كواليس السرقات الإلكترونيّة ومسلسل خسائرها الذي لا ينتهي (1-2)
قرصنة الإنترنت بين الإحترافيّة والدور الخفي للـ quot;money mulesquot;

في محاولة لإلقاء الضوء على تفاصيل أسرار استراتيجية عمل القرصنة الإلكترونية، نعرض عبر شكاوى الإف بي آي الجنائية التي تم رفعها لتلك الإستراتيجية التي يرتكز عدد من المحترفين في السرقات الإلكترونية لتنفيذ الحيل المخادعة على الشبكة العنكبوتية.


طبقاً لما توافر لصحيفة واشنطن تايمز الأميركية من معلومات، فإن اللصوص ومن خلال عملهم في دول تقع بشرق أوروبا وأماكن أخرى في الخارج، يقومون باستخدام برمجيات خبيثة، كي يصيبوا حواسيب المستخدمين المطمئنين في الولايات المتحدة عن طريق البريد الإلكتروني.

وأوضحت الصحيفة أيضاً أن رسائل البريد الإلكتروني المصابة ببرمجيات خبيثة تتم صياغتها بحيث تبدو وكأنها قادمة من مدير إحدى الشركات أو من زميل ربما يقوم بإرسال رسالة بريدية إلى كل العاملين في شركة ما، مثل رئيس قسم الموارد البشرية.

قائمةلمطلوبين أميركيينمورطين في القرصنة الالكترونية نشرتها (أف بي آي)

وحين يقوم مُستقبِلو رسائل البريد الإلكتروني بالنقر على رابط يؤدي إلى أحد المواقع الإلكترونية أو يقومون بفتح رسالة مرفقة، فإن أحد أنواع فيروس حصان طروادة الذي يُعرف بـ quot;زيوسquot; يقوم بتثبيت نفسه ويُجَمِّع أسماء المستخدمين، وكلمات المرور، وأرقام الحسابات المالية التي يقوم الضحايا بتدوينها على حواسيبهم الشخصية.

ثم يقوم القراصنة باستخدام تلك المعلومات لنقل أموال الضحايا بطريقة إلكترونية إلى حسابات مصرفية تم إنشائها في الولايات المتحدة عن طريق هؤلاء الأشخاص الذين يعرفوا بالـ quot;money mulesquot;. ولفتت واشنطن تايمز في هذا السياق إلى أن هؤلاء الأشخاص يقومون بإنشاء حسابات مصرفية لاستقبال الأموال، ثم يسحبون الأموال من تلك الحسابات بمبالغ يعتقدون أنها مبالغ صغيرة بما فيه الكفاية، بحيث يمكنهم مراوغة احتمالية الإيقاع بهم من جانب مسؤولي البنوك وجهات إنفاذ القانون.

وفي بعض الحالات، يهاجم اللصوص الإلكترونيين الأرقام التليفونية المتصلة بالحسابات المستهدفة عبر مكالمات لمنع الشركة من الدعوة إلى التحقق من المعاملات. وكشفت الصحيفة عن أن الأفراد الذين يُحَوِّلون الأموال المسروقة من بلد إلى آخر عن طريق البريد السريع، ويُعرفون بالـ quot;money mulesquot;، يرسلون معظم الأموال المسروقة إلى الخارج بطريقة إلكترونية إلى حسابات يسيطر عليها زعماء العصابة؛ في حين يحصل المحولون عادةً على نسبة تتراوح ما بين 8 إلى 10 %.

ثم مضت الصحيفة تقول إنه وعلى غرار ما يحدث في الاتجار غير المشروع بالمخدرات، فإن زعماء العصابة بالخارج يجنون أرباحاً كبيرة، لكنهم يرتكزون على محولي الأموال المسروقة quot;money mulesquot; للقيام بالأعمال القذرة والمحفوفة بالمخاطر.

وبينما يتعين على المحولون أن يذهبوا إلى أحد البنوك، ويكونوا على مرأى ومسمع من كاميرات المراقبة، ثم يتركوا نسخاً من وثائق هوية شخصية هناك، فإن زعماء العصابة يكونوا مختبئين خلف شاشات الكمبيوتر في الخارج. وقد وجدت عملية quot;Operation Trident Breachquot; التي أشرف على تنفيذها مكتب التحقيقات الفيدرالي أن كثير من محولي الأموال المسروقة من بلد لآخر عبر البريد السريع ينتمون لدول تقبع في أوروبا الشرقية، وقد أتوا إلى الولايات المتحدة بتأشيرات دراسة.

ومثلها مثل غيرها من الضحايا، قامت شركة quot;Experi-Metalquot; الكائنة في ميتشيغن، وسبق أن تعرض حسابها المصرفي لعملية سرقة، قد قامت بمقاضاة المصرف الذي تتعامل معه نتيجة لسرقة أموالها. وفي هذا السياق، قال محامي الشركة، ريتشارد توملينسون، إن اللصوص قاموا بتفريغ حساب الشركة ثم حاولوا اختلاس مبلغ آخر قدره 5 مليون دولار من خلال حساب مدخرات فارغ لأحد موظفي الشركة. كما أشار توملينسون إلى أن هؤلاء اللصوص قاموا أيضاً بتحويل مبلغ آخر يُقدَّر بـ 1.34 مليون دولار قبل أن يقوم البنك بإغلاق التحويلات البرقية الغامضة.

وأشار توملينسون في ختام حديثه كذلك إلى ضرورة أن يتحمل البنك مسؤولية الخسائر التي تعرضت لها الشركة نتيجة لذلك، لأن التحويلات البرقية كانت مشكوك فيها بشكل واضح ndash; وقال أيضاً إن الشركة لم يسبق لها أن قامت بأية تحويلات على مدار أكثر من عامين ولم يسبق لها مطلقاً أن قامت بأية تحويلات إلى منطقة أوروبا الشرقية.

في الحلقة الثانية من التقرير الخاصة بالقرصنة الإلكترونية وتداعياتها الأمنية على الأفراد والشركات على حد سواء، نعرض عبر العشرات من شكاوى الإف بي آي الجنائية التي تم رفعها في نيويورك لتلك الإستراتيجية التي ترتكز عليها العصابات المتخصصة في السرقات الإلكترونية لتنفيذ حيلها المخادعة على الشبكة العنكبوتية.