسلسل التصفية.. فمتى ترفع إسرائيل يدها عن الشعب الفلسطيني؟
واقعيا، تاريخ إسرائيل مع الأطفال الفلسطينين حافل بالمجازر، وسأسرد في هذا المقال عددا منها، فكان الطفل محمد الدرة في بداية الألفية الجديدة أكبر دليل على ذلك. حيث وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحتها على الطفل محمد الدرة ابن الـ 11 عاما، وضربته بوابل نيران بشكلٍ مباشر، وقد صور المقطع كاملاً طلال أبو رحمة مصور القناة الفرنسية في ذلك الوقت، ومجموعة من المصورين، الذين التقطوا صورا ومقاطع فيديو للرصاص الذى اخترق الدرة، وكان بداية اشتعال انتفاضة الأقصى في ذلك الوقت، وبكى العرب ثم بكت الإنسانية!
أيضاً الرضع كانوا في مواجهة مباشرة لرصاص الاحتلال الإسرائيلي على مر التاريخ، وكانت من بين الضحايا الرضيعة إيمان حجو التي لم تكمل الـ4 أشهر، حيث اخترق جسدها الصغير أحد شظايا الدبابات في مخيم خان يونس وهي في حضن والدتها، كما وجهت دبابة بشكل مباشر نحو الطفل المقاوم فارس عودة خلال وقوفه صامداً حيث لا يخاف ولا يتراجع في مواجهة عدو سرق أرضه، ولكن مواجهته لهم كانت ببضع من الحجارة الصغيرة التي بالكاد تساع يديه، قابله قذيفة بالدبابة من الاحتلال الذي يستهدف براءة الأطفال ويقتلهم دون رحمة!
كان أيضا عيد الفطر عام 2014، شاهدا على مذبحة لأطفال عائلة بكر، حيث وجهت الزوارق البحرية لجيش الاحتلال قذائفها نحو أربع أطفال لا يفعلون شيئاً سوى أنهم يلعبون على الشاطيء، مما جعل عائلتهم يجمعونهم أشلاء، والآن أطفال المستشفى المعمداني، حيث سجل التاريخ واحدة من أبشع المذابح حدثت ضد الأطفال، وكان هدف جيش الاحتلال هو أحد المستشفيات التي يعالج فيها الأطفال من جراء القصف على قطاع غزة، ومنهم أطفال آخرون احتموا بها مع أسرهم، حتى وصل عدد الضحايا لما يقرب من 5 آلاف طفل شهيد.
كل هذا مع استمرار سياسات التهجير للفلسطينيين الذين يقطعون عشرات الأميال يوميا، حاملين أطفالهم، للبحث عن منطقة إيواء تحميهم من نيران الاحتلال حتى وإن كانت أكواخا، وبسبب الحرب أصيب عدد من أطفال فلسطين بأمراض نفسية وعصبية جراء القصف اليومي لهم، فما بين النيران والقنابل والقصف الجوي وسقوط أبنية على رأس أصحابها، أصيب الأطفال بالتشنجات والاضطرابات النفسية ونوبات البكاء المتواصل.. وبعد كل هذه المعاناة اليومية، متى يتم إنقاذ أطفال فلسطين من بطش إسرائيل؟
التعليقات